رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو هاشم ربيع: الحوار الوطنى وسيلة للتحول الديمقراطى ولن يكون مجرد تفريغ للشحنات

 الدكتور عمرو هاشم
الدكتور عمرو هاشم ربيع

قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تشكيل مجلس أمناء الحوار، جاء متنوعًا من ناحية الأعمار أو المهن، فضلًا عن مساواته بين المرأة والرجل فى عضويته، مع وجود شخصيات ذات قيمة وقامة عالية، بما يضمن إنجاح الحدث. وأشار "ربيع"، فى حواره مع "الدستور"، إلى أن الحوار يجب ألا يكون مجرد تفريغ شحنات، بل يجب أن يعتمد على الجدية فى المناقشات من أجل التوصل إلى نتائج مُرضية، يمكن من خلالها حل المشكلات الكبرى التى تواجه الدولة المصرية فى المرحلة الراهنة. وذكر أن أى مخرجات للحوار لا بد أن تكون مُرضية للرأى العام وتمس مشكلات المواطن من الدرجة الأولى، لافتًا إلى أن أهمية الحوار تكمن فى طرح مشكلات الناس فى الشارع والاهتمام بعرض قضاياهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم.

■ بداية.. كيف تقيم تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى الذى تم اختيارك ضمن أعضائه؟

- التشكيل الذى تم الإعلان عنه متنوع وحقق التوازن المطلوب لإنجاح الحوار الوطنى، وجاء متنوعًا، سواء فى الأعمار أو فى المهن، فضلًا عن الحفاظ على المساواة بين المرأة والرجل، مع اختيار سيدات ضمن التشكيل، فضلًا عن أن التشكيل بأكمله يحوى شخصيات ذات قيمة وقامة فى المجتمع، وتمتلك المؤهلات العلمية اللازمة لإدارة الحوار بالشكل، الذى ينتظره المصريون.

وأعتقد أن التشكيل سيسهم بشكل كبير فى إدارة الحوار بشكل يحقق التوازن والحيادية والشفافية فى إدارته وتنظيمه، بما ينعكس بالطبع على مخرجاته ونتائجه التى نأمل أن يكون لها صدى فى التنفيذ، ومن ثم يتم حل المشكلات والتحديات التى تواجه الدولة المصرية فى إطار الأزمات العالمية والتوترات الدولية، وجراء استمرار أزمة جائحة فيروس كورونا، إضافة إلى الحرب الورسية الأوكرانية التى باتت تأثيراتها تصل إلى عدد كبير من الدول، ومن ثم كان لا بد من تنظيم حوار وطنى جاد، يستطيع الخروج بنتائج مُرضية للجميع، والمواطن أولهم.

■ ما رؤيتك لدعوة الرئيس السيسى للحوار؟

- هناك حوار موجود بالفعل داخل كل مجتمع، ولكن على اختلاف طريقه ومخرجاته وتوصياته وأجندته، وأرى أن الحوار الوطنى فى أى دولة يُعد وسيلة للتحول الديمقراطى، تتجه إليه النظم التى تسعى لتحقيق مزيد من الديمقراطية، فى هذه الحالة يكون الحوار مهمًا لتحقيق هذا الانتقال، وحصول القيادات الشعبية على درجة من الرضا العام، تجاه السياسات المتبعة.

فالحوار فى حد ذاته وسيلة مهمة لفتح نقاش موسع حول الأولويات داخل المجتمع وإعادة ترتيبها، بما يصب فى النهاية نحو دعم المواطن البسيط، المتأثر الأول بالأزمات الحالية، فالدعوة للحوار الوطنى مهمة وتأتى فى توقيت مناسب ليتم تقديم حلول عاجلة للخروج من المأزق الاقتصادى الذى تمر به الدولة المصرية، والذى يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون من أجل الصمود أمام تلك التحديات التى تقف حائلًا أمام الدولة فى سبيل النهوض بمستوى معيشة المواطن المصرى.

لذلك تلقى على عاتق الأحزاب وكل الأطراف المشاركة فى الحوار الوطنى مهمة صعبة، وهى محاولة إحداث المعادلة المتوازنة بين توفير حلول للمشكلات الموجودة بالفعل بسبب التغيرات والأزمات العالمية، وفى الوقت ذاته النظر إلى هموم المواطن والعمل على حلها.

■ من وجهة نظرك.. ما أولويات الحوار من حيث القضايا والملفات؟

- أولويات الحوار لا بد أن يتم ترتيبها من خلال وضع الملف السياسى أولوية قصوى على مائدة الحوار، نظرًا لأنه يصب فى صالح كل المجالات، فإذا صلحت السياسة ينصلح الاقتصاد والاجتماع والثقافة، فضلًا عن ضرورة وجود مناخ جيد للحريات، واختيار القيادات المؤهلة لتولى المناصب المختلفة، هذا أمر مهم ويحتاج إلى مناقشات عديدة بين الأحزاب وكل القوى المشاركة فى الحوار الوطنى، من أجل ضمان تحقيق نجاحات فى تنفيذ كل السياسات، التعليمية والزراعية والصناعية والتجارية والاستثمار والاقتصاد، فكل هذا متوقف على طبيعة العمل فى الملف السياسى، وهذا يجب أن يكون مطروحًا للنقاش على مائدة الحوار.

فإذا كان هناك مناخ للحريات واختيار جيد للقيادات، بكل تأكيد سيكون ذلك داعمًا للحصول على نتائج مبشرة للحوار على أرض الواقع، خاصة فى ظل الأزمات على الصعيد العالمى، والتى تحتاج إلى تضافر الجهود من أجل تقديم حلول لمواجهة تداعياتها السلبية، بما يجعل مصر فى مأمن بعيدًا عن التقلبات الاقتصادية التى تعانيها أكبر الدول.

■ كيف نظرت إلى مشاركة المعارضة.. وهل نستطيع القول إن الدعوة بمثابة صفحة جديدة معها؟

- لا يمكن القول بأنها صفحة جديدة، ولكنها بداية جديدة مع المعارضة، وهذا أمر جيد، خاصة أن هناك حالة بُعد للمعارضة على الساحة السياسية والإعلامية، ولذلك فدعوة المعارضة للحوار الوطنى، ومن قبلها بحفل إفطار الأسرة المصرية، بداية مبشرة باستكمال عناصر التواصل والتشاور داخل المجتمع.

■ ماذ تنتظر من الحدث؟                                      

- أهم شىء، يجب ألا يكون الحوار الوطنى مجرد تفريغ شحنات، بل يجب أن يعتمد على الجدية فى المناقشات من أجل التوصل إلى نتائج مُرضية، يمكن من خلالها حل المشكلات الكبرى التى تواجه الدولة المصرية فى المرحلة الراهنة، فأى مخرجات للحوار رغم أنها مجهولة الآن وسنعلمها فى الحوار، فإنها لا بد أن تكون مُرضية للرأى العام وتمس مشكلات المواطن من الدرجة الأولى، فالحوار تكمن أهميته فى طرح مشكلات الناس فى الشارع ومن ثم الاهتمام بعرض قضاياهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم، وهذا أمر أساسى فى الحوار.