رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماجد المصري: أدوار الشر تستهويني.. وكراهية الجمهور لي في «ملف سري» دليل نجاحي (حوار)

ماجد المصري
ماجد المصري

ماجد المصرى، نجم من العيار الثقيل، حجز بموهبته وفنه مكانًا خاصًا بين أبناء جيله، بعد تقديمه سلسلة من الأعمال المتميزة فى التليفزيون والسينما.

وتألق «المصرى» مؤخرًا فى تقديم شخصية «يوسف المالكى» فى مسلسل «ملف سرى»، وهى شخصية مركبة تتصف بالغموض والشر، موظفًا كل إمكانياته وقدراته الفنية فى تقديم الشخصية وتقلباتها، ما يجعله يحظى بإشادات واسعة من الجمهور.

«الدستور» التقت النجم الكبير، فى حوار تحدث خلاله عن تجربة «ملف سرى»، والأسباب التى جذبته للموافقة عليه، وأبرز القضايا التى يناقشها، وطبيعة تعاونه مع النجم هانى سلامة، والفنان القدير محسن محيى الدين، وتفاصيل أخرى، وإلى نص الحوار..

 

■ كيف استقبلت تفاعل الجمهور مع مسلسل «ملف سرى» وتصدر العمل التريند من الحلقة الأولى؟

- سعدت كثيرًا بردود الأفعال والتعليقات الإيجابية منذ عرض الحلقة الأولى، لن أبالغ إذا قلت إن الإشادات بدأت قبل عرض المسلسل، أى مع طرح «البوسترات والتريللر»، لأن الجمهور يعى ما يتلقاه جيدًا.

وبمجرد انطلاق الحلقات وتصاعد الأحداث، أدركت مدى اهتمام ومتابعة الجمهور كل تفصيلة بالمسلسل.

وأعتبر «ملف سرى» تجربة فريدة من نوعها، هو عمل مشحون بالثراء الفنى على كل المستويات، بداية من السيناريو، ثم الأبطال المشاركين، والإنتاج والإخراج والإكسسوار، وأنا فخور بالمشاركة فى هذا العمل.

■ ما الذى جذبك للمشاركة فيه؟

- مناقشته قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية وظروفًا حياتية مهمة جدًا، وتناوله حال البلاد فى حقبة زمنية مختلفة، وتحديدًا فى عام ٢٠١٣، والتجاوزات الكثيرة التى كانت تحدث فيها، وهو جانب يتم لأول مرة رصده وطرحه فى عالم الدراما، خاصة حول حياة القضاة، والصراع الذى كان يواجهه رجال القضاء بشكل عام.

والعمل يسلط الضوء على عالم رجال الأعمال الفاسدين، وتأثير تجاوزاتهم على كل شىء داخل البلاد فى هذه الفترة، مقارنة بالوضع الحالى والأمن والأمان الذى نعيشه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وبمجرد أن تواصل معى المنتج ريمون مقار، الذى أثق فيه كثيرًا، وعرض الفكرة علىَّ، وقراءة السيناريو، وافقت على الفور، و«اتخضيت» من قوة العمل، وأدركت مدى أهميته.

■ لماذا اخترت شخصية «يوسف المالكى»؟ وكيف استعددت لها؟ 

- انجذبت جدًا لها و«مسكت فى الدور بإيدى وسنانى»، كونها شخصية تتمتع بقماشة عريضة تتيح للممثل الحقيقى أن يفعل ما يشاء، وأن يستعرض موهبته وقدراته التمثيلية، ليُخرج أفضل ما لديه، وهذا ما أريد تقديمه.

و«الغموض» أكثر ميزة جذبتنى إلى الشخصية، وجدت «يوسف» مثيرًا للاهتمام، شخصية «إكسسواراتها حلوة جدًا، والشر فيها غير مباشر»، وأعتبرها من أصعب ما جسدته طوال مشوارى، صعوبتها بقدر مُتعتها، وتطلبت منّى دراسة كل أبعادها لتجسيدها بأداء واقعى للغاية، مع تقمص عميق للانفعالات وتعبيرات الوجه، خاصة أنه قليل الكلام، لكن نظراته تصدر للجمهور كل ما فى داخله، وهو ما لمسته من ردود أفعال المشاهدين.

