رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هانى سلامة.. المغرد خارج السرب بشعار «أنا منافس نفسى»

هانى سلامة
هانى سلامة

من اللحظة الأولى التى وطأت فيها أقدام هانى سلامة عالم التمثيل، وهو صاحب تجربة مختلفة، بداية من تجربته مع يوسف شاهين، التى كانت وليدة الصدفة، وشهدت اختياره فى فيلم «المصير»، ليؤدى دور «عبدالله»، الأمير الأندلسى الشاب المحب للحياة والفنون.

لم يتوقع أحد أن يواصل هذا الوجه الجديد مشواره السينمائى، فكم من وجوه راهن عليها يوسف شاهين واختفت فجأة كما ظهرت فجأة، إلا أن هانى سلامة، ولأنه مختلف عن الآخرين، أكد وجوده للمرة الثانية مع «شاهين»، فى بطولة فيلمه «الآخر»، وواصل صعوده بهدوء حتى أصبح نجمًا له تركيبته الخاصة، ورغم قلة أعماله، يحتفظ بمكانته كنجم لا ينطفئ أبدًا، يراهن عليه المنتجون والمخرجون والمؤلفون. 

يقدم هانى سلامة هذا العام مسلسله الأهم «ملف سرى»، وهو عمل درامى مثير، حول مواجهة مستشار قضاء لقضية فساد تتورط فيها إحدى العائلات الكبيرة، ومن الحلقة الأولى لا يمكنك فعل شىء سوى مواصلة باقى الحلقات ومتابعتها.

وتعد هذه التفصيلة الأهم فى اختيارات هانى سلامة دائمًا، وهى قدرته على اختيار نصوص موفقة وجاذبة، بإيقاعها المحكوم والمشدود، المكتوب بمهارة وعناية فائقة، هذا فضلًا عن أدائه الذى يغلبه الصدق فى كل ما يقدمه، ويعكس احترامه لجمهوره وللمشاهدين بشكل عام، لأنه لا يهتم بالكم ولا الثرثرة طوال الوقت، بقدر ما يهتم بتقديم ما يليق به أمام الناس. 

وربما يظهر هانى سلامة كنجم متأخر قليلًا عن باقى جيله، لكن فى الحقيقة هو يغرد خارج السرب، خطواته متأنية، يختار موضوعات هادفة ومفصلية، وكل شخصية تختلف عن الأخرى، فقبل مسلسل «الداعية»، كان فيلم «واحد صحيح»، وقبلهما كان دوره الأشهر فى فيلم «الريس عمر حرب»، وسبقها مباشرة بفيلم «السفاح». وبعد «الداعية» بثلاث سنوات، عاد للجمهور بشكل مختلف تمامًا، من خلال حلقات «نصيبى وقسمتك»، ثم مسلسل «طاقة نور».

فنان حقيقى، له مبدأ، وخطواته محسوبة، ومريح على الشاشة حين يظهر، ويبدو أحيانًا كثيرة أنه لا ينافس أحدًا، أو أنه لا يهتم بوجود منافس، مثله مثل رجل حكيم، يقول كلمته ويمضى، وهكذا هانى سلامة، يقدم عمله الذى اقتنع به، ثم يمضى فى هدوء، لا يشوشر، ولا يثير القلاقل والبلبلة، بمعنى أصح، لا يدخل معارك وهمية حول الأعلى مشاهدة والأكثر بحثًا على محركات البحث، لذلك أؤكد دائمًا أننا أمام فنان محترم، احترم الناس فاحترموه، لأنه مختلف ويغرد خارج السرب وخارج كل معارك وصراعات أهل الفن.