أميرة العنانى تكتب: بخطوات حثيثة.. الإفتاء المصرية تتجه للعالمية
تسير دار الإفتاء المصرية بخطوات ثابتة في منهجها نحو العالمية، لتصبح منصة بحثية في علوم الإفتاء.
وتأتي عالمية الإفتاء ليس فقط في الجانب الشرعي، بل هناك الميلاد الجديد -مركز سلام لدراسات التطرف- والذي يعد أحدث إنجازات "الإفتاء المصرية"، حيث يرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التطرف والتشدد ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف.
والمتابع بدقة لعجلة الإنتاج داخل دار الإفتاء المصرية، يلاحظ توافر عوامل تأهيلها لتصبح منصة عالمية ناجحة، بسبب امتلاكها لفريق من القامات العلمية بقيادة فضيلة العالم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فلديهم القدرة على رصد كل جديد وإدراك خلفياته، والقدرة على مواكبته بل والاحتكاك به واختراقه من خلال الوسائل التقنية، ليس ذلك فحسب بل وتخوض معركة مواجهة الفكر المتطرف، بخطوات محسوبة.
ولا يغيب عن ذهن أحد أن "الإفتاء المصرية " أولى المؤسسات الدينية التي أدركت أهمية التحول الرقمي، الذي أصبح واقعًا فرضته تغيرات العصر.
ولمواكبة التغيرات السريعة بدأت الإفتاء في استحداث إدارات جديدة مثل "الفتوى الهاتفية والإلكترونية" قبل سنوات طويلة، وتطويرها سنويًا، وصولًا لاستخدام تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر قطاع من المستخدمين وبلغات مختلفة ومن دول متعددة.
واكتملت منظومة الإفتاء بميلاد مركز سلام لدراسات التطرف، برئاسة الدكتور إبراهيم نجم، والذي تم إطلاقه رسميًا في مؤتمره الدولي الأول الذي حظى برعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وحضره ممثلون عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، والقيادات التنفيذية، والمفتين، ورجال الفكر والإعلام من 42 دولة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيطاليا والهند وبولندا وسنغافورة والمغرب وتونس والجزائر ودول إفريقيا وغيرهم.
وهناك عوامل عدة أدت لنجاح هذا الحدث العالمي.
- العامل الأول: الحضور الأوروبي للضيوف في المؤتمر، حيث إن ثلث ضيوف المؤتمر من الغرب، وهذا يعد مشاركة فعالة واحتكاكًا مباشرًا مع عدد كبير من دول العالم والمؤسسات والجهات المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب.
- العامل الثاني: موضوع المؤتمر الذي انطلق تحت عنوان "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية.. واستراتيجيات المواجهة"، الذي حظى بإشادات كبيرة من الباحثين والمفتين حول العالم.
- العامل الثالث: المؤتمر يعتبر أول مؤتمر مصري عالمي متخصص لمكافحة التطرف الديني يضم عددًا كبيرًا من الباحثين، أيضًا شمل المؤتمر ورش عمل وجلسات بين كبار الإعلاميين والمفكريين وعلماء الدين، وأيضًا إنشاء لجان تنفيذية للبدء في وضع ما أسفرت عنه فعاليات المؤتمر من توصيات، خاصة فيما يتعلق بإنشاء مظلة تجمع المراكز البحثية المعنية بمواجهة التطرف.