باحث لـ«الدستور»: الوساطة الأمريكية بين لبنان وإسرائيل تحاول تهدئة الخلافات
يصل الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية "آموس هوكشتاين"، الإثنين المقبل إلى لبنان، للقاء عددٍ من المسؤولين في منزل نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، في الرابية، قبل أن يجول على المسؤولين ابتداءً من الثلاثاء المقبل.
ويلتقي الوسيط الأمريكي، الرئيس اللبناني، ميشال عون، وكلا من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وفقًا لجريدة "الجمهورية" اللبنانية.
سيناريوهات الفترة المقبلة
وفي هذا الصدد، قال الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمود حسين، إن الخلاف يدور أساسًا حول مزاعم كل طرف بأحقيته في حقل كاريش، إذ تنظر لبنان إلى الحقل باعتبارها ضمن مناطقها الاقتصادية الخالصة، ومن ثمَّ، ترى أن أعمال التنقيب في تلك المنطقة غير قانونية.
وأوضح حسين، لـ"الدستور"، أن الطرفين يتنازعان حول مساحة بحرية يبلغ حجمها نحو 860 كيلو مترا مربعا، وتصاعدت التوترات بين البلدين بشكل كبير عام 2010، عندما اكتشفت إسرائيل الغاز الطبيعي قبال سواحل المنطقة، ما حفَّز لبنان للتنقيب عن الغاز في مياهها، وسعت الولايات المتحدة الأمريكية للتوسط بين لبنان وإسرائيل لحلحلة الصراع والعمل على إيجاد حل يرضي الطرفين، إلا أن جهود الوساطة لم تؤت ثمارها.
وتابع حسين: "هذه الوساطة قد عادت مرة أخرى بعد توقفها وذلك في أكتوبر 2020 تحت إشراف الأمم المتحدة، وينظر لتلك الخطوة باعتبارها تمثل تحولًا نوعيًا، خاصة أنها الأولى من نوعها بين الطرفين منذ 30 عامًا ورغم توقف المفاوضات بعد الجولة الرابعة والتي عُقدت في نوفمبر 2020، إلا أنها عادت مرة أخرى في مايو 2021".
مشهد معقد
وأضاف حسين أن هناك عددًا من التحديات يمكن أن تزيد من تعقيد عملية إنهاء الخلاف البحري بين الطرفين من بينها إن اسرائيل ولبنان ليس بينهما أية علاقات دبلوماسية، وأن حالة الحرب والأجواء المشحونة تسيطر على طبيعة العلاقة بينهما.
وتابع حسين: "رغم التلويح باستخدام القوة بين الطرفين في أكثر من مناسبة، فمن غير المُرجَّح أن تصل الخلافات بينهما لحد المواجهة المباشرة أو العمل المسلح، ويمكن أن تصبح المفاوضات برعاية أمريكا، مدخلًا لتسكين تلك الخلافات".
واختتم حسين تصريحاته قائلًا: "على أية حال، ستدخل منطقة شرق المتوسط خلال الفترات المقبلة مرحلة جديدة من التصعيد على غرار ما كانت عليه قبل عامين، وقد تتحول منطقة شرق المتوسط لبؤرة من الاشتعال خلال الفترات المقبلة بسبب استمرار الخلافات البحرية".