رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حدث في رمضان».. ذكرى إعدام «ريا وسكينة» أشهر سفاحات مصر

ريا وسكينة
ريا وسكينة

تحل علينا في شهر رمضان الكريم ذكرى إصدار حكم الإعدام بحق ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية الذين شاركوا في عمليات القتل الفعلي للنساء وسرقة مشغولاتهما الذهبية برئاسة الرئيس أحمد بك الصلح موسى في 16 مايو 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339 .

  • بداية القضية

تعد قصة ريا وسكينة إحدى الجرائم البشعة التي هزت مصر في عام 1920 من خلال حي اللبان أفقر منطقة في ميناء الإسكندرية، والتي شهدت قتل 17 امرأة بدون رحمة، ودفن جثثهن داخل المنزل الذي تم استخدامه في شتى الأعمال المشبوهة.

بدأت العصابة الإجرامية العمل في الإسكندرية لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد القدوم من صعيد مصر إلى بني سويف وكفر الزيات لتتزوج ريا من حسب الله سعيد مرعي، بينما شقيقتها سكينة عملت في بيت دعارة حتى سقطت في حب أحد الرجال.

كانت ريا تذهب إلى السوق وتختار الشخصية التي في يدها الحلي والمجوهرات الكثيرة، وتقوم بالحديث إليها للتقرب منها، ومن ثم تعرض عليها أواني من المنطقة الجمركية تدعي أنها بأسعار رخيصة، وتأتي ريا بالضحية إلى المنزل لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابي حسان وعبدالرازق يوسف وهما أحد المعاونين.

بعد ذلك توالت البلاغات تفيد باختفاء النساء، فتملكت الحيرة من رجال البوليس لعدم التوصل الى الضحايا المختفين، وظهر طرف الخيط بقدوم رجل يدعى أحمد مرسي عبده يتقدم ببلاغ إلى قسم اللبان يقول إنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه عثر على عظام آدمية في البيت الذي كان يستأجره رجل اسمه محمد احمد السمني، الذي كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص، ومن بين هؤلاء سكينه بنت علي، التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط.

بعد أن ظهرت الجثة بحث المخبرون في المنطقة عن أية دلائل تقود إلى المتهمين، ولاحظ أحد المخبرين ويدعى أحمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة ريا بالدور الأرضي بشارع علي بك الكبير، ما أثار شكوكه، وأشار في بلاغه إلى أنه عندما سأل ريا عن هذه الرائحة أكدت أنها تقوم بذلك من أجل إضاعة رائحة الرجال المخمورين الذين يدخلون المكان بصحبة أختها.

  • اكتشاف الجثث أسفل بلاط المنزل

لكن لم يقتنع اليوزباشي إبراهيم حمدي بهذا الكلام، وأمر بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة ليكتشف أن بلاط الحجرة حديث العهد، وتصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان، وحينها ظهرت جثة امرأة لتصاب ريا بالارتباك.

وقرر اصطحاب ريا إلى قسم اللبان، وهناك اعترفت بالجرائم، وفتشت قوات الأمن وحكمدار الإسكندرية تحت بلاط كل الأماكن التي كانت فيها السفاحتان ليتم العثور على العديد من الجثث أسفل البلاط.

  • «بديعة» شاهدة الرؤية في القضية

وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعة بنت ريا، التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها وزوجها، وبالفعل طمأنوها فاعترفت بأنهم استدرجوا النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن.

وتم حبس المتهمين وتحديد جلسة ثم أصدر الحكم بالإعدام المتهمين وبعد ربع الساعة من الضوضاء التي سادت المحكمة، هدأ روع الناس والمتهمين، وتم اقتياد السفاحين إلى السجون لتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهما، لتنطوي هذه الصفحة المزعجة من الحياة المصرية، ويعود الهدوء إلى المدينة الساحلية التي افتقدت سحرها لمدة عامين بدماء الضحايا، وتبدأ الناس في تناقل أحداث هذه القصة من جيل إلى جيل إلى رؤية مختلفة.