رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذين حرروا سيناء


ما زلت أفكر فى لائحة الشرف وما يمكن أن تحتويه، لكنى خلصت بأن لائحة كهذه ستكون من الكبر بحيث لا يكفيها عدد من جريدة، لكن المهم عندى أن ندرك مفهوم هذه اللائحة، وهو أن الذين حرروا سيناء ليسوا مجموعة صغيرة أو كبيرة، بل فى الحقيقة إن الشعب المصرى شارك فى تحريرها، وإذا أردنا النجاح فعلينا أن نعبئ الشعب من أجله.

لفت أحد الزملاء نظرى إلى أن اسمى قد ورد فى جريدة الأهرام عدد الخميس 24 أبريل هذا العام تحت عنوان «لائحة الشرف . . قادة النصروالتحرير»، وقد اطلعت على ما نشر، وبقدر ما لاحظت فيه من إيجابيات بقدر ما شعرت بأن هناك نقصا فى «لائحة الشرف»، واستمرت حدود لائحة الشرف فى ذهنى تتسع رويدا رويدا كدائرة الموج التى تحدث عندما نلقى حجرا فى الماء حتى تكاد تحتوى أسماء كل المصريين. والحمد لله أنى وجدت اسمى فى اللائحة فعلا حتى لا تفسر كلمتى على أنها احتجاج على إغفال اسمى من اللائحة التى سبق أن بدات بما نصه «وبدأت الحرب تحت قيادة أبطال صنعوا النصر فى المعارك الميدانية» ثم توالت الأسماء بدءا من «وزير الحربية : الفريق أول أحمد إسماعيل على» إلى أن انتهت عند «قائد الكتيبة 603 مشاة آلية مقدم إبراهيم محمد عبد التواب».

كما سبق أن ذكرت فقد وجدت إيجابيات بارزة فى اللائحة السابقة من أهمها أنها لم تغفل ذكر «رئيس الأركان : الفريق سعد الدين الشاذلى» و«قائد القوات الجوية: لواء طيار محمد حسنى مبارك ، وقد كان من الممكن فى ظروف أخرى أن يغفل ذكر أحدهما أو كلاهما لأسباب معروفة، فالشاذلى سبق حبسه وخالف أنور السادات، وحسنى مبارك ثارواعليه وهو ما زال يحاكم. لكنى مع الرأى بأن سلبيات أى شخص يجب ألا تحجب إيجابياته، ومهما فعلنا أو فعل غيرنا فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن كلا منهما كان له دوره فى القتال. كذلك أرى أن من الإيحابيات أن الأسماء اشتملت على أسماء ولو قليلة ( قادة القوات ) من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى، كما اشتملت على رئيس هيئة الإمداد والتموين و«مدير سلاح المدفعية» ومدير سلاح المدرعات ومدير سلاح المهندسين ومدير الاستخبارات العسكرية ( المخابرات الحربية ) وقائد قوات الصاعقة وقائد قوات المظلات (الإبرار الجوى). إلا أن ملاحظاتى كثيرة أولها غياب أسماء قادة فرق الدفاع الجوى، وقادة التشكيلات البحرية والجوية، وقد كان من الواضح أن المصدر الذى اعتمد فى اللائحة غير مصرى بدليل استخدام مصطلحات غير مصرية بعضها أوضحته سابقا والآخر يبدو فى تسمية وحدات وتشكيلات المشاة الميكانيكية بأنها مشاة آلية كما أن بعض الاختصارات لم تكن تلك المستخدمة فى القوات المسلحة المصرية سابقا أو لاحقا. وهى غامضة بالنسبة لكثير من المصريين.

كذلك فقد لاحظت بعض التفاوت فيما ذكر ألاحظ ذكر رئيس شعبة عمليات الجيش الثالث الميدانى وعدم ذكر اسم العميد فاروق فهمى سالم رئيس شعبية عمليات الجيش الثانى الميدانى، كما لاحظت غياب قطاع بورسعيد تماما عن اللائحة يقيادة القطاع ووحداته بدون مبرر واضح. أما غياب أسماء كبار ضباط قيادات الجيوش عدا قادة مدفعية الجبوش فأمر غير مفهوم أيضا. وبالنسبة لقادة اللواءات فقد لاحظت غياب أسماء قادة لواءات كل من الفرقة 18 مشاة وقطاع بورسعيد كما اختفت أسماء قادة اللواءات العاشر و118 و117 و120 والخطأ فى اسم قائد اللواء الرابع مشاة « أحمد وصحته محمود» ولم يذكر أسماء بعض من تولوا القيادة نتيجة استشهاد من حلوا محلهم، أذكر العقيد عادل إبراهيم محمد فى اللواء 112 والعقيد قائد اللواء الثالث الميكانيكى. ولو أنى استطردت فى ذكر الناقص لربما لم تكف المساحة لاستيعابها لكنى أؤكد على لواءات صواريخ الدفاع الجوى. ولواءات المهندسين والكبارى والحرب الإلكترونية والاستطلاع.

هنا يثور السؤال عن غياب الكثيرين عن لوحة الشرف، سواء من القوات المسلحة، أو من غيرها، فلا شك أن ما جرى فى تحرير سيناء لم يبدأ يوم 6 أكتوبر ولم يكن من القوات المسلحة فقط، وأن لائحة الشرف لمن حرروا سيناء يجب أن تشمل أولئك الذين رفضوا الهزيمة يوم 9 يونيو 1967، وكل العمال الذين ساهموا فى بناء قواعد الصواريخ، وكل الذين قبلوا التهجير عن منطقة القناة، والجنود الذين حولوا قرارات القادة إلى واقع ينوء تحت وطأته العدو، بل وكل أسرة قبلت أن يغيب عنها ربها ليدافع عن بلده ويسترد حريته، وكل طفل عانى غياب أبيه حيا أو شهيدا.

ما زلت أفكر فى لائحة الشرف وما يمكن أن تحتويه، لكنى خلصت بأن لائحة كهذه ستكون من الكبر بحيث لا يكفيها عدد من جريدة، لكن المهم عندى أن ندرك مفهوم هذه اللائحة، وهو أن الذين حرروا سيناء ليسوا مجموعة صغيرة أو كبيرة، بل فى الحقيقة إن الشعب المصرى شارك فى تحريرها، وإذا أردنا النجاح فعلينا أن نعبئ الشعب من أجله.