رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تحاصر مخيمات ومدن.. والمقاومة الفلسطينية لا تستسلم

تقدم الحال الفلسطيني، بين أحداث وعمليات مسلحة ومفاوضات وحصار، على مجمل حياة فلسطين المحتلة وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وأراضي ١٩٤٨.
جميع  الوسائل الإعلامية الغربية والأميركية و الإسرائيلية، لم تستطع تجاوز سخونة الأحداث الوطنية من المقاومة الفلسطينية،وأن كانت  وتذكر(الان) أنّ "حدوث عمليات إسرائيلية مكثّفة في جنين ليس مستبعداً"*لهذا رفضت إسرائيل  فك حصار المدن ومخيم جنين، دون أي إيضاح 
او رؤية  عسكرية اوسياسية،، ليس إلا مجرد مخاوف وتعقيب أمني، ذلك  إنّ المقاومة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس و في غزة، تأخذ موقفها المشترك من اى اعتداءات إسرائيلية، بل "حذّرت من أي اجتياح مخيم جنين. 
.. ليس سرا  أن "المقاومة في غزة أوصلت رسالةً إلى الإسرائيليين، مفادها أن أي اجتياح لمخيم جنين خط أحمر". 
.. وبحسب معلومات متوافقة، فأنّ "رسالة المقاومة في غزة تم إيصالها إلى إسرائيل عبر وسطاء إقليميين،كما تمت إيصال عديد الرسائل من اقطاب المقاومة والمنظمات الفلسطينية كافة".

*السلطة الفلسطينية بخير.

مصادر دبلوماسية فلسطينية قالت ل" الدستور" ان وسائل إعلام إسرائيلية،  تحاول نشر الفوضى، والبيانات التي تعزز عدم الثقة في الشارع الفلسطيني،.. ولفت المصدر ان ما يجري الترويج له، نقلاً عن مصدر في المؤسسة الأمنية والعسكرية، أن "السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة التامة على شمالي الضفة،كلام عاري عن الصحة، وهو محاولة من الموساد الإسرائيلي لبث عدم الثقة في المخيمات الفلسطينية، وتحديدا في مخيم جنين.

عمليا، تدرك السلطة الفلسطينية حجم الضغوط الإسرائيلية، زعزعة أركان الائتلاف الرئاسي في حك مة رئيس الوزراء الصهيوني بينت، الذي يدعم نظرية وجود الفوضى و السلاح، و عن فقدان السيادة في جنين". 
.. مخاوف تفتت الائتلاف الذي سمح لبينيت ان يتسلم رئاسة الحكومة الصهيونية، مهدد بالتفتت، وهزيمة الحكومة وربما النوع إلى انتخابات، تنهي تجربة بينيت المشاغب والقمعي، لهذا هناك من يعلن:"ليس مستبعداً أن نرى عمليات إسرائيلية مكثفة شمالي الضفة، أي في منطقة مخيم جنين".

*بين جنين وتل أبيب.

