رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الرافعى: لو معنديش فى مشوارى غير «الاختيار» هاكون فخور بنفسى (حوار)

الفنان أحمد الرافعى
الفنان أحمد الرافعى

 

بتمكنه وأدائه المتميز، استطاع الفنان أحمد الرافعى أن يكون نجمًا لامعًا فى سماء الفن المصرى، رغم الأعمال القليلة التى شارك فيها، خاصة بعدما حقق نجاحًا كبيرًا بتجسيده شخصية مفتى الإرهاب عمر رفاعى سرور فى الأجزاء الثلاثة من مسلسل «الاختيار»، مرورًا بأداء دور «عماد» فى مسلسل «اللى مالوش كبير»، وصولًا إلى قمة التميز بأداء شخصية «ناجى الخلعى» فى مسلسل «ملف سرى»، المعروض ضمن الموسم الدرامى الرمضانى الحالى. وفى حديثه إلى «الدستور»، أعرب «الرافعى» عن فخره الكبير بالمشاركة فى مسلسل «الاختيار» بأجزائه، وأكد أن نجاحه فى «ملف سرى» فاق كل توقعاته، كما حقق حلمه بالوقوف أمام النجم محسن محيى الدين، معربًا عن رغبته فى الخروج من أدوار الشر، رغم أنها من أكثر الأدوار التى تظهر قدرات الممثل.

 

■ بداية.. هل توقعت كل هذا النجاح لشخصية «ناجى الخلعى» التى تقدمها فى مسلسل «ملف سرى»؟

- لا، لم أكن أتوقع هذا الصدى الكبير للشخصية، ومع بداية العمل لم أكن مطمئنًا تمامًا للتجربة، لكنى بعد بدء التصوير تحدث معى المنتج الفنى أيمن عبدالحفيظ وقال لى: «أنا هافكرك.. إنت هاتقول إن تجربة العمل مع شركة (فنون) للإنتاج كانت مختلفة»، وفعلًا أطمئن للعمل وأستبشر خيرًا.

■ كيف جاءت مشاركتك فى هذا المسلسل؟

- فى عام ٢٠١٨، قدمت عرضًا مسرحيًا فى مهرجان «التجربة الأولى»، الذى تنظمه نقابة المهن التمثيلية، وكان المنتج إلهامى مقار عضوًا فى لجنة التحكيم، وكان معه شقيقه المنتج ريمون مقار، ودار بيننا حوار بعد تكريمى وحصولى على جائزة أحسن ممثل وأحسن مخرج وأحسن عرض مسرحى عن عرض «الرهان»، وبعدها تم ترشيحى للمشاركة فى مسلسل «نقل عام»، الذى عرض مؤخرًا، لكنى وقتها كنت أشارك فى فيلم «الغرفة ٢٠٧» ومسلسل «وعد إبليس»، وبسبب تضارب مواعيد التصوير لم يحدث نصيب، ثم تم ترشيحى للمشاركة فى «ملف سرى».

■ ما الذى جذبك للمشاركة فى هذا العمل؟

- فكرة المسلسل أعجبتنى كثيرًا، وشعرت بالفخر لأنى سأكون عنصرًا فى حدوتة «ملف سرى»، التى كتبها المؤلف محمود حجاج بإخلاص شديد، وتطرق فيها إلى قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية، وتناول حال البلاد فى حقبة زمنية مضطربة، والتجاوزات التى حدثت فى عام ٢٠١٣، والصراع الذى واجهه رجال القضاء وقتها، مع تسليط الضوء على عالم رجال الأعمال الفاسدين، وتأثير تجاوزاتهم على كل شىء يحدث داخل البلاد فى هذه الفترة.

■ ألم تقلق من التعاون مع المخرج حسن البلاسى فى تجربته الدرامية الأولى؟

- على العكس، فالتجارب الأولى دائمًا ما تخرج فى أبهى صورة، وعلى سبيل المثال، كان الأستاذ الكبير نور الشريف، رحمة الله عليه، هو أكثر ممثل فى جيله يعمل مع مخرجين ينفذون تجاربهم لأول مرة، وبعدها أصبح بعضهم من كبار المخرجين.

ولقائى حسن البلاسى تحديدًا كانت له ظروف مختلفة، وعندما التقينا فى بداية الجلسات التحضيرية للعمل سلم علىَّ، وقال لى: «إنت مش فاكرنى؟»، وقلت: «سامحنى.. إحنا اتقابلنا فى شغل قبل كده؟»، وفوجئت عندما قال لى: «إحنا اتقابلنا من ٨ سنين فى بيت عمرو شلبى».

ووقتها تذكرت أن عمرو، وهو صديق من بورسعيد، كان مغتربًا فى القاهرة فى عام ٢٠٠٨، ويعيش فى بيت متواضع فى حى العمرانية ويشاركه السكن شاب خريج كلية تربية نوعية من بورسعيد أيضًا، ويدرس فى السنة الأولى بقسم هندسة المناظر بمعهد السينما، وكان هذا الشاب هو حسن البلاسى.

وكنت سعيدًا جدًا لأنى اجتمعت معه فى مسلسل واحد، من بطولة نجم كبير مثل هانى سلامة، ويعرض فى موسم رمضانى مهم، كما أنه صاحب فيلم «أسود فاتح»، الذى حصل على عدة جوائز عالمية.

