رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة في ضريح الإمام الحسين.. غُرباء التقوا في حب مسجد حفيد رسول الله (فيديو)

صلاة التهجد في الحسين
صلاة التهجد في الحسين

هُنا التقوا أغرابًا، وتجاوروا المجالس، وتقاسموا الأطعمة.. على باب مسجد «الإمام الحُسين» بوسط القاهرة؛ تجمّع الآلاف مُشتاقين لسجدة تُعانق فيها جباههم تلك البقعة التي طال شوقهم إليها.. اختلفت لغاتهم ولهجاتهم وألوانهم وبُلدانهم؛ لكن قلوبهم اتفقت على محبة الرسول وآل بيته فقد عاد المسجد ليفتح أبوابه من جديد.

قبل دقائق من حلول منتصف ليل الأربعاء؛ وقف الآلاف على أبواب الساحة الجديدة لمسجد الحُسين.. بوابات كبيرة على أسوار حديدية بطراز إسلامي فريد، تُحيط بساحة المسجد من الأمام.. كان المُحبون ينتظرون طويلًا هذه اللحظة التي حانت بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمسجد بعد تجديده وتطويره.

أولى صلوات التهجد كانت في اليوم ذاته لافتتاح الرئيس لتطويرات المسجد.. ليلة السابع والعشرون من رمضان، حددتها وزارة الأوقاف لتكون أولى أيام صلاة التهجد.. ووقف المُحبون ينتظرون أبواب المسجد لتُفتح في الوقت المُحدد وفقما أخبرهم مسئولي الأمن والنظام التابعين للمسجد.

عقارب الساعة أشارت إلى الحادية عشر وخمسون دقيقة حينما فُتحت أبواب «مسجد الحسين» في وجه محبيه، ليتدفقوا سريعًا إلى الداخل، تُعانقه أنظارهم وجباههم التي سارعت بالسجود لله في الأرض التي يُحبونها.. ورغم جنسياتهم ولغاتهم المتعددة إلا أن ألسنتهم اتقت على أدعية التضرع إلى الله من مسجد حفيد رسوله الكريم محمد.

صورة جميلة زيّنتها تطويرات المسجد، وزاد الأطفال جمالها، فظهر الصغار بأعداد كبيرة رفقة ذويهم داخل المسجد ليُشاركهم صلاة التراويح خلف إمام المسجد الدكتور مصطفى عبد السلام، بعد أن حثهم على كثرة الدعاء عسى أن يبلغوا ليلة القدر، ويكونوا من الفائزين فيها.

اصطف المُصلون جنبًا إلى جنب مؤدين صلاة التهجد، في شوق كبير داخل المسجد الذي غاب المصلون عنه منذ بدء التجديدات داخله.. آيات قرآنية، وركوع وسجدات، قبل أن يُسلم الإمام مُعلنًا انتهاء الصلوات، لكن شوق المُحبين لم ينتهِ.. استمر زوار الحسين في المسجد يؤدون الصلاوات، ويقومون ليل رمضان.

أصوات تعلوا حُبًا في الحسين وآل البيت، وأخرى تُتمتم بالدعوات، وأيادي تُمسك المسابح لتُحركها في خشوع، بينما تتحرك أفواههم بتسبيحات صامتة.. أطفال يركضون فرحين، ووجوه مبتسمة وأخرى خاشعة راجية الله.. الآلاف تجمعوا هُنا.. ها قد عاد الحُسين.