«حكاية اللغز» تاريخ جريدة «الأهرام» خاليًا من العدد رقم 1000
بدأت صحيفة "الأهرام" في الصدور أسبوعيًا، وتعهد مؤسسيها الأخوين بشارة وسليم تقلا بعدم الخوض في الشئون السياسية، لكنهما لم يستطيعا تنفيذه، وهو ما عرّض الجريدة للصدام مع السلطة.
في العدد الأول للجريدة دعت أسماء شهيرة ذائعة الصيت، كان من بينهم الإمام محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني ويعقوب صنوع، وتقرر صدورها يوم السبت لكن لصعوبة الجريدة للشام في وقت مبكر، كانت تصدر يوم الجمعة في بعض الأحيان. وبعد شهرين من صدور الصحيفة، صدرت منها جريدة يومية "صدى الأهرام" في 10 أكتوبر 1876.
ركزت الجريدة على تغطية الأحداث المحلية مع هامش للأحداث الخارجية، ويرجح الكاتب محمد الشماع في كتابه "الشعب يبدي رأيه في كل ما يحدث" ذلك إلى طبيعة الترخيص الذي مُنح للجريدة، حيث أرسلت 12 مندوبًا للشام، مقابل 7 مندوبين في مصر فقط. ومالت الجريدة في تغطيتها لأخبار الدولة العثمانية.
سبب مقال "ظُلم الفلاح" المنشور عام 1879 انتقادات حادة للخديوي إسماعيل، وهو ما سبب أزمة بين القصر وبشارة تقلا الذي أُدخل السجن لمدة قصيرة بعدما تدخل القنصل الفرنسي ليفرج عنه، وتوقفت الجريدة عن الصدور لأول مرة، وعاودت صدورها بعدد أسبوعي في 30 ديسمبر 1880.
بيعت جريدة "الأهرام" بعد صدورها بشكل يومي بقرش صاغ واحد، وفقًا للمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق في كتابه "الاهرام ديوان الحياة المعاصرة".
يؤكد "الشماع" في كتابه، أن الأهرام اليومية التي صدرت بمسمى "الأهرام" صدرت في الإسكندرية 3 يناير 1881 وحملت العدد رقم (1003) وهو الرقم التسلسلي لمجموعة إصدارات الجريدة الثلاثة، ويذهب الكاتب الصحفي إلى أن العدد (1000) من الصحيفة لا وجود له في تاريخها.
ويشير إلى أن جبرائيل تقلا من أهم ما أثر في تقاليد الجريدة منها، أن تكون جريدة للمصريين بعيدة عن أي سلطة أو حزب، ولا تخضع للإسفاف في موادها الصحفية.
صدر العدد رقم (1003) من الجريدة وكُتبت أسفله "جريدة يومية سياسية تجارية أدبية فكاهية". ودون فيه تنبيهات كان نصها: "لقد رأينا أن نراعي في جريدتها الأهرام اليومية بعض ملاحظات ضرورية يسلتزمها تحسين الجريدة وانتهاجها منهج الجرائد الغربية، وإنا لنبسطها لتعلم ولا يكون هناك توجيه لوم أو ايراد اعتراض".
وأشير في التنبيه الذي ورد إلى أن الجريدة اتخذت قرارا تحريريا بالاكتفاء بذكر منصب الأشخاص الرسمية والابتعاد عن أي ألفاظ أخرى، كالوطني والهمام والنبه والوجيه، وما شابه ذلك، كما قررت ذكر أسماء المسافرين أو القادمين من ركاب الدرجة الأولى والثانية دون ذكر الألقاب والنعوت.
وصدر العدد (1003) بافتتاحية عنوانها "الإسكندرية في 3 جنابو سنة 1881" بمثابة احتفاء بالإصدار الجديد للجريدة. وجاء العدد في 4 صفحات، استخدم في الصفحات الخط الغير ليتسنى لهم نشر أكبر عدد من الموضوعات الصحفية.