تصدره الهيئة المصرية العامة للكتاب
في ذكرى ميلاده الـ800.. هيئة الكتاب تصدر الجزء الثالث من سيرة الظاهر بيبرس
يصدر قريبا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجزء الثالث من سيرة “الظاهر بيبرس”، جمعها وحققها الكاتب والباحث في التراث سيد عنبة. وكان الجزئين الأول والثاني من الكتاب قد صدرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مطلع العام الجاري.
وقال الباحث سيد عنبه لـ“الدستور”: تحضر سفارة كازاخستان بالقاهرة للاحتفال بذكرى ميلاد الظاهر بيبرس، ومن المقرر افتتاح مسجده الذي يحمل اسمه بميدان الظاهر، مسجد الظاهر بعد التجديدات والترميمات التي تجري فيه، خاصة وأن الظاهر بيبرس يعتبر بطلا قوميا في دولة كازاخستان.
- بداية حياة الظاهر بيبرس مخطوفا
وكشف “عنبه” عن ملامح مشروعه لتحقيق وجمع سيرة الظاهرة بيبرس، مشيرا إلي أنه: استعرضت في الجزء الأول حياة محمود بيبرس منذ أن خطفه النخاس، وهو طفل لم يتجاوز أربع سنوات، صباح يوم العيد الصغير (عيد الفطر المبارك) من عام 620 هجرية، مرورًا بفترة حياته في مدينة دمشق، التي بيع فيها كمملوك لشهبندر التجار، ثم تحريره على يد نقيبة الأشراف التي تبنته وأصبح ابنها الذي سيرث كل أملاكها، ثم صراعه مع سلطان دمشق، واستقطابه لقباضايات دمشق، ووقوفهم معه ضد السلطان، وأيضًا ضد البرنس أرناط ملك الكرك.
- مجيئ الظاهر بيبرس إلي القاهرة
تابع “عنبه”: بعد ذلك يسافر الظاهر بيبرس للقاهرة؛ حيث استقبله الملك نجم الدين الأيوبي الذي أسكنه قصر المعز الفاطمي، وفي القاهرة يعمل على توبة الفتوة والبلطجي رئيس السُّيَّاس عتمان ابن الحلوة، ويتخذه- كما فعل مع قباضايات دمشق- صديقًا ومعاونًا له، بعد ذلك تأتي مرحلة صراعه مع عدوه اللدود جوان الذي كان يشغل منصب قاضي الديوان، وينُصرة الملك نجم الدين في كل مرة، ويعينه أميرًا لبنها. بعد ذلك يفكر في القيام بمغامرة لزيارة بلاد التتر للوقوف على قوة هولاكو واستعداداته لغزو البلاد الإسلامية؛ فيقوم بزيارة أمه نقيبة الأشراف بدمشق، ومنها يتغلغل في بلاد الموصل وأرض فارس والمقاطعات التي يسكنها التتر، وهناك يقابل الأمير تغرل ابن عم هولاكو الذي يعتنق الإسلام على يديه، ويصبح اسمه "بركة خان".
أما عن الجزء الثاني من سيرة الظاهر بيبرس أضاف “عنبه”: يبدأ الجزء الثاني من الكتاب بذهاب بيبرس إلى مدينة سمرقند حيث يوجد هولاكو، ويدخل إليه بمعاونة مجموعة من غجر سنباط كانت موجودة في تلك البلاد، فيعجب به هولاكو، ويتخذه ترجمانًا له. وبعد أن يتعرف بيبرس على مكامن القوة والضعف عند التتر ينسحب من ركب هولاكو، ويذهب مرة أخرى إلى حيث الأمير بركة خان، وهناك يتعرف على ابنته "جولسن"، ويخطبها، ويعود بها إلى دمشق ليتركها عند أمه، ويسافر للقاهرة بعد أن سمع أنباء عن حملة لويس التاسع على مصر، واحتلاله مدينة دمياط.
وسوف نرى في هذا الجزء ما قام به بيبرس من دور بارز في قتاله لفرسان لويس، وخاصة في معركة المنصورة التي أنتصر فيها المصريون، وعلى أثرها أُسر لويس التاسع، ولم يُفرج عنه إلا بعد دفع الفدية والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى. وأيضًا سوف نشهد الصراع الذي نشب بين المماليك البحرية، وفي مقدمتهم بيبرس وتوران شاه ابن نجم الدين الأيوبي، والذي أنتهى بقتل توران شاه، وتولي شجرة الدُّر مقاليد الحكم في البلاد، وأنتهاء الدولة الأيوبية، وبداية عهد الدولة المملوكية ، وكذلك الصراع في بلاط الحكم الذي أنتهى بموت كل من شجرة الدُّر وعز الدين أيبك وتولي ابنه الذي كان صبيًا مقاليد الحكم تحت وصاية الأمير سيف الدين قطر الذي أعلن نفسه سلطانًا على البلاد بعد وصول رسالة من هولاكو يطالب فيها بتسليم البلاد دون قتال.
وهنا يظهر دور بيبرس كقائد حربي محنك استطاع أن يهزم التتار عند غزة، ثم القيادة الفعلية للجيش في معركة عين جالوت التي أنتهت بالنصر على التتر والمغول.
وينتهي الجزء الثاني بقتل السلطان قطز على أثر مشادة كلامية أهان فيها قطز بيبرس، وتولى بعده بيبرس حكم البلاد لمدة تزيد عن سبعة عشر عامًا، وهذا ما سوف يستعرضه الجزء الثالث من هذه السيرة.