من روائع الأدب العالمى..
«ستة وعشرون رجلًا وفتاة».. قصة مكسيم جوركى عن سذاجة المُعدمين
ستة وعشرون رجلًا وفتاة
هى واحدة من قصص الكاتب الروسى الشهير مكسيم جوركى التى أراد أن يقول فيها إن المرء إذا تعلق بشىء ما ظن أنه يملكه.
من خلال عتبة النص الأولى وهى العنوان يتضح لنا أن أبطال القصة كثر، وأنهم من الرجال ماعدا فتاة واحدة، مما يجعل القارئ يظن أن لهذه الفتاة قصة حب بداخلهم جميعًا. وهنا يتبادر إلى ذهن القارئ لأن يسأل من هو الشخص الذى أحبته من بينهم؟
غير أن مكسيم جوركى لم يقصد من قصته ما خطر فى ذهن القارئ، لقد أراد جوركى شيئًا آخر.
تفاصيل القصة
تحكي القصة التى رواها واحد من الستة وعشرين رجلًا الذين لم يذكر منهم جوركى إلا اسمًا مر مرور الكرام ، أن هؤلاء الشخوص كانوا من المعدمين وهذا ليس جديدًا على مكسيم جوركى، فجل أبطاله من طبقة المهمشين التى كان ينتمى إليها فى بداية حياته، قبل أن ينال شهرتة الواسعة فى عالم الأدب.
كان الستة والعشرون رجلًا يعملون فى مخبز فى بدروم معتم لا تزوره الشمس أبدًا، مما أصابهم بالجدرى والزهرى والكساح، يعملون طوال اليوم فى ظلام دامس ويتنفسون دخان الفرن الناتج عن المحروقات الخشبية ويتقاصون أجرًا زهيدًا لا يسمح لهم بانتعال حذاء من الجلد الرخيص.
كانت متعة هؤلاء المعدمين تكمن فى لقاء تانيا الخادمة التى تأتى لشراء المخبوزات لسيدتها التى تقيم فى الطابق الثانى.
وكان لمالك المخبز مخبز آخر فى الطابق الأول تدخله الشمس وبه خمسة عمال وكان هؤلاء يتقاضون أجرًا مميزًا يضمن لهم حياة كريمة، جاء المالك بشاب وسيم ليكون مديرًا لهم، زار هذا الشاب هؤلاء المعدمين فأعجبوا به وبحديثه، إلا أن هذا الإعجاب تحول إلى غيرة وحقد، حين حدثهم المدير الوسيم عن غرامياته وعلاقاته النسائية المتعددة، فخافوا على محبوبتهم تانيا، فتحداه أحدهم أن يجرؤ على الحديث معها، وبعد أسبوعين أمرهم المدير أن يخرجوا من السرداب ليشاهدوا تانيا بصحبته فلما رأوها وبخوها فسبتهم جميعًا وانصرفت.
الهدف من الرواية
أراد مكسيم جوركى أن يقول إن المعدمين لهم قلوب أكثر عاطفة من غيرهم، كما أن تعلقهم ببعض الأشياء يجعلهم يظنون أنها بحوزتهم وأنها ملك لهم وهذا ينم عن سذاجتهم.
كما سخر جوركى من هؤلاء الشخوص الذين بلغ عددهم ستة وعشرين رجلًا لم يجرؤ أحدهم أن يعبر عن إعجابه لمحبوبته بشكل صريح، وفى الوقت نفسه راهنوا على عدم حبها لغيرهم، فوقعت المصيبة.