رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استمرار الجهود مصرية الضخمة لوقف التصعيد الإسرائيلى ضد غزة

التصعيد الإسرائيلى
التصعيد الإسرائيلى ضد غزة

تبذل مصر جهودًا ضخمة لوقف التصعيد الإسرائيلى الحالى ضد قطاع غزة المحاصر، وتجرى اتصالات مكثفة مع كل الأطراف فى تل أبيب والفصائل الفلسطينية، من أجل إنهاء العملية العسكرية فى وقت سريع، ومنع تدهور الأوضاع، واحتواء الموقف والعودة إلى الهدوء.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية، فى بيان، أن «مصر تجرى اتصالات مكثفة على مدار الساعة بُغية احتواء الوضع فى غزة، والعمل على التهدئة، والحفاظ على الأرواح والممتلكات».

وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن جهود الوساطة التى تبذلها القاهرة لن تتوقف، وتتركز على منع التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى أعقاب القصف الذى تعرض له ‎قطاع غزة، مشيرة إلى أن «الاتصالات التى تجريها القاهرة مستمرة منذ بداية حالة التوتر الراهنة».

وأضافت المصادر، فى تصريحات لقناة «إكسترا نيوز»: «مصر تمارس دورها القيادى التقليدى فى الأزمات ولا تقبل المزايدات، وهدفها استمرار الهدنة واستقرار المنطقة وحماية مقدرات السلام»، كاشفة عن أن «القاهرة طالبت كل الأطراف، الفلسطينية والإسرائيلية، بضبط النفس كى لا تزداد الأمور سوءًا».

وقالت مصادر لقناة «العربية»، السعودية، إن وفدًا أمنيًا مصريًا سيتوجه إلى إسرائيل لتحقيق التهدئة فى غزة. بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الإسرائيلية، أن هناك جهدًا سياسيًا مصريًا وأمميًا للضغط بهدف منع التوجه لموجة تصعيد عسكرى لعدة أيام.

وأطلق الجيش الإسرائيلى عملية «الفجر الصادق»، أمس الأول، ضد أهداف الجهاد الإسلامى الفلسطينية داخل غزة، خشية رد الأخيرة على اعتقال أحد كوادرها فى الضفة الغربية.

وأعلن الجيش الإسرائيلى عن أن سلاح الجو اغتال تيسير الجعبرى، قائد المنطقة الشمالية فى حركة الجهاد الإسلامى، خلال أولى الغارات التى تم شنها ضد القطاع المحاصر.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية داخل قطاع غزة المحاصر، إنه سقط ١٣ شهيدًا، بينهم طفلة تبلغ من العمر ٥ سنوات، وسيدة تبلغ من العمر ٢٣ سنة، وأصيب ١١٤ مواطنًا بجروح مختلفة، جراء العدوان الإسرائيلى ضد القطاع، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى عن إصابة جنديين إثر انفجار قذيفة هاون جرى إطلاقها من غزة وسقطت فى مستوطنة أشكول.

واستمرت الغارة الإسرائيلية الواسعة لمدة ١٧٠ ثانية، أى أقل من ثلاث دقائق، شملت عمليات إطلاق نار كثيف وخروج مقاتلات تابعة لسلاح الجو استهدفت سلسلة من المواقع التابعة للجهاد الإسلامى، وتمكنت من القضاء على مجموعة من عناصر الحركة، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلى إن الغارة الأولى من العملية العسكرية جرى خلالها قتل نحو ١٠ نشطاء فى الحركة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن «الفجر الصادق» جرى إطلاقها بتوافق من جميع الأطراف المعنية على المستويين السياسى والأمنى فى تل أبيب.

واُتخذ قرار شن عملية عسكرية استباقية ضد الجهاد الإسلامى فى اجتماع عُقد، أمس الأول، واستمر لنحو ساعتين، بين يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلى، ونائبه نفتالى بينيت، ووزير الجيش بينى جانتس.

ونشر الجيش الإسرائيلى بطاريات منظومة القبة الحديدية الصاروخية فى عدة مدن وسط إسرائيل، وفى مناطق القدس وبئر السبع، إضافة إلى تعزيزها فى مناطق غلاف غزة، فيما أكد ضابط إسرائيلى كبير أن الجيش انتظر الفرصة وفق المعلومات العملياتية والاستخباراتية لشن عملية استباقية ضد غزة، خشية رد الجهاد الإسلامى على اعتقال أحد كوادرها فى الضفة الغربية، الإثنين الماضى.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى عن «وضع خاص» فى الجبهة الداخلية لمحيط ٨٠ كيلومترًا من حدود قطاع غزة، كما نشر تعليمات بقيود على التجمعات داخل المستوطنات لمحيط ٤٠ كيلومترًا، وضرورة ذهاب سكان مناطق الغلاف بالقرب من الملاجئ.

وقرر عدد من المستشفيات فى إسرائيل نقل عدد من الأقسام لديه، مثل طب الأطفال والباطنة والأعصاب والطب النفسى وغسيل الكلى وأمراض القلب، إلى أماكن محصنة، خشية التوتر الأمنى الحالى مع غزة، واستمرار القصف الإسرائيلى وإطلاق الصواريخ من الجهاد الإسلامى.

واستدعى الجيش الإسرائيلى جنود احتياط لقيادة الجبهة الداخلية وسلاح الجو، منها لواء جولانى ولواء المدرعات التابع للفرقة ٣٦، اللذان يستعدان لاحتمال توسيع العملية العسكرية، فيما أوعز أفيف كوخافى، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، بالانتقال إلى حالة الطوارئ وفتح غرفة العمليات للقيادة، وذلك بعد هجوم نفذته القوات الخاصة والمدفعية ضد نقاط عسكرية للجهاد الإسلامى فى غزة، كما وجه جانتس باستمرار العملية كما هو مخطط لها.

وقررت السلطات الإسرائيلية تحويل مسار الطائرات فوق المجال الجوى لتل أبيب خشية إطلاق الجهاد الإسلامى رشقات صاروخية، إذ جرى تحويل المسار من مطار «بن جوريون الدولى» إلى الشمال، فيما رفع جهاز الشرطة الإسرائيلى حالة التأهب القصوى فى جميع أنحاء الداخل، واستدعاء نحو ١٠ سرايا احتياطية من قوات حرس الحدود. فى المقابل، أطلقت حركة الجهاد الإسلامى أكثر من ٢٥٠ صاروخًا من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف ومدن وسط إسرائيل، خاصة تل أبيب ومحيطى مطار بن جوريون وبئر السبع وعسقلان وسديروت. وأوضحت الحركة الفلسطينية أنه جرى قصف تل أبيب ومحيط مطار بن جوريون وخمس مستوطنات أخرى بـ٦٠ صاروخًا.