رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحرير الثانى لأرض الفيروز

 

اليوم، ٢٥ أبريل، تحلّ الذكرى، أو العيد الأربعين لتحرير سيناء. بينما عملية إعادة التحرير لا تزال مستمرة، ولم يتوقف العمل، منذ منتصف ٢٠١٤، على تغيير وجه أرض الفيروز، أو استعادة ملامحها التى شوهتها الحروب وأيادى الإرهابيين، بخطوات تنموية تكاملت مع مواجهة الإرهاب.

وقائع استرداد المصريين وطنهم، التى نتابعها فى حلقات الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، تضمنت بعض بطولات أهالى سيناء، كتلك التى قام بها «الشيخ أحمد»، أو المهندس إبراهيم العرجانى، مؤسس ورئيس اتحاد قبائل سيناء، أحد سفراء مبادرة حياة كريمة، الذى لعب دوره الفنان الأردنى، مصرى القلب والهوى، منذر رياحنة، والذى لا يمكن أن يمر مشهده مع خيرت الشاطر «خالد الصاوى»، فى حلقة السبت، الحلقة ٢٢، دون أن نوجه التحية لرياحنة والصاوى، وقبلهما للعرجانى، الذى صمد أمام إغراءات وغوايات وتهديدات الإخوان، والشيطان، والتحية واجبة أيضًا لكل أهالى سيناء، الذين شاركوا بدمائهم فى التحرير وإعادة التحرير.

مع القضاء على الإرهاب وكنس الإخوان، جرى التحرير الثانى لأرض الفيروز بمشروعات قومية عملاقة، على كل شبر منها، باستثمارات تزيد على ٧٠٠ مليار جنيه، ربطت بوابة مصر الشرقية بالدلتا وجعلتها، مع مدن القناة امتدادًا طبيعيًا لوادى النيل، بالإضافة إلى الاهتمام بالقطاعات الخدمية، كالتعليم والصحة والزراعة، والتركيز على توفير كل أشكال الدعم والحماية الاجتماعية لأهالى سيناء، جرى تذليل كل العقبات والعوائق لجذب الفرص الاستثمارية، ما أسهم فى إحداث نقلة نوعية غيّرت وجه الحياة فى شبه جزيرة سيناء، وتحويلها إلى منطقة جذب واعدة وبيئة مواتية للاستثمار والتعمير فى ظل ما تشهده من حالة استقرار أمنى. 

أقيمت، أيضًا، شبكة نقل عملاقة، وتنفيذ ورفع كفاءة ٥٠٠٠ كم من الطرق والأنفاق. صار بإمكانك الانتقال من غرب القناة إلى شرقها، فى دقائق معدودة، عبر ٢٠ نقطة عبور، ٦ أنفاق عملاقة، و٥ كبارى عائمة. إضافة إلى إنشاء مطار البردويل الدولى وتطوير ورفع كفاءة مطارات الطور، وطابا، وشرم الشيخ، والعريش، وبورسعيد، وسانت كاترين. ويمكنك أن تضيف إلى ذلك وجود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تمتد داخل ٥ محافظات: بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء وجنوب سيناء.

سيناء، باختصار، فى مقدمة رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية الشاملة والمُستدامة. إذ امتدت جهود التنمية الزراعية بها، على مساحة ١.١ مليون فدان، وستسهم محطة معالجة مصرف بحر البقر فى استصلاح نحو ٤٥٦ ألف فدان. وضمن مشروعى هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكى، تم تنفيذ حوالى ١٠ آلاف حوض، إضافة إلى تنمية بحيرة البردويل وإنشاء ٨ قرى للصيادين بتكلفة ٣.٥ مليار جنيه. 

فى مجال التعليم العالى، أيضًا، هناك ٣٧ مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت ١٣ مليار جنيه. كما تم إنشاء جامعة شرم الشيخ الخاصة التى تضم ٩ كليات، وإضافة ١٨ كلية جديدة إلى الجامعات الحكومية، وبدأت الدراسة فعليًا فى جامعتين أهليتين، هما جامعة الجلالة الدولية وجامعة الملك سلمان الدولية بفروعها الثلاثة، ويجرى إنشاء جامعتين أهليتين أخريين: جامعة شرق بورسعيد، وجامعة قناة السويس، ويجرى أيضًا إنشاء جامعة تكنولوجية بشرق بورسعيد. كما شهدت منظومة التعليم قبل الجامعى، إنشاء ٤٤٠ مدرسة، ابتدائية إعدادية، ثانوية، إضافة ٦١ مدرسة صناعية و١٩ مدرسة زراعية و٣٩ مدرسة تجارية و٦ مدارس فندقية، و٦ مدارس يابانية و... و.... ومع مد كابلات الفايبر لـ١٣٤ مدرسة ثانوية، جرى توزيع ٩١ ألف جهاز تابلت على طلاب تلك المدارس، وتدريب ٢١.٧ ألف معلم على المنظومة التعليمية الجديدة. 

.. وأخيرًا، سبق أن قلنا، إن سيناء حين عادت فى ٢٥ أبريل ١٩٨٢، عادت بقيود الحدود الآمنة وليست بقيود الحدود الجغرافية ولا السياسية. وعليه، ظلت منزوعة أو «مكتوفة» السلاح، ومرتعًا للإرهابيين، إلى أن استعادت مصر عافيتها العسكرية والسياسية، بالضبط كما ظل حلم تعميرها حبيس الكتب والدراسات، إلى أن استعدنا قرارنا السياسى والاقتصادى. وصار بإمكاننا أن نقول اليوم، إن «سينا رجعت كاملة لينا»، فعليًا وواقعيًا، وليس غناءً أو مجازًا، كما شدت شادية، على مسرح القوات المسلحة بالزمالك، منذ أربعين سنة.