رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنوات من الأمن والاستقرار

بطبيعة الحال فإننى عندما أتحدث عن إنجازات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأعوام الثمانية التى تولى فيها المسئولية لإدارة بقايا دولة نهش التطرف والإرهاب من جسدها المنهك وأفقدها الأمان والاستقرار، فإنه من المنطقى أن أتحدث عن الجانب الذى عايشته عن قرب بحكم طبيعة عملى الأمنى، والذى كان هو الجانب الأهم فى السنوات الأولى للمسئولية وهو كيفية مواجهة الإرهاب والعمليات الإرهابية والتخريبية ومحاولات إثارة الفتن الطائفية التى كادت أن تودى بالبلاد إلى حرب أهلية داخلية...ثم العمل على إعادة الثقة لدى رجال الشرطة الذين كانوا هدفًا لجماعة الإخوان الإرهابية والتى سعت إلى تفكيك جهاز الشرطة ووضع خطط شيطانية لإعادة هيكلته بالطريقة التى تمكنهم من السيطرة على كافة قطاعاته وإضعاف وتقليص صلاحيات تلك القطاعات.
لم تكن الأوضاع الأمنية فى أفضل حالاتها عندما تولى السيد الرئيس المسئولية، حيث كانت العمليات الإرهابية على أشدها ولم تكن قاصرة على محافظة أو منطقة بعينها بل كانت تقريبًا يتم تنفيذها فى معظم المحافظات سواء فى الوجه القبلى أو البحرى، وكان استهداف مديريات الأمن ورجال الشرطة يتم التخطيط له بكل عدوانية واحترافية، بهدف استمرار حالة الفوضى والتوتر فى الشارع المصرى...وهنا فإننى يجب أن أشير إلى التضحيات والشهداء الذين سقطوا من رجال الشرطة، إلا أن عزيمة زملائهم لم تهتز ولم تتقاعس عن الاستمرار فى أداء دورهم بكل بسالة وفداء...بيد أنهم  كانوا فى أشد الاحتياج إلى الدعم النفسى والمعنوى قبل الدعم اللوجيستى وتطوير الأسلحة والأجهزة المستخدمة فى جميع قطاعات الشرطة.
وبخبرة القائد العسكرى المحنك الذى يعلم جيدًا كيف يعمل على رفع الروح المعنوية وإعادة الثقة لرجاله، فقد قام سيادته بذات الدور لأبنائه من رجال الشرطة، حيث جاءت مواقفه الإنسانية وتصرفاته التلقائية لتؤكد لهم أن هناك رجلًا يساندهم ويدعمهم ويعلم أهمية دورهم فى حماية الوطن...رأينا سيادته وهو يتوقف خلال شهر رمضان أمام أحد تمركزات الشرطة ليتناول مع أبنائه من رجال الشرطة المتواجدين فى هذا التمركز وجبة الإفطار ..ثم رأيناه وهو يحتضن أبناء الشهداء ويوجه بتوفير كافة أوجه الرعاية لهم بل إنه قام بتعيين بعض زوجات الشهداء بقرار جمهورى فى مجلسى النواب والشيوخ... وفى ذات الوقت يخصص من ميزانية الدولة جانبًا كبيرًا لإعادة تسليح وتحديث كافة قطاعات الشرطة، بل إن الأمر قد وصل إلى تحديث المناهج التعليمية فى أكاديمية الشرطة وتطويرها بالشكل الذى يحاكى بل ويتفوق على أقدم المعاهد الأمنية فى العديد من دول العالم حتى أصبحت الأكاديمية منبرًا وهدفًا للعديد من دول القارة الإفريقية والدول العربية للدراسة بها والاستفادة من الخبرات الأمنية والمكتسبات العلمية والتكنولوجية التى تحققت نتيجة اهتمام سيادته بوزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة.
استعادت الشرطة قوتها وتوازنها فى فترة قياسية نتيجة هذا الدعم الإنسانى وعادت أجهزة المعلومات تؤدى دورها على الوجه الأكمل وتوالت الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية، وشاركوا إخوتهم من رجال القوات المسلحة البواسل فى مواجهة والقضاء على العناصر الإرهابية من تنظيم داعش وفلول التنظيمات الإرهابية الأخرى التى تتخذ من محافظة شمال سيناء ساترًا ومأوى لها وتقلصت العمليات الإرهابية بشكل كبير، وشهد العالم بعودة الاستقرار والأمان إلى ربوع الدولة المصرية، وهو ما انعكس بشكل إيجابى على حركة السياحة والاستثمار... إلا أن الرياح جاءت للأسف بما لا تشتهى السفن، حيث ضرب  فيروس كورونا اللعين حركة السياحة الوافدة للبلاد، ثم جاءت الحرب الدائرة حاليًا بين روسيا وأوكرانيا  لتستمر حالة عدم الاستقرار فى العالم ويتأثر الاقتصاد وترتفع الأسعار، لنبدأ مرحلة جديدة من مراحل المواجهات الأمنية، ولكن مع فئة أخرى من فئات المجتمع وهى فئة التجار الذين يحاولون التلاعب بأقوات الشعب ويرفعون الأسعار ويخفون السلع، ومن المؤكد أن النجاحات التى تحققها الأجهزة الأمنية فى تلك المواجهات هى امتداد للنجاحات التى تحققت فى مواجهة الإرهاب.
من ناحية أخرى فلم يكن ملف حقوق الإنسان بعيدًا عن رؤية السيد الرئيس، حيث تحولت السجون إلى مؤسسات للتأهيل والإصلاح، وتحول السجين إلى نزيل تعمل الدولة على إعادة صياغة حياتهم عقب انتهاء فترة العقوبات بالشكل الذى يؤهلهم إلى ممارسة حياة طبيعية فى المجتمع.... وقام سيادته بإعادة تفعيل لجنة العفو لدراسة حالات السجناء، وها نحن نرى هذه الأيام العديد من حالات الإفراج لبعض سجناء الرأى فى اتجاه يؤكد أن مصر من الدول التى تعتبر ملف حقوق الإنسان من الملفات التى تستوجب احترامها والاهتمام بها.       
كانت تلك هى أحد الجوانب والإنجازات التى تحققت خلال سنوات تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئوليته تجاه شعبه، وقد أكون متحيزًا عندما أقول إن الشعور بالأمن والأمان والاستقرار كان من أهم الإنجازات التى تمكن السيد الرئيس من تحقيقها بامتياز للدولة المصرية.. وتحيا مصر.