«آسيا تايمز»: كوريا الجنوبية تغير سياستها الخارجية للمشاركة فى تحالف «كواد» الأمنى
سلطت صحيفة "آسيا تايمز" الآسيوية، الأحد، الضوء على رغبة كوريا الجنوبية في الانضمام لمجموعات العمل من الرباعي أو الحوار الأمني الرباعي المعروفة باسم “كواد” (Quad)، والتي تعتبر مجموعة غير رسمية مكونة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والهند، واليابان للتعاون في مجالات تشمل اللقاحات وتغيير المناخ والتكنولوجيا الناشئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوريا الجنوبية، تسعى إلى تبني سياسة خارجية أكثر حزماً، تتناسب مع ظهورها كدولة صناعية رائدة ومنتجة للأسلحة المتطورة.
وتابعت الصحيفة أنه خلال خطابه الرئيسي في مؤتمر القيادة الآسيوية هذا الأسبوع في سيول، قدم رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أمته على أنها "قوة عالمية" واثقة وبناءة ، حان وقتها، وبعد عقود من النمو الاقتصادي السريع والابتكار التكنولوجي، كرر يون التزام كوريا الجنوبية بالمساهمة في السلام والاستقرار الدوليين بشكل لم يسبق له مثيل.
كما ردد خطاب الرئيس الكوري الجنوبي صدى خطاب تنصيبه في وقت سابق من هذا العام ، قائلا "يتعين علينا القيام بدور أكبر يتناسب مع مكانتنا العالمية، وأنه يجب حماية وتعزيز القيم العالمية والمعايير الدولية التي تستند إلى الحرية واحترام حقوق الإنسان".
- قمة الناتو في مدريد
وقبل أسابيع فقط ، اتخذ "يون" قرارًا غير مسبوق لحضور قمة الناتو في مدريد حيث تمت دعوة كوريا الجنوبية واليابان كدولتين شريكتين، خلال قمة 29-30 يونيو، أكد الزعيم الكوري الجنوبي التزامه بتعزيز "علاقة تعاونية بين الناتو ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ" باعتبارها "حجر الزاوية لتحالف يدافع عن القيم العالمية".
كما عقد اجتماعات مع العديد من الدول الأوروبية التي تحرص على شراء معدات دفاعية متطورة من كوريا الجنوبية، التي أصبحت مصدرًا عالميًا رئيسيًا للأسلحة.
وفي وقت سابق من هذا العام، انضمت كوريا الجنوبية أيضًا إلى الإطار الاقتصادي الهندي والمحيط الهادئ (IPEF) المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى مواجهة النفوذ الاقتصادي المتزايد للصين في المنطقة.
كما تعهد يون بإصلاح العلاقات المتوترة مع اليابان المجاورة، من أجل تعزيز العلاقات الثلاثية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا.
وبشكل حاسم، أوضح الرئيس الكوري الجنوبي الجديد أيضًا أن بلاده مستعدة الآن للانضمام إلى الحوار الأمني الرباعي (Quad)، سواء كدولة شريكة أو لتشكيل تحالف "كوينت" جديد إلى جانب أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.
ومع ذلك ، فقد أثبتت إدارة بايدن حتى الآن أنها فاترة للفكرة، على الرغم من الدعوات المتزايدة في الداخل، وخاصة في الكونجرس الأمريكي، من أجل "الناتو الباسيفيكي" الذي يستعد لمواجهة القوى الاستبدادية للصين وروسيا.
- سياسة خارجية متعددة الاتجاهات
وعلى الرغم من كونها حليفًا في معاهدة الولايات المتحدة، اتبعت كوريا الجنوبية تقليديًا عقيدة السياسة الخارجية “متعددة الاتجاهات، والتي ضمنت أن تحافظ على علاقات ودية نسبيًا ومثمرة اقتصاديًا مع جميع القوى الكبرى، وخاصة الصين والولايات المتحدة ، فضلا عن العلاقات مع روسيا واليابان”.
وفي عهد الرئيس السابق مون جاي إن، اكتسب هذا التقليد الراسخ أهمية أكبر في ضوء جهوده الدؤوبة لإنهاء الصراع في شبه الجزيرة الكورية، والتي استدعت دعم القوى المتنافسة مثل الصين والولايات المتحدة.
ولكن نظرًا لصعوبة المهمة، فإن إدارة مون الليبرالية، التي واجهت انتقادات شديدة في الداخل بسبب سياستها المؤيدة للمشاركة تجاه كوريا الشمالية، قلصت من مكانة بلاده العالمية.