رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوصايا الـ12 للبابا أثناسيوس..

النص الكامل لمخطوط «اعترافات الآباء وحفظ الأمانة»

الكنيسة
الكنيسة

أصدر المؤرخ الكنسي المهندس مينا فرج، المتخصص في التاريخ الكنسي المعاصر، دراسة حول مخطوط «اعترافات الآباء وحفظ الأمانة».

مخطوط «اعترافات الآباء وحفظ الأمانة»

وقال في دراسته: «مخطوط اعترافات الآباء وحفظ الامانة، دون باللغة العربية لكاتب وناسخ مجهول، في أواخر القرن العاشر الميلادي، وأعاد نسخة في أواخر القرن الثالث عشر، والشيخ المؤتمن شمس الرئاسة ابن الشيخ الأسعد أبو البركات ابن كبر، وهو عالم لاهوتي ولغوي ومؤرخ قبطي، وكان النص باللغة العربية مُترجم من اللغة الأصلية اليونانية والقبطية والسريانية».

وأضاف: «قام كاتبه وناسخه المجهول بجمع رسائل، وخطابات الآباء الأوائل حفظة الإيمان والعقيدة الأرثوذكسية السليمة، والتى كانت متداولة بين أساقفة الإسكندرية، وباقي أساقفة الكراسى الرسولية الآخرى فى فترة الخمس قرون الأولى الميلادية، و قد قام كاتب وباحث قبطى مجهول بترجمة جزء من هذا المخطوط عام 1932، وهو عبارة عن الوصايا الاثنتا عشر للقديس البابا اثناسيوس الرسولي، حيث قام بكتابتها على شكل خطاب، وأرسله إلى الملك قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير؛ لحثه على الرجوع للعقيدة السليمة، وهذا نص الترجمه المنشورة عام 1933، للإثنتي عشر وصية  للقديس أثناسيوس الرسولي، التي قدمها للملك قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير، وقيل إنها للملك يوفيانوس بناء على طلبه.

نص المخطوط

يا صاحب الجلالة، لقد سمعت لقول أوسابيوس الذي سجسنا من جهة صاحبه أريوس، فأمرت بنفينا ومعنا الأساقفة القديسين بسبب الأمانة المستقيمة، التي ثبتها الأباء الأطهار المجتمعين في مدينة نيقية من أجل الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس الغير المخلوق، فترى الأن أين ذلك المفتخر بعجبه؟ ألم يُغرقه الله في عمق البحر هو ومن معه مثل فرعون في زمانه.

اسمع مني الآن، أيها الملك لأبشرك بالأمانة المستقيمة الحقيقية التي هي دين سيدنا يسوع المسيح ابن الله.

الوصية الأولى

نؤمن بالله الأب الضابط الكل خالق السموات والأرض مايرى وما لا يرى، ونؤمن بالرب الواحد يسوع المسيح ابن الله، الإله الحق من الإله الحق، النور الحقيقي من النور الحقيقي، المحي من المحي، ونؤمن بالروح القدس الرب المحي الذي يملئ الكل ويحرك الكل وهو في الكل وهو في الأب والابن .

الوصية الثانية

ونؤمن بالمسيح أنه ليس مخلوقاً كاعتقاد أريوس الفاسد، بل هو كلمة إلهية بالحقيقة من جوهر الآب، ابن وحيد أزلي أبدي مع الآب في كل حين، ولم يكن في زمن منفصلاً عن الآب والروح القدس، خلق الآب كل الخليقة بكلمته أي ابنه الذي هو من جوهره وبروحة القدوس، وذلك بمشيئته وبكيفية لا تدركها المخلوقات.

الوصية الثالثة

ونؤمن بالأقانيم الثلاثة الأب والأبن والروح القدس، أنهم في وحدانية في الجوهرالأب محي والابن محي والروح القدس محي، الثلاثة واحد والواحد ثلاثة بالطبيعة الألهية والجوهر، هذا الثالوث أزلي سرمدي بجوهرة وأقانيمه، فعرف الآب إلهًا بأقنومه وخاصيته وهو غير مدرك كما شهدت الكتب، وعرف الابن إلها بأقنومه وخاصيته له جميع ما للآب والروح القدس، وعُرف الروح القدس إلهًا بأقنومه وخاصيته له جميع ما للآب والابن، والثلاثة متساوين في الجوهر الواحد.

الوصية الرابعة

وأيضا نعترف بالتجسد الذي من السيدة مريم البتول والدة الله، بالتدبير الإلهي فجاء منها في ملء الزمان بلا دنس ولا زرع بشر، بل أخذ جسدًا من ذرية داود وإبراهيم وآدم الإنسان الأول، واتحد الأله الكلمة بالجسد الذي أخذه من هذه العذراء بطبيعة واحدة غير مدروكة، وتجسده هذا لم ينقص شيئاً من عظمة لاهوته التي لا تُحد، وإذ كان في بطن البتول ولد مثل الأطفال تماماً، ورضع اللبن من ثدييها ومشى مع الناس في الأرض، وذاق الموت بالجسد على الصليب بمشيئته، وهو طبيعة واحدة مع جسده الذي ذاق فيه الموت من أجل خلاصنا، حتي أنقذنا من الموت بدمه الإلهي الذي سفك عنا، ومع هذا فلم يتغير ولم ينقص شئ من عظمة لاهوته، كما أن العذراء التي حبلت بالروح القدس، ولم تعرف رجل حبلت بلا دنس وولدت الإله المُتأنس، وولدته بلا وجع، أرضعته بلا تعب، ربته جسديًا بالتدبير بلا هم، وآمنت بلا فحص، هذا كله كمله بتدبيره الرب الإله الكلمة المتجسد الذي هو من جوهر الآب؛ لأنه واحد مع الآب والروح القدس.

