مبادرة للحوار الوطني في عيد الفطر والأمم المتحدة تأمل بالتقارب والمنفي في طرابلس
شهدت ليبيا الكثير من الأحداث خلال اليوم الأول من عيد الفطر، وسط دعوات للتهدئة والتقارب بين الفرقاء الليبين وترصد الدستور أبرز التحركات:
إطلاق حوار وطني
أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، عن إطلاق حوار وطني، بمبادرة من الحكومة بغية التواصل المباشر مع كافة الأطراف والوصول معًا إلى توافق وطني حقيقي، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن حلول عيد الفطر المبارك فرصة للم الشمل وتعزيز السلام في البلد الجار.
يأتي ذلك فيما أدى أهالي العاصمة طرابلس صلاة عيد الفطر، صباح اليوم الاثنين، في ميدان الشهداء، في ظل حضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وقال باشاغا، في كلمة مصورة بثتها صفحته على موقع “فيسبوك”، إن المبادرة تهدف إلى ترسيخ مبدأ المشاركة الوطنية الواسعة في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب تضافر وتعاضد الجميع، مؤكدا أن حكومته مدت أيديها للجميع بلا استثناء، ولم ترفض الجلوس، مع أي طرف يعتقد أن الحكومة أتت ضده أو بمواجهته ومحاربته.
وشدد باشاغا على أنهم يؤمنون بضرورة الحوار والتوافق مع الجميع دون استثناء، معربا عن ترحيبه بكل من يريد بناء دولة قوية مستقلة بقرارها وتنبذ العنف و يسودها الرخاء والعدل.
وفيما يتعلق بتسلم الحكومة مهامها من مقارها في العاصمة طرابلس، قال باشاغا: "إن حكومته التزمت بمبدأ حقن الدماء والحفاظ على واستقرار العاصمة، ورفض الاقتتال والحرب مهما كانت الأسباب"، مضيفا أنهم ملتزمون بثقة النواب والدولة في سياساتهم وقرارتهم.
وشدد رئيس الحكومة أن أهالي المناطق النفطية لا يرضون الإضرار بمصالح الشعب الليبي، ولهم حقوق ومطالب لم يلتفت لها أحد، مبينا أنه خاطب مؤسسة النفط لوضع الترتيبات اللازمة لعودة انتاج النفط وعدم التصرف بالعائدات بالمخالفة للمصلحة العامة.
وختم باشاغا كلمته قائلاً: "شبابنا حاملي السلاح نقدر مخاوفهم وتحملهم المسؤوليات الأمنية والعسكرية آن الآوان لبناء دولتكم والثقة في أنفسكم وقدرتكم على بناء وطنكم".
عيد الفطر وتعزيز فرص التقارب
من جهتها، دعت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، إلى استغلال مناسبة عيد الفطر والسعي لإنهاء معاناة الشعب الليبي وتحقيق آماله في انتخاب من يمثله بطريقة ديمقراطية ونزيهة وشفافة.
ونشرت وليامز تهنئة عبر حسابها على تويتر، قائلة: "كلي أمل أن تعزز هذه المناسبة فرص التسامح والتقارب بين الفرقاء في ليبيا، والحفاظ على السكينة العامة والهد".
كما دعت البعثة الأممية، الليبيين لوضع كل الخلافات جانبا ولم الشمل والمضي قدما مستلهمين القيم المثلة للتآخي والمحبة وتعزيز السلام في ليبيا.
وقالت البعثة، عبر حسابها على موقع “فيسبوك”: "نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى الشعب الليبي الكريم بحلول عيد الفطر المبارك، وهو مناسبة للابتهاج والاحتفال والفرح"، مضيفة: “حلول عيد الفطر فرصة تنتهزها البعثة لتدعو كافة الليبيين لوضع كل الخلافات جانباً ولم الشمل والمضي قدماً مستلهمين القيم المثلى للتآخي والمحبة وتعزيز سبل السلام والأمن والازدهار في ليبيا”.
وفي مطلع مارس الماضي منح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، وهي الخطوة التي رفضها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، الذي يتمسك بتسليم السلطة عقب انتخابات برلمانية، ما جعل الأزمة السياسية تراوح مكانها.
وعلى خلفية ذلك القرار، جرى إغلاق حقول وموانئ نفطية، أفقدت ليبيا حوالي نصف إنتاجها اليومي، فيما أكد باشاغا خلال لقاء مع أهالي بمنطقة الهلال النفطي الأحد الماضي، ضرورة “استئناف تصدير النفط وفق آليات قانونية منضبطة تضمن نزاهة وشفافية إدارة الإيرادات النفطية بشكل عادل لكل الليبيين”.
وقد ناقش باشاغا منتصف الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين في واشنطن، الجهود المبذولة لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في الوقت المناسب، من أجل النهوض بالاقتصاد وإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي، مؤكدا أن ليبيا في حاجة إلى التعاون مع حلفائها الدوليين للمضي قدما نحو مستقبل أفضل.
صلاة العيد بحضور المنفى
وأدى جموع من أهالي العاصمة طرابلس صلاة عيد الفطر، صباح اليوم الإثنين، في ميدان الشهداء، في ظل حضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، صحبة عددا من المسؤولين.
ورحب خطيب صلاة العيد بالمنفي لتأديته الصلاة مع المواطنين في الميدان، ومشاركته فرحتهم بالعيد، مؤكدا في خطبته أهمية المصالحة الوطنية، التي تساهم في تحقيق الاستقرار والتسامح بين أبناء الوطن.
وعقب انتهاء خطبة العيد، تبادل المنفى التهاني مع المواطنين في الميدان.