رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسباب تخلص نجيب محفوظ وجابرييل جارسيا ماركيز من مسودات أعمالهما

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

يتخلص العديد من الكتاب من مسودات أعمالهم، ليس هناك تفسير وأسباب واضحة لهذه الظاهرة، والتي تظهر معالمها واضحة عند كبار الكتاب في مصر والعالم، نموذج ساحري الرواية نجيب محفوظ وجابرييل جارسيا ماركيز عن الأسباب التي دفعت كلاهما للتخلص من مسودات أعمالهم في التقرير التالي:

نجيب محفوظ: اتخلص منها مرغما حتى لا يمتلىء البيت بالورق

يجيب نجيب محفوظ عن سؤال الكاتبة الصحفية تشارلوت الشبراوي، والذي جاء ضمن كتاب “بيت حافل بالمجانين"، وللمترجم أحمد الشافعي ”كالتالي" لا تحتفظ مطلقا بأي من ملاحظات؟ كثير من الكتاب يحتفظون بكل كلمة كتبوها ! ألا ترى أن دراسة عملية الكتابة عند كاتب ما من خلال مسودته قد تكون أمرا شائقا؟

قال “محفوظ”: قد تكون كذلك فعلا، ولكن المسألة ببساطة أن الاحتفاظ بالمسودات والملاحظات ليس جزءا من ثقافتي. بل أني  لم أسمع بكاتب يحتفظ بمسوداته الأولى. ثم أنني مرغم على التخلص من مسوداتي، وإلا امتلأ بيتي بورق لا نفع له! علاوة على أن خطى رديء بصورة لا تحتمل. 

جابرييل غارسيا ماركيز: اتخلص منها حتى اتجنب بيعها

في حواره مع الكاتبة الصحفية والباحثة الأمريكية “ريتا غويبرت 1971، والذي جاء مترجما عبر كتاب ”أنا مشهور قبل أن يعرفني أحد “ للكاتبة والمترجمة ميادة خليل ” يجيب عن سؤال هل تحتفظ عادة بالمواد التي جمعتها أثناء الكتابة؟.. قائلا: "لا أحتفظ بأي شيء .فحين أبلغنى الناشرون باستلامهم المسودة الأولى من "مئة عام من العزلة" قمت بمساعدة "مرسيدس" برمي محتوى درج مليئ بنوتات، ومخططات ومسودات وتذكرات، ولم أفعل ذلك لمجرد ألا تعرف طريقة تأليف الكتاب، وهذا ما اعتبره أمر شخصي حتما، ولكن تجنبا لبيعها، لأن بيعها بمثابة بيع روحي، لذا لن أسمح لأي أحد أن يقوم بذلك، ولا حتى ولدي".

يذكر أن الكاتب الصحفي محمد شعير تحصل على بعض من مسودات أعمال نجيب محفوظ القصصية، والتي وصل عددها لخمسين قصة كتبها نجيب محفوظ في التسعينيات، تم نشر أغلبها في مجموعتيه القصصيتين «صدى النسيان»، و«القرار الأخير»، وتبقى 18 قصة لم تنل حظها من النشر ضمن مجموعة الأعمال الكاملة لعدم احتواء أي مجموعة قصصية منشورة في حياة الأديب عليها. 

وقد سعى إلى تجميع تلك المسودات التي يبلغ عددها 18 مسودة وإصدارها في كتاب واحد يحمل عنوان «همس النجوم» عن دار الساقي للنشر في ذكرى ميلاده التي توافق العاشر من ديسمبر.

تنتمي جميع القصص المكتوبة في همس النجوم إلى عامي 1993 و1994، حيث يحمل المغلف المعثور عليه تاريخ كتابتها، وهو ما يمثل المخزون الأخير تقريبًا له، حيث يمثل عام 1994 العام الأخير لإبداعات محفوظ.