■ كيف استعددت لأداء شخصية الشرير؟

- دائمًا ما أحلل أى شخصية قبل أن أقدمها، وأحاول دراستها وتفكيكها وإعادة تركيبها بعد إدراك أبعادها النفسية والاجتماعية، مع الاهتمام بملابسها وإكسسواراتها، وهو ما تم مع شخصية «ناجى الخلعى»، بعد الحديث والتحضيرات الكثيرة مع المؤلف والمخرج. 

■ كيف وجدت التعاون مع النجم هانى سلامة وباقى أبطال المسلسل؟ 

- هانى سلامة ابن أصول، وهو إنسان جميل قلبًا وقالبًا وشخص ودود ولطيف المعشر، وأنا مدين له وممتن جدًا لاحتوائه لكل من حوله داخل مواقع التصوير، فى ظل استيعابه ودعمه ومساعداته وطاقته الإيجابية التى يلقى بها فريق العمل طوال الوقت، وهو من ألطف النجوم الذين عملت معهم. 

وخلال العمل، حققت حلمًا آخر وهو الوقوف أمام المتفرد والأسطورة محسن محيى الدين، وسعدت جدًا بإشادته بأدائى بعد تصوير أول المشاهد التى جمعتنا معًا.

■ شاركت فى الأجزاء الثلاثة من مسلسل «الاختيار».. فكيف استقبلت ردود الأفعال حول شخصية مفتى الإرهاب عمر رفاعى سرور؟

- من حسن حظى أن شاركت فى عمل وطنى مشرف بحجم «الاختيار»، والحمد لله كل عام يستجيب ربنا لدعواتى بأن أشارك فيه، «ولو معنديش غير (الاختيار) فى مشوارى هاكون فخور بيه جدًا»، فقد شرفت بالمشاركة فى عمل تاريخى سيعيش مع الأجيال.

وردود الأفعال تثبت أن كرم ربنا كبير، لأن النتائج كانت تفوق الخيال وتتجاوز سقف توقعاتى، ولا يمكن أن أنسى تكريمى بسبب تلك الشخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الندوة التثقيفية الـ٣٢ للقوات المسلحة، وفى الذكرى الـ٤٧ لانتصارات أكتوبر، وأنا غارق فى غمار الفخر بسبب هذا التكريم، خاصة أن ظروف خروج العمل بهذا النجاح كان وراءها انضباط وجدية وموضوعية.

■ كيف حضرت لأداء تلك الشخصية؟

- لم يكن ممكنًا أن أتصدى إلى ملف التطرف إلا بعد الدراسة، وأحمد الله أننى، وإلى الآن، لم أنقطع عن طلب العلم، سواء العلم عامة أو العلم الشرعى بصورة خاصة، وحتى الآن ما زلت مقيدًا فى صفوف الدارسين فى «الرواق الأزهرى».

وبعد الانتهاء من دراستى بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وقبل حصولى على دبلومة الدراسات العليا فى الإخراج المسرحى، كنت قد انتهيت من دبلومة الدراسات العليا بمعهد الدراسات الإسلامية.

ومن حسن حظى أننى تعرضت لملف التطرف الدينى قبل أن يسند إلىَّ أداء شخصية «عمر رفاعى سرور» فى «الاختيار»، ففى عام ٢٠١٢ وعندما تم تعيينى ممثلًا ومخرجًا فى مسرح الدولة تعرضت فى إطار عملى للتطرف الدينى والتطرف اللادينى أيضًا، لأن هذه الفترة كانت مضطربة تمامًا، وكان لا بد لى من الدراسة للتصدى لما حولى.

وعندما أُسند إلىَّ أداء الشخصية كنت مطالبًا بتحليل شخصية «عمر» ودراسة أبعادها، والتعرف إلى ماهية أفكاره وتكوينه الفكرى، خاصة أن والده «رفاعى سرور» هو الأب الروحى للتيارات السلفية الجهادية، والذى يستمد أفكاره من سيد قطب وأبوالأعلى المودودى.

وكان الاطلاع على الأشياء التى كونت عقلية وطريقة تفكير «عمر» شيئًا أساسيًا، لذا كان علىَّ التوغل فى أطروحة سيد قطب، ولم يكن ذلك ممكنًا دون دراسة وتمحيص الكتاب الفائق «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين»، للدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئاسة الجمهورية للشئون الدينية.

وقد اعتمدت على أطروحات «رفاعى سرور»، لأنه والد «عمر»، وقرأت مؤلفاته، خاصة «الذئاب ترعى الغنم»، و«الملامح السياسية للحركة الإسلامية»، ومن المؤكد أن تلك الكتب هى التى شكلت وجدان نجله، بالإضافة إلى أنى استمعت لتسجيلات بصوت «عمر» نفسه، فى إطار الاستعداد لتجسيد شخصيته.

ألا تخشى أن يتم حصرك فى أدوار الشر؟

- أصعب شىء فى عالم التمثيل أن تكتسب كراهية المشاهد، رغم أنه من السهل للغاية أن تكسب تعاطفه، وبالنظر إلى السيرة الذاتية لكبار الفنانين نجد أن الشرير هو الأقدر على إبراز موهبته، لذلك يعتبر صناع الدراما والسينما أدوار الشر مهمة صعبة، ودائمًا ما يمنحونها فقط لمن يثقون فى قدراتهم، وهناك نجوم كبار وأعلام فى الفن المصرى حققوا النجاح الكبير فيها، من أمثال الأساتذة عادل أدهم وتوفيق الدقن، لكنى بالتأكيد أتمنى تقديم كل أنواع الشخصيات، والخروج من عباءة الشرير، حتى أظهر قدراتى التمثيلية.