بعد ساعات من عملية تل أبيب، كان مخيم جنين يغلي، يتحشد، أنه المخيّم، الذي شهد-تاريخيا-محطات النضال الفلسطيني، وقذ جابت مسيرات نهاية وليلية منذ  صباح أمس واليوم ، تناصر، بعد ساعاتٍ على استشهاد الشهيد رعد خازم، مخطط ومنفذ  عملية تل أبيب. 
تتبادل الأحداث الدولية، مناخ الإعلام العالمي، الأمر الذي، يجعل دولة الصهيونية، تهدد وتقول إن هناك "تهديداتٍ واضحة، وخطيرة من المقاومة الفلسطينية  في المخيم، وأن رد  الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ اعتقالاتٍ داخل المخيم"، وتحاول القوى اليهودية ان تتباكى على  مقتل ثلاثة  إسرائيليين في عملية بتل أبيب، مساء الخميس،  وكان  سبق  العمليات الاستشهادية  الثلاث  في الأسابيع الأخيرة: بئر السبع والخضيرة و”بني براك”، تحليلات أمنية إسرائيلية تقول انه غاب عن المقاومة الوطنية الفلسطينية في الحقيقة، َا سمته الموساد ب (الخيط الرابط) ، ليس فقط لأن المنفذين -حسب تحليل أجهزة الاستخبارات- لم يعملوا تحت إطار تنظيمي معين، بل لأنهم جاؤوا من مناطق مختلفة. من  بئر السبع والخيرة، وكانوا - بحسب تصنيف الأمن الاسرائيلي-عرباً إسرائيليين من مؤيدي “داعش”، وأن  الذي نفذ عملية “بني براك” كان فلسطينياً من منطقة جنين، لكن أعضاء الخلية الثلاثة الذين استشهدوا برصاص  وحدة حرس الحدود الخاصة قبل أسبوع وهم في الطريق نحو جدار الفصل، كانوا من سكان جنين ومحيطها، الذي يحاصر بعنف أمني غير معتاد في مثل هذه الايام الدينية.

*الجيش الصهيوني في المخيم.

ليست قصة اعتيادية، بينت اوتز للجيش والأمن الداخلي الإسرائيلي وللشاباك والمواد، السيطرة على كل منافذ ومخارج مدينة جنين ومخيمها، هنك تداعيات داخلية واخرى عربية وثالثة دولية، وراء كل خلفيات ومبررات  قرار إرسال قوات الجيش الإسرائيلي الصهيوني منذ يوم   السبت، إلى جنين والقرى  المجاورة،  كان التبرير الأمني الإسرائيلي يضع عدة تبريرات واحتمالات منها:
الاحتمال الاول:
انهيار الائتلاف الحزبي الحاكم بعد استقالة عضو الكنيست سليمان من ائتلاف بينت اليمين المتطرف، ما يعني ان اي استقالة أخرى، وهذا متوقع في اي لحظة، تعني انهيار الدولة الصهيونية واعلان الكنيست انتخابات قد ينافس فيها نتنياهو ويقضي على طموحات وحزب  بينت. 
الاحتمال الثاني:
أمني داخلي، مرهون بمخططات الموساد، التي تدعي ان حصار مخيم جنين، الرسمي، المعلن بسبب القيام بعملية اعتقالات، وعلى رأسها محاولة اعتقال والد وشقيق الشهيد الفلسطيني رعد حازم  المشتبه فيهما بأنهما عرفا مسبقاً عن خطته. 
الاحتمال الثالث:
تنفيذ مخطط له م أجزاء من بيوت وحصر  قياسات لبيت اعائلة الشهيد  تمهيداً لهدمه، خلافا لكل الاعراف الدولية والاممية. 
الاحتمال الرابع :
تعمد الجيش الإسرائيلي  الدخول الاستثنائي، في  حركة استعراضية  إلى داخل المخيم، وفيه حركات مقاومة ومجتمع مدني، وحماية من منظمات فلسطينية مسلحة، ومن المتعارف عليه، ان اي دخول أمني او عسكري إسرائيلي ينتهي باحتكاك  وتبادل عنيف للإعتداءات، وهذا ما حدث، وفق سيناريو الاحتمال الرابع،  وحدث  تبادل لإطلاق النار، قتل ناشط في الجهاد الإسلامي وأصيب 13 فلسطينياً، من بينهم فتاة عمرها 19 سنة أصيبت إصابة بالغة. والد وشقيق منفذ العملية لم يكونا في البيت وحتى الآن لم يتم اعتقاله.

*إسرائيل تريد المواجهة!

