رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مندوبنا لدى بروكسل: تقدير أوروبى لدور «القاهرة» فى قيادة عملية التحول الأخضر بإفريقيا

السفير بدر عبد العاطى
السفير بدر عبد العاطى

أكد السفير بدر عبدالعاطى، سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج والاتحاد الأوروبى ومندوب مصر الدائم لدى حلف الشمال الأطلسى «الناتو»، أن الاتحاد الأوروبى يقدر التقدم الذى تشهده مصر، ودورها فى عدة قضايا، ومنها ملف تغير المناخ.

وأوضح «عبدالعاطى»، خلال حديثه لـ«الدستور»، أن مصر والاتحاد الأوروبى يعملان، خلال الفترة الحالية، على تعميق العلاقات بينهما فى شتى المجالات، فى ظل وجود العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يظهر جليًا فى زيارات المسئولين الأوروبيين إلى القاهرة.

وقال: «الاتحاد الأوروبى يقدر دور مصر فى مجال التغير المناخى، خاصة إعلان حكومتنا مؤخرًا عن الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع قضية تغير المناخ حتى عام ٢٠٥٠، ويثمن الدور الريادى لنا فى قيادة عملية التحول الأخضر فى إفريقيا، عبر مشروعات مختلفة مثل تبطين الترع والتوسع فى توليد الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات وتوطين صناعة السيارات الكهربائية، ومشروعات النقل الرائدة، مثل القطار السريع الذى يعتمد على الكهرباء، والمونوريل، ووسائل النقل العامة التى تعتمد على الكهرباء والغاز الطبيعى».

وأوضح أن الاتحاد الأوروبى يتابع عن كثب التطورات التى تحققها مصر فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأنها تعد الشريك الأكبر له فى المنطقة، وتستحوذ على اهتمامه ومتابعته، مؤكدًا أن الجانب الاوروبى يدرك الإنجازات التى يجرى تحقيقها، رغم التحديات الإقليمية والأوضاع الاقتصادية الدولية.

وأشار إلى أن الجانب الأوروبى أشاد، فى أكثر من محفل، بالتطورات الاجتماعية فى مصر، والمبادرات الرئاسية، مثل «تكافل وكرامة» و«حياة كريمة»، وما لها من دور إيجابى فى رفع مستوى حياة المواطن، وكذلك جهود الحكومة لتمكين المرأة والشباب وترسيخ مبدأ المواطنة، مع الترحيب باطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتفعيل لجنة العفو الرئاسية، وإطلاق الحوار الوطنى.

وتابع السفير عبدالعاطى: «يصدر أحيانًا بعض الانتقادات من جانب البرلمان الأوروبى، بصورة خاصة، حول عدد من الحالات الفردية المتعلقة بحقوق الإنسان فى مصر، نظرًا لتعدد التيارات والأحزاب السياسية داخل هذا البرلمان، وتبنى النواب الأوروبيين مواقف فردية لا تعبر عن مواقف دولهم فى كثير من الأحيان، وتقوم سفارتنا فى بروكسل بالرد عليهم، عبر التواصل اليومى مع جميع أعضاء البرلمان الأوروبى البالغ عددهم ٧٠٥ نواب، يمثلون أكثر من ٦ مجموعات سياسية، من أقصى اليمين واليسار، والوسط».

وأكد أن الاتحاد الأوروبى يعتبر مصر نموذجًا رائدًا يحتذى به فى المنطقة والعالم كله فى التعامل مع الإرهاب ومكافحته، كما أصبح مقتنعًا بالطرح المصرى بأن يقوم التعامل مع هذه القضية على أساس مقاربة شاملة، لا على البُعد الأمنى فقط، ولكن على أبعاد أخرى، منها قطع التمويل عن المنظمات الإرهابية، والتعامل مع الجذور الاجتماعية والاقتصادية للظاهرة، ومحاربة الفكر المتطرف.

واستطرد: «البُعد الأهم الذى جعل لمصر ريادة قوية فى ذلك الملف هو مؤسساتها الدينية المعتدلة، مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الفكر المتطرف وتفكيك الأبعاد الفكرية للأيديولوجية الإرهابية المتطرفة التى تستند إليها الجماعات الإرهابية». 

وأردف: «أود الإشارة إلى دور مرصد الأزهر الشريف، ومرصد دار الإفتاء فى مكافحة الفكر المتطرف، لأنهما يحظيان باهتمام من الجانب الأوروبى، ولعل هذا الأمر هو ما دفعه لأول مرة فى تاريخ العلاقات، لأن يتولى مع مصر الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب، ما يعكس التقدير الكامل لريادتنا فى الملف».