لماذا استعانت إسبانيا بشبكة قنوات مائية أنشأها العرب قبل ألف عام؟
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن مشروعًا لاستعادة شبكة قنوات مائية عمرها 1000 عام يساعد المزارعين في سييرا نيفادا بإسبانيا على التكيف مع آثار أزمة المناخ.
وتابعت أنه على منحدرات سييرا نيفادا المهيبة في الأندلس، هناك شبكة من آلاف الكيلومترات من قنوات الري التي أنشأها الفلاحون المسلمون منذ أكثر من ألف عام.
وأضافت أن القناة على ارتفاع 1800 متر وتغذيها ذوبان الجليد، ولعدة قرون زودت قرية كانار وما وراءها بالمياه حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام في الثمانينيات من خلال التهجير التدريجي للسكان في المنطقة.
وأشارت إلى أن المياه عادت تتدفق مرة أخرى في الشبكة بفضل مشروع ابتكره مختبر الآثار الثقافية الحيوية في جامعة غرناطة وبدعم من التمويل المحلي والأوروبي، وبمساعدة المتطوعين، يعمل مشروع ميمو لاب على استعادة الشبكة الهيدرولوجية غير العادية في المنطقة في وقت تعرض فيه أزمة المناخ إسبانيا لفترات طويلة من الجفاف وتضع الزراعة المكثفة لضغوط شديدة بسبب ندرة إمدادات المياه.
وأوضحت أنه عندما دخل العرب إسبانيا في أوائل القرن الثامن الميلادي، جلبوا تقنيات الحفاظ على المياه المكتسبة على مدى قرون في الشرق الأوسط، وكانت الثورة الزراعية الإسلامية هي الثورة الخضراء الأولى، حيث جمعوا بين التقنيات والمعرفة حول المياه والتربة والنباتات وأيضًا كيف يتصرف الثلج ، كما يقول خوسيه ماريا مارتين سيفانتوس، أستاذ علم الآثار في الجامعة والقوة الدافعة وراء المشروع: "لقد غيروا طريقة استخدام المياه في البحر الأبيض المتوسط".
وأوضحت أن قنوات الري تتحكم في تدفق المياه، مما يقلل من الجريان السطحي ويسمح بامتصاصه وتخزينه في الأرض.
وأضافت أن التقنيات التي أدخلها العرب المسلمون سمحت بمزيد من التنوع الزراعي، مع إدخال محاصيل مثل قصب السكر والفواكه الحمضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمطار تهطل على البحر الأبيض المتوسط على شكل رشقات غزيرة وجيزة، مما يؤدي إلى ضياع معظم المياه أثناء جريانها في الأنهار والبحر، تكمن عبقرية النظام الذي أنشأه العرب في أنه من خلال التحكم في تدفق المياه، سواء من المطر أو ذوبان الجليد ، فإنه يقلل من الجريان السطحي، بينما يسمح في نفس الوقت بامتصاص المياه إلى الأرض لتجديد طبقات المياه الجوفية.