منذ ثلاثة أيام، تنشر إسرائيل بعد آنية مقصودة، عديد التحذيرات عن أن  سكان مدينة ومخيم  جنين ومحيطها سيحاولون في فترة قريبة تنفيذ عمليات استشهادية عسكرية الطابع  في إسرائيل وداخل المستوطنات الصهيونية. 
عادة في مثل هذه الحالة تعلن إسرائيل، انها في [نحن في ذروة موجة إرهاب ولا سبب لتوقع وقفها في القريب]. 
رئاسة الحكومة الصهيونية، مع الجيش  اليهودي، والمواد، تحركوا للعمل في كل محيط  جنين ومخيم اللاجئين هناك، وهي أماكن - تقول إسرائيل  كاذبة - فيها مستوى متدن لسيطرة السلطة الفلسطينية، كما أن إسرائيل قللت من الدخول العسكري إليها في السنوات الأخيرة.
المصادر الأمنية والاعلامية ومنظمات الأمم المتحدة أبدت تخوفات من أن الواقع المحتمل، يعني عودة التصعيد العسكري بين الأطراف كافة، ما يعني  قيام عمليات مقاومة متزايدة من قبل حماس والجهاد الإسلامي وربما  مقاومة وطنية  من حركة فتح، والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.

*اي درس من  الحرب سيحدث؟

على أرض جنين، وربما تلتحق بها القدس، وكل مدن شمال الضفة الغربية، يتوق ان يقود الجيش الإسرائيلي والأمن الصهيوني، حربا مقدسة، بدعاوي ان إسرائيل تتعرض للارهاب، (...)، وهي عمليا دولة ارهاب وتطرف واحتلال، ولم تنفذ اي قرار او صيغ دولية قانونية لعودة الحقوق الفلسطينية،.. وما يرشح، ان الكنيست الإسرائيلي يوجه لوقف مثل هذه الحرب، فيما يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينت، فهو في وضع سياسي، يريد معه صيغة الهائ، على شكل الحروب الصغيرة، التي ربما تنتهي بعملية عسكرية واسعة في جنين وداخل المخيم،تمتد إلى عديد المدن، مع تصورت بتوسع رقعة الحرب.      


*رسالة الشهيد.. الدرس الاول

.. وصلتني هذه الرسالة من داخل مخيم جنين، فيها من هوا شهداء الأرض ما يمنع العين عن استقبال الخرز دفعا لأي عدوان يهودي غاشم:
تقول الرسالة:
انا محمد زكارنة، طفل فلسطيني، عمري ١٦ سنة، عندي بسطة شاي وقهوة في المنطقة الصناعية بجنين، وبحكم انه الدنيا رمضان وصيام كنت مسكر البسطة، وبكزدر بضيع وقت على دراجة صغيرة بستخدمها بالتنقل .. 
فجاة قبل الفطور بساعة زمن مبارح الاحد .. اقتحمت قوة خاصة مدينة جنين بالتحديد المنطقة الصناعية .. بهدف اغتيال شقيق الشهيد رعد حازم .. ومع فشلهم بتحقيق هدفهم بارتكاب جريكة جديدة، قرروا أن لا يغادروا جنين دون ارتكاب جريمة جديدة .. طلعت بوجههم ،، ضربوني بسيارتهم وانا راكب دراجتي، وطخوني رصاصة دمدم من مسدس واحد من افراد القوة الخاصة وكانت الاصابة بخاصرتي، الرصاصة تفجرت بجسمي الصغير .. ونقلوني للمستشفى.
دخلت المستشفى مبتسم نفس الابتسامة الي بتشوفوها بهاي الصورة، وخضعت لعدة عمليات، فجر اليوم صار عندي نزيف، وتوقف قلبي تمام الساعة السابعة صباحا وفشلت محاولات الأطباء إنعاش قلبي.. وصار اسمي الشهيد محمد زكارنة ..

صح قبل ما اروح، لازم أقول لامي، وعدتك مبارح الصبح اني اضل سندك، وما قدرت يما اوفي بوعدي. 
.. العالم، اذا زاد التصعيد العسكري في فلسطين المحتلة، سيكون مختلفا.. فالشهداء، روح الأرض ومنابت الزيتون ..