رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سيدة العلم».. نيفين عبدالخالق داعمة الشباب وحاصدة الجوائز

 نيفين عبدالخالق
نيفين عبدالخالق

قصة نجاح الدكتورة نيفين كامل عبدالخالق، الأستاذ فى كلية الطب البيطرى جامعة المنصورة، ينبغى أن تُحكى، فبطلتها سيدة لم تتأخر يومًا عن خدمة وطنها، وإرشاد الباحثين وتشجيعهم فى مختلف الجامعات، خاصة فى مجال تخصصها الدقيق، التكنولوجيا الحيوية وأمراض الأسماك.

دخلت د. نيفين هذا المجال الفريد وهى تريد أن تقدم المزيد لوطنها مصر قبل نفسها، فأصبحت من رواده وأهم علمائه، حتى توجت مسيرتها بحصد جائزة الدولة التشجيعية للمرأة، فى مجال الزراعة والعلوم الغذائية للعام الحالى ٢٠٢٢.

وطوال هذه المسيرة، واجهت الأستاذ فى كلية الطب البيطرى بجامعة المنصورة الكثير من التحديات والصعاب، لكنها تمكنت من تخطيها بنجاح كبير، لذا تواصلت معها «الدستور» للتعرف على تفاصيل رحلة نجاحها هذه، وكيف وصلت إلى أن تكون مصدر إلهام لكل من حولها. وقالت د. نيفين إنها قررت الحصول على الدكتوراه فى سن مبكرة، وبدأت البحث عن موضوع محدد، هو رفع الجهاز المناعى للأسماك، عن طريق نباتات طبية كبدائل آمنة عن المضادات الحيوية، وبالتالى الاستغناء عن العديد من المواد الكيماوية الضارة.

وأضافت: «من خلال أبحاثى الطويلة، وفقنى الله إلى استخدام المنشطات المناعية لزيادة مقاومة السمك البلطى للأمراض، الأمر الذى أشادت به وزارة التعليم العالى، فمنحت إياى بعثة إلى اليابان، للحصول على الدكتوراه من جامعة كيوشو». وبالفعل، أحسنت العالمة المصرية الكبيرة الفرصة أحسن استغلال، من أجل تحقيق نجاح عالمى يحترمه العالم بأجمعه، فى مجال الجينات وحصلت على جائزة التفوق العلمى.

ولم يتوقف مجهود د. نيفين على هذه البعثة العلمية، لكنها واصلت السفر إلى الخارج لاستكمال تحقيق أحلامها، وتثبت للعالم إمكاناتها العلمية الكبيرة، وهو ما حدث من خلال اكتشاف جين جديد فى الجهاز المناعى للأسماك، أحدث طفرة فى هذا المجال، لتكرم على ذلك من قبل جامعة المنصورة ووزارة التعليم العالى.

وكان الاستمرار فى النجاح والمحافظة عليه أحد سبل نجاح أستاذ الطب البيطرى فى التقدم، وملاحقة كل جديد فى المجال البحثى، ومن الأمثلة على ذلك المشروع البحثى الهائل الذى عملت عليه فى ٢٠١٥، من خلال هيئة تمويل العلوم والابتكار.

وتمكنت بطلة قصتنا من إحداث طفرة فى كلية الطب البيطرى بجامعة المنصورة، من خلال شرائها أجهزة تكنولوجية حديثة تماثل نظيرتها فى اليابان، بهدف إفادة الباحثين والطلاب.

وكشفت عن أبرز التحديات التى واجهتها خلال مسيرتها المهنية الناجحة، قائلة إن فكرة السفر وحيدة والعيش بمفردها فى الغربة مثلت لها تحديًا كبيرًا، خاصة مع رغبتها فى إثبات نفسها وتحقيق النجاح، وإلا سيضيع كل مجهودها، لكنها تخطت كل ذلك، واستطاعت أن تكون سفيرة مشرفة لبلدها فى الخارج.

التحدى الثانى ظهر بعد عودتها إلى مصر، وتمثل فى كيفية الحفاظ على عملها، وأن تعمل بنفس الكفاءة. تقول: «مكنتش عايزة أعمل زى باقى الباحثين اللى الدولة بتصرف عليهم، وبعدها يهاجروا ويفضلوا بره».

وأضافت: «بدعم من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، عملنا على دعم شباب الباحثين، من خلال تطوير معامل كلية الطب البيطرى بأجهزة حديثة، وتدشين مدرسة علمية وفريق مصرى يستطيع أن ينافس عالميًا»، مشددة على أنها حافظت على نشر أبحاثها دوليًا بإمكاناتنا المصرية.

واهتمت د. نيفين بنقل ما اكتسبته من خبرات فى الخارج إلى الباحثين المصريين، ونجحت فى تشكيل فرق عمل من النخبة، لتدريبهم على كيفية كتابة المشروعات البحثية والنشر الدولى. وتولت د. نيفين عبدالخالق العديد من المناصب، هى: مدير وحدة التميز الحكومى ومنسق كلية الطب البيطرى للتميز الحكومى منذ ٢٠١٩ حتى تاريخه، وعضو المجلس الإدارى لخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة بجامعة المنصورة، وعضو اللجنة العليا لجوائز التميز الداخلية بجامعة المنصورة ٢٠٢٢، ومسئول التقييم لجائزة جامعة المنصورة للتميز ٢٠٢٢.

كما أنها مدرب لدى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ومحاضر بمعهد الاستزراع السمكى بجامعة قناة السويس فى الفترة من ٢٠١٥-٢٠١٨، واستشارى بالعديد من المزارع السمكية، ومدرب أمان حيوى بالمزارع والمعامل، والباحثة الرئيسية لعدد من المشاريع البحثية، ومحكم دولى لعدد من المجلات العالمية.