■ تصدرت «التريند» وأشاد الجمهور بأدائك فى مشهد وداع نجلك فى المسلسل «شريف» بعد مقتله.. هل واجهت صعوبات خلال أداء هذا المشهد؟

- بالتأكيد.. هذا المشهد يعكس أبرز المشاعر النفسية القاسية التى مر بها «يوسف المالكى» خلال الحلقات الماضية، مشهد فقدان الابن كان صعبًا للغاية، والمشكلة لدىّ هى أن الأحداث تمر وراء بعضها بسرعة شديدة من خلال تعرض «يوسف» لصدمات متتالية فى شقيقه «هارون» أيضًا، وهذا كان أمرًا مجهدًا بالنسبة لى، إضافة إلى العديد من المشاهد الصعبة التى سنراها، خلال الفترة المقبلة، ولا أريد أن أحرقها حيث أنتظر تفاعل الجمهور معها.

■ كيف حضّرت له؟

- منذ أن قرأت المشهد قبل بداية التصوير، حاولت إجراء معايشة صادقة لهذا الحدث المؤلم، فهناك أدوار مركبة تحتاج للتحضير كثيرًا، وهذا موقف مفاجئ خلال العمل، وكان لا بد من أن يكون رد الفعل عليه صادقًا وطبيعيًا جدًا، وهذا ما ركزت عليه، والأهم أنه وصل إلى قلوب كل المشاهدين، وتلقيت العديد من المكالمات الهاتفية والرسائل التى تشيد بالأداء، إضافة إلى ردود الأفعال الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعى.

■ ألم تشعر بأن الجمهور قد كرهك خلال الأحداث بسبب هذه الشخصية؟

- مشاعر الكراهية هذه تدل على أننى نجحت فى تجسيد الدور، وأعتقد أن السر هنا يكمن فى أننى صدقت «يوسف المالكى» وتفهمت تفاصيله وأسلوب تفكيره، وفقًا لطريقته وتركيبته المعقدة المدمرة، هو يسعى لفعل أى شىء حتى يأخذ ما يظنه حقه، وكان هذا سر اندماجى مع الشخصية، التى نجحت فى أن ألعبها بإجادة وصدق حتى وصلت للناس بسهولة.

والحمد لله أصبح اسمى «تريند» على موقع التواصل الاجتماعى، والكل يتحدث عن دورى والغموض الذى يدور حوله، فكل هذه ردود أفعال رائعة تؤكد نجاح العمل كله، وأنه يتصدر نسبة المشاهدة فى موسم ملىء بالأعمال المتنوعة.

■ ما سر تميزك فى تجسيد الشخصيات الغامضة والشريرة؟

- تستهوينى أدوار الشر، والشخصيات المعقدة التى يغلب عليها الغموض، والشر «الخفى» بشكل خاص، أستمتع جدًا بهذه الأدوار، خاصة أن الشخصيات المركبة المُعقدة والغامضة تعتمد على وجود هالة مغناطيسية قادرة على جذب الآخرين لها ولفت الانتباه حولها، فالغموض أحد أقوى الصفات الاجتماعية التى يمكن لأى شخص تطويرها، ويسعى الجميع للحصول عليها؛ لأنها لافتة للأنظار، بخلاف الشخصية الطيبة، فهى محدودة جدًا ويتعاطف الجمهور معها منذ أول لحظة، لكن الصعوبة تتمثل هنا فى أن نجعل المشاهد يكره الشخصية الشريرة وتصرفاتها.

■ كيف وجدت التعاون الأول مع النجم هانى سلامة؟

- سعيد جدًا بلقاء هانى سلامة، لأول مرة على المستوى الفنى، رجل فنان ونجم له مكانته الخاصة، متمكن ومحترم وراقٍ ويستحق كل التقدير.

