رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«النيماتودا».. آفة تُهدد بنقص المحاصيل وتحذيرات من انتشارها

النيماتودا
النيماتودا

آفة خطيرة تُصيب المحاصيل الزراعية، وتعطل الأراضي، وتمنع زراعة محاصيل مهمة، ومربحة، حذَّر منها أحد خبراء الزراعة بالأيام الماضية؛ وذلك لكونها تنتشر مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول الصيف.

تلك الآفة هي «النيماتودا»، التي تحولت إلى كابوس يُهاجم الفلاح، وأرضه، ويهدده بالخسارة.

ويقول الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لـ«الدستور»: «إنه مع دخول الصيف وارتفاع حرارة التربة تظهر النيماتودا، واصفًا إياها بأنها أخطر الآفات الزراعية التي تصيب الحاصلات الزراعية، وتعطل الأراضي، وتمنع زراعة محاصيل مهمة ومربحة، فهي كائن دقيق ومزعج وتظهر في كل أنواع البيئات تقريباً، كما أنها تظهر كذلك في التربة وفي النبات وخاصة جذوره، وبالأخص أنها مقاومة للجفاف لفترة طويلة وتكاثرها سريع، وهي كذلك صديقة لفطريات التربة (أعفان الجذور) التي لا تصيب النبات إلا من خلال الجروح».

وأضاف: «أنه للقضاء عليها يجب منعها تمامًا من غزو الأراضي الزراعي عن طريق الأسمدة العضوية أو المواد النباتية المصابة، فالوقاية خير من العلاج، كما أن ذلك يجب أن يتم من خلال إعداد نظام للمزرعة عن طريق الوقاية من خلال الحجر الزراعي بعدم التعامل مع أي مصدر للسماد العضوي أو الكمبوست أو للتقاوي أو للشتلات إلا مع المضمون منها جيداً، واتباع إجراءات النظافة الصحية الدورية والمتابعة المستمرة، والعمل بشكل دائم على معاملة تربة المشتل معاملة جيدة بالمبيدات النيماتودية والتأكد من خلوها تماماً من النيماتودا أو غيرها من أحياء التربة الممرضة».

ولمنع انتشار النيماتودا، بواسطة حبيبات الطين الملوثة أو الأجزاء النباتية المصابة العالقة بها، أوضح «فهيم» يجب التأكد من نظافة جميع الأدوات والآلات الزراعية قبل استعمالها، مؤكدًا أن هناك أنواع من الإصابة بالنيماتودا منها نيماتودا التقرح، يجب علاجها في وجود الملوحة، والبدء أولاً في علاج الملوحة ثم علاجها ثم علاج أعفان الجذور، ومن الطرق التي يمكن الاعتماد عليها؛ لتخفيف مشاكل النيماتودا هو وجود فرصة؛ لتبوير مناطق الإصابة الشديدة بالتبادل مع مناطق أخرى.

وصف سيد فرج، مهندس زراعي، «النيماتودا» في تصريحه لـ«الدستور»، بأنها حيوانات لافقارية (بدائية) أسطوانية دودية الشكل، وتعتبر بصورة رئيسية حيوانات مائية تعيش في المياة المالحة أو العذبة أو على الأقل يجب أن يغطى جسمها غشاء رقيق من الماء في التربة لكي تكون حية ونشطة، وهي واسعة الانتشار إذ يُمكنها أن تتواجد في أي بيئة تتوافر فيها أسباب الحياة فهي توجد في الأراضي الصحراوية الجافة، وفى المناطق القطبية وفى مياه الينابيع الحارة وكذلك في أعماق المحيطات.

ووفق «فرج» هُناك حوالي 4000 نوع من النيماتودا، وبالرغم من أنه لا يخلو أي نبات مزروع من الإصابة بواحد أو أكثر من أنواع النيماتودا، إلا أن عدد الأمراض النباتية المهمة التي تسببها أو تشارك في تواجدها لا تتعدى أكثر من 100 مرض معروف حتى الآن، كما أن هناك طريقة لمكافحة النيماتودا بالتبوير تلك التي تعتمد على حرمانها من الغذاء بسبب غياب عائلها النباتي وبالتالي موتها، موضحًا أن موت النيماتودا يكون نتيجة للجفاف والحرارة، فالحرث المتكرر سيعرض سطح التربة للجفاف والحرارة بواسطة الرياح والشمس وبالتالي، يؤدى ذلك إلى موت معظم أنواع النيماتودا.

وعنها يقول محمد عبد الحميد، مُزارع بصل بمحافظة الدقهلية، في حديثه لـ«الدستور» إن محصوله العام الماضي قد تعرض لهجوم تلك الآفة وهو ما لاحظه من إصفرار ريش البصل، وعدم نموه النمو الطبيعي، وهو الأمر الذي هدد محصوله بالضياع، لولا انتباهه وتوجه إلى أحد الجمعيات الزراعية؛ لتلقي الإرشادات اللازم اتباعها من قبله في تلك الحالة، وكذلك للحصول على الأسمدة المناسبة، وهو ما تم بالفعل.