رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعلام النهضة في عشرينات القرن الماضي.. عزيزة أمير صاحبة أول فيلم مصري

عزيزة أمير
عزيزة أمير

ضمن أعلام النهضة المصرية خلال حقبة العشرينات في القرن الماضي، والذي تنطلق غدا الأحد احتفاليات متعددة بكافة قطاعات وزارة الثقافة، يأتي اسم الفنانة عزيزة أمير، والتي ينسب إليها أول فيلم مصري “ليلى” إنتاج عام 1927، والذي شاركت فيه بالتأليف والإخراج والتمثيل والإنتاج وحتى المونتاج.

وعزيزة أمير أول مخرجة في السينما العالمية والعربية والمصرية بأسرها، ولدت في 17 ديسمبر 1901 بمدينة الإسكندرية، لأسرة فقيرة تعود أصولها إلى دمياط، واسمها الحقيقي “مفيدة محمود غنيم”، رحل والدها وهي رضيعة لم تكمل شهرا، وتعتبر السيدة الأولى في تاريخ الحركة السينمائية بعد فترة قضتها على خشبات المسارح، حيث ظهرت للمرة الأولى على خشبة المسرح عام 1924، في مسرحية “الجاه المزيف” مع يوسف وهبي صاحب فرقة رمسيس المسرحية، وتوالي ظهورها بعد ذلك في كثير من المسرحيات، فاشتهرت في الوسط الفني كممثلة أثبتت وجودها علي خشبة المسرح، واشتهرت باسم “إيزيس”. كما مارست الإخراج المسرحي من خلال مسرحية “أولاد الذوات”، والتي قامت ببطولتها الفنانة القديرة أمينة رزق، ويوسف وهبى.

عندما بلغت عزيزة أمير الـ 15 من عمرها غادرت مسقط رأسها بالإسكندرية، لتستقر بوسط البلد في القاهرة بجوار السيدة زينب، تركت دراستها ومدرستها بالسيدة زينب، وانصرف اهتمامها إلى الموسيقى، حيث كانت ترغب في بداية حياتها أن تصبح موسيقية. كما تعلمت مبادئ ودراسة اللغة الفرنسية لستكمال دراستها المعرفية.     

ويذكر المؤرح دكتور إلهامي حسن، في كتابه “تاريخ السينما المصرية”، أن عزيزة أمير تركت المسرح واتجهت إلى السينما في أوائل عام 1927، وأقدمت على تجربة الفن السابع، فأسست شركة سينمائية رغم إحجام الكثيرين عن ذلك وصيحات التحذير التي انطلقت من حولها لتحذرها من هذه المغامرة.

وتطوع زوجها أحمد الشريعي، بمساعدتها وتعضيدها في مشروعها السينمائي الطموح بأمواله ومجهوداته، واتخذت من بدرون فيلتها في جاردن سيتي ستديو يشتمل علي الأدوات اللازمة لعمل فيلم ــ ليلى ــ والتي اشتراها زوجها من ألمانيا وفرنسا. واتفقت عزيزة أمير مع المخرج التركي “وداد عرفي”، المقيم في مصر في ذلك الوقت على أن يخرج لها فيلمها الأول “ليلي”، وقام وداد عرفي بتأليف قصة الفيلم وأسماها “نداء الله”، وقام بتمثيل دور البطولة أمام عزيزة أمير، وأسند مهمة التصوير إلى المصور المصري حسن الهلباوي، واتفقت عزيزة أمير مع شركة بروسبيري وهي إحدي الشركات التي ستورد الفيلم الخام لتقدم لها الفيلم المطلوب. إلا أنه سرعان ما نشبت الخلافات بين وداد عرفي وعزيزة أمير فاستعانت بالفنان استيفان روستي والذي أعاد تصوير فيلم “ليلي” بالكامل من جديد.  

كونت الفنانة عزيزة أمير مع المخرج محمود ذو الفقار، ثنائيا فنيا رائعا، حيث شاركا في العديد من الأفلام من بينها: حبابة، نادية، الورشة، بياعة التفاح، آمنت بالله، بنت النيل، كفري عن خطيئتك، بسلامته عاوز يتجوز.

استطاعت عزيزة أمير أن تنافس الرجال وتتفوق عليهم في مجال صناعة السينما، خاصة في خوضها لأكثر من مجال في فن السينما، حتي أنها ألفت الموسيقي أيضا لبعض من الأفلام التي أنتجتها أو أخرجتها أو قامت ببطولتها. 

تغلغلت عزيزة أمير سينمائيا حتى أصبحت صانعة أفلام، ومكتشفة مواهب في جميع مجالات الفن نظرا للخبرة العملية التي اكتسبتها في عملها بالحقل السينمائي بجميع تخصصاته. خلال مشوارها السينمائي قدمت عزيزة أمير 20 عملا فنيا وسينمائيا كممثلة. وفي مجال التأليف قدمت 16 عملا من بينها: “ابنتي” وقامت بإنتاجه أيضا، “قسمة ونصيب” والذي شاركتها بطولته الفنانة تحية كاريوكا.

كما كان للفنانة الموسوعية الشاملة عزيزة أمير باعا طويلا في مجال الإنتاج السينمائي، حيث أنتجت من خلال شركتها السينمائية حوالي 25 فيلما. كما شاركت في الفيلم الفرنسي “الفتاة التونسية”، وفيلمين تركيين هما: “الكاتب المصري”، و"شوارع اسطنبول" سنة 1932. كما كان لعزيزة أمير الريادة في تناول القضية الفلسطينية، من خلال فيلمها “فتاة من فلسطين”، وشاركها بطولته سعاد محمد، ومحمود ذو الفقار بجوار إخراجه للفيلم.