عقب إقرارها بالجريمة.. رحلة سيدة «مذبحة الدقهلية» لإثبات مرضها النفسي بعد «الخرس الاختياري»
جميعنًا معرضون للأمراض النفسية التي قد تنتهي بنا إلى ارتكاب جريمة بشعة كتلك التي ارتكبتها «حنان»، 30 سنة، حين دفعها “اكتئاب ما بعد الولادة” إلى إزهاق أرواح أبنائها الثلاثة في قرية «ميت تمامة»، بمركز النصر، بمحافظة الدقهلية.
«الدستور» يرصد في السطور التالية توصيف الطب النفسي لحالة وشخصية المتهمة بقتل أطفالها الثلاثة..
- جريمة مخططة للتخلص من العذاب
قال الدكتور وليد هنيدي، استشاري الصحة النفسية، إن “اكتئاب ما بعد الولادة” هي التوصيف النفسي لحالة المتهمة بارتكاب المذبحة - وفق ما ذكره بيان النيابة العامة حول الواقعة- وذلك النوع من الاكتئاب المزمن استمر مع المتهمة لفترة ودفعها للتخطيط لجريمتها للتخلص من عذابها النفسي.
- اكتئاب ما بعد الولادة تسبب في الانتحار الممتد
وتابع استشاري الصحة النفسية، أن المتهمة أنجبت حديثًا طفلتها ابنة الثلاثة أشهر “سمية” قبل أن تُصاب بـ"اكتئاب ما بعد الولادة" بسبب عدم خبرتها في التعامل مع الأشقاء الثلاثة معًا، لتتدهور حالة المتهمة وتصاب بحالة عدم اتزان.
وأكد أن حالة عدم الاتزان في مثل تلك الحالة المرضية صاحبها شعور بالوحدة وتفاقم المسؤوليات خاصة مع سفر الزوج، وإحساسها بالذنب والتقصير تجاه أطفالها كان هذا السبب في دفعها لارتكاب شكل من أشكال الانتحار الممتد، وهي محاولة قتل نفسها وقتل أشخاص آخرين.
- صدمة تسببت في «الخرس الاختياري»
وأضاف «هنيدي» أن المتهمة فشلت في إيذاء نفسها ففكرت في الخروج والوفاة خارج البيت، وهو ما دفعها لمحاولة إنهاء حياتها بإلقاء نفسها أمام جرار، ولكن الله لم يرد لها حتى الآن اللحاق بأطفالها وتم إسعافها، واستجوابها من قبل النيابة العامة كتابة، وليس كلامًا ، موضحًا أن هذه الحالة تسمى «الخرس الاختياري»، وهو امتداد للاكتئاب سبب لها صدمة نفسية جعلها تُدرك وفاة أطفالها وبقائها على قيد الحياة.
- نوع المرض سيحدد مصيرها أمام المحكمة
وأوضح الخبير النفسي أن الاكتئاب له أشكال عدوانية تصل أحيانًا بالأب والأم إلى إيذاء أطفالهم لأن جريمة القتل وخاصة العائلية لا ترتكب من أشخاص طبيعية، ولكن طبيعي يكون به نسبة مرض، فهذه الجرائم ترتكب تحت مسمى الخوف عليهم من الحياة ومن صعوبتها
وأكد أن المتهمة عقب تعافيها سيكون أمامها رحلة أمام مستشفى الأمراض العقلية، فهي ستخضع بطلب من محامي الدفاع أو النيابة العامة بها للملاحظة لمدة 45 يومًا تحت إشراف طبي، يحدد هل نوع المرض سبب في ارتكاب الجريمة وهل كانت مدركة لارتكاب الواقعة وقتها من عدمه؟.
- جلسات مناقشة للمتهمة أسبوعيًا
وأوضح الدكتور وليد هنيدي، أنه سيكون هناك لجنة ثلاثية تستلم المتهمة فور إيداعها المصحة، ويعقد كل فرد في اللجنة مع المتهمة جلسة على حده بطريقة منفردة ويتناقش معه في الجريمة وطبيعة مرضه، وتعقد من مرتين لثلاث مرات أسبوعيًا مضيفًا أن المتهمة لا تتناول أي عقاقير في تلك الفترة حتى يتم ملاحظة حالتها على الطبيعة إلا في الطواريء ثم يكتبون التقرير المفصل لحالتها وفقًا للأمراض النفسية المؤثرة على ارتكاب الجريمة.
ويكون التقرير النهائي عقب مناقشة المريضة وملاحظتها خلال المدة المودعة فيها في المصحة، ومن خلال فحص الملف القضائي له ، وشهود العيان والجيران والأهل ومتابعة تاريخها المرضي من عدمه، ومتابعة هل كانت تتناول أدوية للمرض النفسي من عدمه.