رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نورا» حُرمت من حنان جدها لتعيش في «سجن والدها» بالمعادي

جريدة الدستور

«معرفوش علشان أعيش معاه.. حبسني في بيته وحاولت أهرب معرفتش».. كانت هذه مأساة «نورا»، فتاة ساقها قدرها للحياة في أكناف جدها من الأم وظلت محتمية به من الدنيا حتى توفى ووجدت نفسها أمام أب قاس حاول خطفها وإجبارها على الإقامة معه عنوة وحبسها وفصلها عن العالم الخارجي في منطقة المعادي.

  • بداية القضية 

تعود بداية القضية إلى أكثر من عشرين عامًا، عندما تسلم الجد ابنة ابنته وهي رضيعة وتعهد بتربيتها خاصة عقب سفر والدها للعمل في اليابان، وقرر أن يعوض حرمانها من الأم والأب بحنانه وبالفعل أحسن رعايتها، وتعليمها وتكوينها حتى صارت شابة، ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد مرور الأيام والسنوات، دق الباب لتجد والدها يطالب بسفرها معه لإكمال دراستها.

  • وفاة وميراث 

وقف الجد بالمرصاد أمامه وعاتبه على سنوات الغياب وطلب منه تركهما وشأنهما خاصة مع رفض الفتاة السفر وتفضيلها المكوث معه، ولم يقف مكتوفي الأيدي حتى ينتظر أن يظهر الأب كل فترة يهدد حياة الصغيرة، فقرر رفع دعوى قضائية لضمها لحضانته، وبالفعل نجح في ضمن بقائها معه، ولكنه هو من خالف وعده لها وتركها وحيدة في الدنيا، عندما توفى فجأة، لتجد الفتاة أن الجد ترك وصية تفيد بإعطائها ثلث تركته لتضمن حياتها باستقرار في غيابه.

  • عودة الأب للظهور 

لكن الأب عاد للظهور في حياتها مرة أخرى، وطلب منها الحياة والإقامة برفقته، وعندما رفضت الذهاب معه قائلة له: «أنت مين أنا معرفكش ومش هعيش معاك»، ما كان من الأب سوى أن وجه لها بعض الصفعات على الوجه وبدأ سحلها في الطرقات، على مرأى ومسمع من الجميع حتى أفراد الأمن المعينين حراسة بجوار محل إقامتها لم يتدخلوا لنجدتها، فلم تجد الفتاة من ينصرها سوى زوجة الجد التي أبلغت النجدة لإنقاذ الفتاة، وإعادتها.

  • خطف وهروب

وبعد أيام من البلاغ تم إعادة الفتاة وحجز الأب الذي أنكر تعديه على الفتاة بالضرب وكل التهم الموجهة إليه، ولكن كان للفتاة رأي آخر عندنا أكدت أن الأب اعتدى عليها بالضرب وسحلها وأصابها بسحجات في الجسم، كما تبين إصابتها في العين جراء ضربها، فما كان من النيابة العامة إلا أن أحالتها إلى الطب الشرعي لإعداد تقرير حول الإصابات التي لحقت بها وإرفاقها في أوراق القضية.

وأوضحت الفتاة أن هناك خلاف كبير مع والدها بشأن تركة جدها، وأنه حضر لمسكن جدها واصطحبها عنوة إلى مسكنه، كما أنه ضربها واحتجزها بغرفة واستولى على هاتفها المحمول ومنعها من الخروج، وحاولت الهرب عدة مرات لكن دون جدوى، وقررت أنها ترفض الحياة معه قائلًا: «ده غريب عني ومش هعيش معاه».