■ ألم تتخوف من العمل مع المخرج حسن البلاسى خاصة أنه يعتبر فى بداية مشواره؟

- إطلاقًا.. أنا أثق دائمًا فى اختيارات المنتج ريمون مقار، خاصة أنه لا يمكن أن يقدم مسلسلًا بحجم «ملف سرى»، إلا إذا كان متأكدًا أن العمل فى أيدٍ أمينة، وهو يضع دائمًا فى اعتباره أن النجاح فى تقديم رسالة هادفة وصورة محترمة هو أفضل طريق للكسب والربح.

وأنا تحمست للعمل مع «البلاسى» وفعلًا فوجئت بأسلوبه المميز الواعد، وأعتقد أن الجمهور لمس هذا التميز، وأتمنى تكرار التعاون معه، وأتوقع له مستقبلًا باهرًا.

■ والتعاون مع الشركة المنتجة «فنون مصر»؟ 

- هذا ثانى تعاون لى مع الشركة المنتجة بعد «الطوفان»، فلا يمكن أن أنسى شخصية «خالد مخلوف» التى مثلت علامة مهمة وفارقة فى مشوارى الفنى، ويكفينى عند البحث على «جوجل» أن تجد جملة «الشيطان خالد مخلوف»، وحقيقى شركة «فنون مصر» «قدمهم حلو عليا».

■ هناك «كيمياء خاصة» ظهرت على الشاشة بينك وبين الفنان القدير محسن محيى الدين.. حدثنا عن كواليس التعاون بينكما؟ 

- محسن محيى الدين، قامة وقيمة كبيرة، يعطى العمل ثقلًا فنيًا، كما تربطنى به علاقة قوية بحكم صداقتنا.

وكان بيننا اتفاق شرفى أن نجتمع معًا فى عمل واحد، وفى كل مرة لم يكن يحالفنا الحظ، إلى أن منّ الله علينا بالعمل فى «ملف سرى».

ومحسن محيى الدين نجم على قدر عال جدًا من التركيز والحضور، وهو تاريخ كبير وقدم أعمالًا عالمية، وشرف لأى فنان أن يقف أمامه.

■ المسلسل يضم نخبة من الفنانين الشباب.. ما نصيحتك للجيل الجديد فى عالم الفن؟

- عليه الالتزام بأصول المهنة، وأن يكرس تفكيره فى مشواره والمحتوى الذى يقدمه، وأن يحترم الجمهور الذى قرر أن يحترمه ويشاهده، من خلال تقديم أعمال ذات رسالة هادفة وواضحة.

■ الكثيرون يتساءلون عن سر قلة أعمالك السينمائية وابتعادك عن الساحة منذ ٤ سنوات بعدما قدمت «البدلة» مع تامر حسنى وحقق إيرادات هائلة؟

- لم أبتعد عن السينما، لكنى أحرص على اختيار أعمالى بدقة، ومؤخرًا رفضت بعض السيناريوهات لأنها أعمال ضعيفة، ومعروف عنى أننى لا أتردد لحظة فى المشاركة فى أى عمل سينمائى مكتوب بحرفية شديدة، حتى لو الدور ضيف شرف، وعلى مدار مشوارى الفنى قدمت أعمالًا سينمائية كثيرة.

■ حدثنا عن آخر تطورات فيلم «٥ جولات» وموعد طرحه بالسينما؟

- توقف التصوير، بسبب ارتباطى بتصوير الأعمال الرمضانية «ملف سرى» و«توبة»، ومن المقرر استئناف التصوير من جديد عقب إجازة العيد.

والفيلم تشويقى اجتماعى أتعاون خلاله مع مجموعة شباب من مخرج وممثلين، منهم مصطفى درويش، وبيج زى، وهو قصة يحيى علام، وتأليف محمد عبدالمعطى، وإخراج مازن أشرف.