لماذا تكون كلمة «آسف» ثقيلة على قلوب المخطئين؟
«معلش» و«آسف».. كثيرًا ما نستخدم هاتين الكلمتين فى حياتنا اليومية لطلب المغفرة والسماح من شخص ما أو التعبير عن خطأ تسبب فى الكثير من المشكلات للطرف الآخر، وعلى الرغم من أن كلمة «آسف» بسيطة لكن قد تكون من الكلمات الثقيلة على قلوب البعض.
وكشفت الكاتبة «بيفرلى أنجل»، الخبيرة فى مجالات العلاقات وقضايا المرأة، فى كتابها «The power of apology» أو «قوة الاعتذار»، عن الأسباب التى تجعل كلمة «آسف» صعبة على بعض الناس.
تقول «أنجل»: «يذكرنا الاعتذار بأن كل شخص، بمن فى ذلك أنفسنا، يستحق الاحترام والمعاملة العادلة، وثقافة الاعتذار ليست حكرًا على أحد، لكل شخص حق الاعتذار وسماع كلمة آسف».
وبدأت الكاتبة كتابها بفصل وضعت له عنوان «الاعتذار للجميع»، مؤكدة أن هذه الثقافة ليست مقتصرة على فئة معينة أو شخص متعلم، فالكل لديه القدرة على قول عبارات الاعتذار.
فى الفصل الثانى من الكتاب، تطرقت «أنجل» لمشكلة تواجه البعض منّا، وهى لماذا يكون الاعتذار صعبًا؟، فمن خلال دراستها البحثية التى امتدت أكثر من عام قبل صدور الكتاب وجدت أن الخجل أكثر الأسباب التى تدفع البعض لعدم قول كلمة «آسف».
واكتشفت أيضًا أن ٤٠٪ من الذين تضمنهم البحث قالوا إن الاعتذار علامة على الضعف وكان أكثرهم من الرجال.
فى علاقاتنا الشخصية، نعتقد أن الاعتذار لزميل فى بيئة تنافسية قد يُنظر إليه على أنه علامة ضعف، تقول «أنجل»: الاعتذار الصادق يجعل صاحبه قادرًا على استعادة الكرامة، كما يجعله أيضًا بعيدًا كل البعد عن الخوف والتفكير فى الانتقام.
«يمكن أن يكون أداة قوية للتوفيق بين علاقات العمل واستعادة الثقة».. هكذا علّقت «أنجل» على قوة الاعتذار بين زملاء العمل، حيث يمكن أن يُظهر الاعتذار قوة الشخصية ويُظهر الكفاءة العاطفية، ويؤكد من جديد أن كلا الطرفين يتشاركان القيم فى علاقتهما التى يريدان الالتزام بها فى العمل.
«الاعتذار لا يغير الماضى ولكنه يفعل الكثير فى المستقبل».. ترى «أنجل» أن التحلى بثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار من الأمور التى لا تغير شيئًا فى الماضى ولكن تسهم فى كسب احترام الآخرين والثقة فى نفس الوقت.
وأضافت: «من الضرورى أن تقول آسف لشخص ما جرحته، فالاعتذارات لها القدرة على إصلاح ولو جزء بسيط من الخطأ المرتكب، وأثناء الاعتذار لشخص ما يجب أن نكون صادقين».
