«بأسلوبك أمنحك الدكتوراه».. حكاية مقابلة طه حسين مع زينات صدقى
اختارت لجنة معرض أبوظبى الدولى للكتاب، عميد الأدب العربى طه حسين، شخصية محورية للمعرض فى دورته الـ31، عبر إعادة نشر عدد من كتبه وتوفيرها ورقيًا وصوتيًا ورقميًا.
ويعد طه حسين أحد أشهر الكتاب والمفكرين المصريين فى القرن العشرين، فقد لقب بـ"عميد الأدب العربى"، ومن المقرر أن يُقام المعرض خلال الفترة من 23 حتى 29 مايو الجارى فى مركز أبوظبى الوطنى للمعارض.
وحول هذا الاختيار فقد تم تداول موقف للفنانة الراحلة زينات صدقى مع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، فقالت زينات في أحد لقاءاتها الصحفية: "دائمًا كنت أتفاخر وأتباهى به، قابلته مرة في حفلة مع زوجتة الفرنسية فسلمت عليه وبمجرد ما قلت له يا دكتور رد: أنا عارف هذا الصوت".
فقالت: مش هاتعبك في التفكير أنا زينات صدقي وما أخدتش شهادات غير الابتدائية وبحاول أطور نفسي وعندي مُدرسة فرنسية بتعلمني وأنا في قمة السعادة إني قابلتك وظلت تتحدث معه.
فقال لها: بإسلوبك في الكلام أمنحك درجة الدكتوراه في الأدب والأخلاق والإلقاء ولي الشرف إني قابلتك، ووقف وقبل يدها وظلت تفتخر بهذا الموقف طوال حياتها.
ويذكر أن طه حسين أديب ومفكر، وهو علم من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، امتلَكَ بَصيرة نافذة على الرغم من حرمانه من النظر، وقاد مشروعًا فكريًّا شاملًا، استحق به لقب عميد الأدب العربي، وتعرض بسبب ذلك للكثير من الانتقادات والهجوم الصريح بسبب الدفاع عن أفكاره ومشروعه.
طه حسين علي سلامة من مواليد نوفمبر عام ١٨٨٩م، بمحافظة المنيا، فقد بصره في الرابعة من عمره إثرَ إصابته بالرمد، لكن ذلك لم يمنع والِدَه عن إلحاقه بكُتَّاب القرية، حيث فاجأَ الصغيرُ شيخَه «محمد جاد الرب» بذاكرةٍ حافظة وذكاءٍ متوقِّد، مكَّنَاه من تعلُّم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة، وبدأ مسيرته التعليمية بالالتحاق بالأزهر الشريف، ثم بعد ذلك أصدر الكثير من المؤلفات التى واجه من خلالها الكثير من المعارك الفكرية والانتقادات حتى رحيله.