الوصية الخامسة

ونؤمن بقيامة جميع الأجساد، ونترجى الحياة الأبدية، وحياة الدهر الآتي.

الوصية السادسة

ونؤمن بالقربان المقدس أي الجسد والدم المُحيين اللذين للرب يسوع المسيح، والقربان الذي هو من قبل أن يقدسه الكاهن خبز وخمر فإذا قدسه حل عليه الروح القدس، واستحال الخبز إلى جسد الله الكلمة، والخمر إلى دم إلهنا ابن الله، بذاته وهو متحد بجسده.

الوصية السابعة

ونؤمن بمعمودية واحدة للميلاد الجديد بالماء والروح، الذي يجعل الإنسان جديدًا، الميلاد الذي أظهره لنا مخلصنا عند ظهوره في العالم على مياه نهر الأردن.

الوصية الثامنة

ونؤمن بمجئ الرب ثانياً، وأنه كما صعد إلى السماء بجسده، الذي أخذه من البشر، وهو جالس به ممجداً عن يمين الآب، هكذا يأتي كلمة الله بهذا الجسد البشري، الذي اتحد به، وجعله كله بطبيعة واحدة، وأن علامات الآلام التي نالته في الجسد بإرادته على الصليب، إذ كان في العالم تكون ظاهرة في جسده، ويأتي معه جميع الملائكة القديسين ذوي القوات، تلك الأرواح النورانية، ثم يجلس على كرسي مجده ويجتمع إليه كل الأمم ويدينهم كأعمالهم خيرًا كان أم شرًا.

الوصية التاسعة

وأيضاً نعترف بالكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية، التي تكلم فيها الروح القدس فأمنا، ونؤمن بأن جميع ما قيل في الكتب المقدسة عن وحدة اللاهوت وتثليث الأقانيم ومساوتها إنه حق ولكن لا ندرك معرفة ذلك، وأن ما قيل عن الخليقة العلوية، وما على الأرض وما أسفل الأرض إنه حق إلا أننا لا ندرك ولا نعرف كيفية خلقها، ونؤمن بأن جميع ما قيل أن للرب عينًا، وللرب يدًا، وللرب أذنًا، وللرب وجهًا، وللرب رجلين، وهكذا وكلما ثبت في الكتب المقدسة عن الله منسوب لله، ولكن ليست عيناه كأعيننا ووجهه كوجوهنا، ورجلاه كأرجلنا، ويداه كأيدينا، ولا يمكننا أن ندرك كيف هي أو ما هي صفاتها أو معانيها.

الوصية العاشرة

نعترف أيضًا، ونؤمن أن الله خلق الإنسان، وصنعه على مثاله، وصورته وشبهه كما قالت الكتب الإلهية، أما كيف ذلك فلا نعرفه بل نجعل العلم كله لله، إذ هو يعرف خليقته وكيف خلقها، وهذا هو الذي اتفق عليه الآباء القديسون الذين اجتمعوا بنيقية، وثبتوا قول الأمانة المقدسة إن الله جعل الإنسان الأول مسلطًا على جميع ما خلقه تحت السماء، وجعل فيه الروح القدس وأهله لعبادته، وخدمته كمثل الملائكة منذ كان على الأرض بالأعمال الصالحة، والإيمان بربوبيته، والمعمودية بالماء والروح التي هي الميلاد الجديد، وأهله لقبول سر ذبيحته جسده ودمه الإلهيين، ومن أجل هذا اتحد الناس في شركة هذا الروح بالموهبة ودعي البشر بني الله والبنات الطاهرات عرائس المسيح، ومن بعد أن يطرحوا هذا لجسد الثقيل الترابي يستحقون ملكوت الله.

الوصية الحادية عشر

ونؤمن أيضًا أن الله تراءى للآباء الأولين، والأنبياء الصديقين، وأبصروه وكلمهم كما قالت الكتب المقدسة بدون تخيلات أو أشباه، وإنما بحق يقين تراءى لهم، وكلمهم كما أراد هو من غير أن ندرك كيف كان ذلك، بل نؤمن بلا فحص كما قالت الكتب المقدسة الرسولية بجميع ما قالوه لأجل اللاهوت الروحاني الذي لا يدرك وإنما كما أراد تكلم، وكما أراد تراءى، وكما أراد كشف أسراره المُقدسة لهم كاستحقاق كل واحد منهم؛ لمنفعته وإنما بلا فحص أو كيف أو لم أو على أي وجه ولكن نترك العلم كله لله.

الوصية الثانية عشر

وفوق جميع هذه الأمور نؤمن ونعترف بالأناجيل المُقدسة الأربعة الأنهار، التي هي ماء الحياة، وبرسائل معلمنا الطاهر بولس الرسول لسان العطر بالسبع الرسائل الجامعة الكاثوليكون، وبالإبراكسيس الذي يخبرنا عن أعمال الرسل، وبالأبوغالمسيس رؤيا يوحنا، وبالدسقولية التي للرسل القديسين هذه هي الكتب التي رضى الله أن نشرح لك عنها أيها الملك العظيم؛ لتكون لك خلاصاً لنفسك ولروحك من شر تلك الأقوال الفاسدة التي لأريوس وشيعته الذين أضلك بواسطتها الهراطقة، وأضلوا كثيرين غيرك.

والآن أيها الملك المعظم إن كان جميع ما كلمتك به، وكشفته لك عن سر هذه الأمانة المستقيمة يرضيك وتؤمن به إيمانًا صحيحًا، فأنفذ بأمرك إلى جميع الأساقفة الذين نفيتهم وردهم إلى بلادهم وكراسيهم حتي يعود السلام الروحي إلى كنيسة الله، ويكون لك خير في هذه الحياة وراحة في الحياة الآتية.