رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاصم حجازي يكتب: قلق الامتحانات.. الأسباب والحلول

عاصم حجازي
عاصم حجازي

تلعب التنشئة الاجتماعية والظروف الأسرية دورًا أساسيًا فى إثارة القلق لدى الأبناء، حيث إن الأنماط الخاطئة من التنشئة الاجتماعية تسهم فى تشكيل شخصية الأبناء على نحو أكثر قابلية للتعرض للقلق أو التوتر، وأقل قدرة وكفاءة فى مواجهة الضغوط النفسية والتغلب عليها، إذ يعمد بعض الأسر إلى التدليل الزائد للأطفال، ما تنتج عنه بعد ذلك شخصية محبة للتملك، ترى أن كل شىء من حقها أن تحصل عليه وأن تنفرد به ولا تعترف بالتنافس الشريف.

كما أن هناك أُسرًا ربما تلجأ إلى الحماية الزائدة لأبنائها والمبالغة فى الخوف عليهم، وهو ما تنتج عنه فى المستقبل شخصيات اعتمادية ضعيفة لا تستطيع القيام بواجباتها منفردة، وترتبك وتصاب بالتوتر والقلق حينما تجد نفسها فى مواقف يجب أن تتصرف فيها منفردة كمواقف الامتحانات مثلًا، وهؤلاء أكثر عُرضة لاستخدام أسلوب الغش، ودافعهم الأساسى لذلك هو عدم قدرتهم على التعامل مع الأمر بصورة منفردة وعدم ثقتهم بأنفسهم.

كما أن بعض الأسر يتوقع من الأبناء الوصول إلى أهداف تفوق قدراتهم بشكل كبير وهو ما يشكل عبئًا وضغطًا كبيرًا على الأبناء يتسبب فى إصابتهم بالإحباط، ومن ثم التوتر والقلق، بسبب الفجوة الكبيرة بين طموحات الآباء وقدرات الأبناء، وبعض الأسر يعتمد دائمًا على أسلوب المقارنات سواء بين الطفل وإخوته، أو بينه وبين أصدقائه وأقربائه ومن هُم فى محيطه الاجتماعى، متناسين تمامًا الطبيعة البشرية التى تتميز بوجود فروق فردية بين الأفراد، ومثل هذا الأسلوب يضع الطالب فى صراع نفسى كبير ويشعره بالدونية والنقص ويفقده ثقته بنفسه وإيمانه بقدراته ويضع عينه دائمًا على الجوانب السلبية فى شخصيته، ومن ثم تتزايد الضغوط النفسية المؤثرة عليه فيعجز عن تحقيق النجاح بعد ذلك.

وبعض الأسر قد يسىء إلى الطالب لفظيًا أو بدنيًا أو يهمله عاطفيًا وماديًا، وبعضهم قد يتمادى فى توجيه رسائل سلبية للطفل تشير إلى عدم ثقة الأسرة فى قدراته وإلى الاعتقاد بعدم قدرته على تحقيق أى إنجاز وعدم وجود أى جوانب إيجابية فى شخصيته، وهذا كله من شأنه أن يتسبب فى مزيد من الضغوط التى هى العامل الأساسى فى إثارة القلق لدى الأبناء.

وينبغى العلم أن التوتر والقلق عدوان للنجاح، وقد يقفان عائقين أمام كثير من الطلاب، يحولان دون تحقيق أحلامهم بالتفوق والنجاح، وبينما قد لا يجدون بينهم وبين زملائهم فارقًا كبيرًا فى القدرات إلا أنهم يجدون فارقًا كبيرًا فى الدرجات وتحقيق التفوق والنجاح، ليس فى الامتحانات وحدها، بل فى الحياة أيضًا، والسر يكمن فى قدرة زملائهم على السيطرة على مصادر القلق والتوتر والتمتع بحالة انفعالية متزنة وهادئة.

لذا أنصحك عزيزى الطالب بضرورة التحكم فى مشاعر القلق لديك والتغلب عليها بسهولة، وتناول غذاء صحى والنوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا، وأخذ قسط كاف من النوم، والابتعاد عن تناول المنبهات، كالقهوة والشاى وغيرهما، كما تنبغى ممارسة بعض التمرينات البسيطة وجلسات الاسترخاء لمدة ٥ دقائق يوميًا، وتجنب تمامًا وسائل التواصل الاجتماعى، ولا تنسَ الابتعاد تمامًا عن المُحبطين والأشخاص الذين يثيرون لديك الشعور بالقلق والأشخاص المتشائمين، ويجب الاقتراب جدًا من الأصدقاء المتفائلين والمجتهدين لأنهم ملهمون قد يساعدونك على تجاوز قلق الامتحانات، وتذكر دائمًا مقولة «هنرى فورد» وضعها نصب عينيك: «السر الأعظم للنجاح فى الحياة هو أن تدرك ما المقدر لك فعله ثم تقوم بفعله».