رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لـ«أطباق طائرة» اخترقت سماء أمريكا.. والكونجرس يتحرك

أطباق طائرة
أطباق طائرة

عقدت لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي، أمس الأربعاء، أول جلسة استماع مفتوحة للكونجرس بشأن طائرات مجهولة الهوية يتم رصدها منذ أكثر من نصف قرن، والتي أثارت حيرة المسئولين الأمريكيين.

وكان آخر جلسة استماع بشأن الأجسام الطائرة قد عقدت في عام 1966، عندما عقد زعيم الأقلية في مجلس النواب الجمهوري آنذاك جيرالد فورد جلستي استماع بشأن المشاهدات المبلغ عنها في ميشيجان وأجزاء أخرى من البلاد في وقت سابق من ذلك العام.

وجاءت الجلسة بعد إصدار تقرير في يونيو الماضي وطلب الكونجرس تقييمًا واسعًا بشأن الظواهر الجوية المجهولة المصدر، وركز التقييم الأولي المكون من تسع صفحات من مكتب مدير المخابرات الوطنية على 144 حادثة يعود تاريخها إلى عام 2004 وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

أجسام تنطلق بسرعة

واستمعت اللجنة في الجلسة إلى وكيل وزارة الدفاع للمخابرات والأمن، رونالد مولتري، ونائب مدير المخابرات البحرية سكوت براي، الذي عرض فيديوهات توضح أجسامًا تنطلق بسرعة كبيرة في الجو، واحدة منها يظهر أنه تم التقاطه العام الماضي من طائرة.

وتحولت الأجسام الفضائية المجهولة، المعروفة باسم الأطباق الطائرة، من مجرد مزحة تتعلق بالخيال العلمي إلى هاجس للأمن القومي الأمريكي، حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن البنتاجون شكل قبل عامين فرقة عمل خاصة بالظواهر الجوية المجهولة مهمتها اكتشاف وتحليل وتصنيف الأجسام الطائرة الغامضة التي يمكن أن تشكل تهديدًا للأمن القومي، وأصدر مكتب مدير المخابرات الوطنية، العام الماضي، تقريرًا يتضمن 144 مشاهدة لأجسام طائرة.

محاولات للتكتم

وفي ذات السياق، قال النائب عن ولاية إنديانا أندريه كارسون وهو ديمقراطي يرأس اللجنة الفرعية التابعة للجنة المخابرات، إن الشعب الأمريكي يستحق أن يقوم قادته في الحكومة والاستخبارات بتقييم أي مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي والاستجابة لها بجدية، لا سيما تلك التي لا نفهمها تمامًا.

وتعقيبًا على ذلك، قال الأكاديمي الأمريكي، أندرو بويفيلد، إن الجلسة العلنية جاءت بعد محاولات واسعة للتكتم على الأمر، وهو ما حدث مع المسئول السابق بالبنتاجون لويس إليزوندو، حيث تم تشويه صورته لمجرد حديثه علنًا في الأمر.

أوباما يخرج عن صمته

وفي مايو 2021، قال الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، خلال ظهوره ببرنامج "ليت ليت شو" مازحًا: "عندما وصلت للمنصب، تساءلت: هل هناك مختبر موجود في مكان ما نحتفظ فيه بعينات لكائنات فضائية وسفينة فضاء؟.. أجروا قليلًا من البحث وكانت الإجابة لا".

وحول الأجسام الطائرة، أضاف أوباما، وفق شبكة سي إن إن: "ما هو صحيح، وأنا أتحدث هنا بشكل جدي، أن هناك لقطات وتسجيلات لأشياء تحلق في السماء، أشياء لا علم بالضبط ماهيتها. لا يمكننا أن نفسر بالضبط كيف تحركت، ولا نعرف مسارها. لم يكن لديها نمط يمكن تفسيره بسهولة. وبالتالي، كما تعلمون، أعتقد أن الناس ما زالوا يتعاملون بجدية في محاولة التحقق واكتشاف ماهية تلك الأشياء".

ماذا كشفت التقارير؟

وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، خلصت التقارير الاستخباراتية إلى أن "الظواهر الجوية غير المحددة" (UAP) قد تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، لكنه لم يعثر من هذه الحوادث على دليل على وجود كائنات فضائية.

وتم شرح أحد مقاطع الفيديو التي تم حلها عن "ظاهرة جوية غير معروفة" تم التقاطه بواسطة البحرية على أنه انحرافات العدسة وشكل فتحة العدسة لنظارات الرؤية الليلية المستخدمة لتسجيل اللقطات.

«أجسام غريبة» تواجه الطيران الأمريكى

وقام نائب مدير الاستخبارات البحرية سكوت براي بتشغيل مقطع فيديو آخر لطائرة عسكرية واجهت "ظاهرة جوية غير معروفة" لم يتم شرحها بعد.

وقال براي إن أفراد الخدمة الأمريكية لم يسجلوا أي تصادمات أو اتصالات مباشرة مع هذه الظواهر الجوية غير المعروفة، وأضاف أنهم لم يعثروا على مواد حطام "لا تتفق مع كونها من أصل أرضي".

وأكد براي ونائب وزير الدفاع للشئون الاستخبارات والأمن رونالد مولتري أن أهداف البنتاجون الأساسية مع "مجموعة تحديد هوية الأجسام المحمولة" هي تنظيم وتوليف البيانات الأولية غير الطبيعية التي تم جمعها من قبل أعضاء الخدمة وتحديد "الظواهر الجوية غير المعروفة".

وقال مولتري: "نعلم أن أعضاء خدمتنا واجهوا ظواهر جوية غير محددة، ولأن هذه الظواهر تشكل خطرًا محتملًا على سلامة الطيران ومخاطر أمنية عامة، فنحن ملتزمون ببذل جهود مركزة لتحديد مصدرها".

وقال براي في بيانه الافتتاحي: "منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، شهدنا عددًا متزايدًا من الطائرات أو الأجسام غير المصرّح بها أو غير المحددة في مناطق التدريب التي يسيطر عليها الجيش وميادين التدريب والمجال الجوي المعين الآخر". وأضاف أن "تقارير المشاهدة (لهذه الظواهر) متكررة ومستمرة".

وقال براي إن البنتاجون يعزو تواتر المشاهدات إلى زيادة وجود طائرات بدون طيار تجارية بالقرب من المواقع العسكرية وأجهزة استشعار أفضل لاكتشاف الحطام، مثل حطام بالونات "مايلر"(التي تحتوي الهيليوم)، في المجال الجوي العسكري.

وقال براي إن التردد يمكن أن يُعزى كذلك إلى قيام "مجموعة لتحديد هوية الأجسام المحمولة" بتوحيد إجراءات الإبلاغ لأفراد القوات البحرية والجوية وإن البنتاغون قد شجّع أعضاء الخدمة أخيرًاً على الإبلاغ عن أي شيء غير طبيعي أثناء التواجد في البحر أو أثناء الطيران.