سياسى ليبى: نترقب وساطة أمريكية مصرية لحل الأزمة الليبية
أكد محمد الأسمر، الباحث السياسي الليبي، ومدير مركز الأمة للدراسات الاستراتيجية، أن لقاءات السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشار نورلاند، في القاهرة بالمسؤولين الليبين يأتي بعد انسداد كافة المسارات المتعلقة بالعملية السياسية والاقتصادية والأمنية وانسداد خارطة الطريق ومساراتها.
وقال «الأسمر»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن لقاء ريتشارد نورلاند في القاهرة برئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، يأتي في إطار إدارة أمريكية مباشرة للملف الليبي بعد أن كانت واشنطن تدير موقفها في ليبيا عبر وكلاء وحلفاء وذلك منذ بداية الأزمة الليبية عام 2011.
واعتبر الباحث السياسي الليبي، أن لقاءات السفير الأمريكي بالمسؤولين الليبين تأتي أيضًا في عدم التوافق الذي حصل في اجتماع القاهرة الأول بشأن المسار الدستوري في شهر أبريل الماضي بين مجلسي النواب والدولة، وبالتالي كل ذلك تمخض عن ترتيب هذه اللقاءات بشكل ثنائي بين نورلاند والمشري وصالح كل على حدة.
وأضاف محمد الأسمر: "نرتقب وجود وساطة أمريكية مصرية للقاء الطرفين المشري وصالح، وإن لم يكن ذلك يكفي موافقة المشري على حضور وفد مجلس اجتماع المسار الدستوري الثاني في القاهرة يوم 15 مايو الجاري".
وأشار مدير مركز الأمة للدراسات السياسية إلى أن السفير الأمريكي يركز على ورقة النفط في لقاءاته مع المسؤولين الليبين، وذلك بعد تبني الخارجية الأمريكية لمشروع جديد لإدارة النفط الليبي عبر عنه نورلاند في 18 مارس الماضي عبر إنشاء صندوق دولي تشرف عليه الولايات المتحدة لتوزيع إيرادات النفط على كافة القطاعات في ليبيا بشكل جغرافي، ويفترض أن يكون عادلًا، على حد قوله.
وأكد محمد الأسمر، أن الاهتمام بملف النفط يعد الأداة المفصلية لتحريك الصراع في ليبيا، ولكن بشكل موازي يرى الليبيون الوطنيون أن التفريط في إدارة النفط يعني التفريط في السيادة الوطنية، بعد أن تم التفريط في كافة بنود السيادة منذ عام 2011 بداية التدخلات الأجنبية في ليبيا.
وعن توقعاته للقاءات نورلاند في القاهرة، أوضح مدير مركز الأمة للدراسات الاستراتيجية، أن المقياس في الشأن الليبي ليس فيما يتم الاتفاق عليه ولكن ما يتم تنفيذه فعليًا، فليبيا شهدت إبرام عدة اتفاقيات ولكن يبقى التنفيذ هو الغائب سواء قرارات مجلس الأمن الدولي أو غيرها من القرارات والاتفاقيات.
ونوه محمد الأسمر إلى نقاط مباحثات نورلاند مع صالح والمشري لم تكن واحدة لكن كان هناك اتفاق على بحث القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات، مشيرًا إلى أن مباحثات الجانب الأمريكي مع عقيلة صالح ركزت على حكومة فتحي باشاغا الجديدة من قبل البرلمان، وقد حدد رئيس البرلمان خمس طلبات لنورلاند، تخص انتقال سلمي للسلطة من حكومة الوحدة لحكومة باشاغا، وإبعاد الحكومة عن تأثير المسلحين، وتشكيل قوات مشتركة من اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" لحماية الحكومة في سرت، واعتماد ميزانية الحكومة الجديدة التي قدمها باشاغا للبرلمان، وتوزيع إيرادات النفط بشكل عادل بعد فتح الحقول والموانىء النفطية.
واستبعد السياسي الليبي تولى حكومة باشاغا لمهامها بعد تكليف البرلمان لها، لكن توقع منح حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة فرصة حتى 28 يونيو 2022 وفقًا لخارطة الطريق الصادرة في نوفمبر 2020، كما أن هناك أطراف دولية لا زالت مؤيدة لحكومة الدبيبة، ومن الممكن الوصول إلى حلول في منتصف الطريق بين الطرفين.