رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجدي عاشور: الصيام والدعاء والإخلاص فيه أقرب الطرق إلى الله

الدكتور مجدي عاشور
الدكتور مجدي عاشور

أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الدعاء والإخلاص فيه أقرب الطرق التي تصل بنا إلى الله تعالى وترفع القضاء.

وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية ـخلال لقائه في الحلقة التاسعة من حلقات برنامج "آيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا اليوم حول آيات الصيام- أن الإنسان عندما يقرأ آيات الصيام ويتدبرها يجد فيها العجب.. نجد فيها أحكام شرعية ومبادئ قرآنية وإنسانيه وقيم أخلاقية حيث جاء قول الحق تبارك وتعالى في الآيات الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) سورة البقرة ، هذه الآيات تجمع أحكام شرعية ومبادئ قرآنية وإنسانية وقيمًا أخلاقية.

وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: القيم الأخلاقية الموجودة في هذه الآيات الكريمة هي الدعاء والتوجه إلى الله تعالى والإخلاص فيه لله واليقين والثقة في قدرة الله، لافتا إلى أن الدعاء كالبراق.. أقرب شئ يوصل الإنسان إلى الله تعالى حيث بمجرد أن يبدأ الإنسان في الدعاء تجد الإجابة من رب السموات والأرض. انظر قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني استجب لكم . وهنا قال المولى عز وجل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ".

وتابع قائلًا: "هذا القرب كم تكون مسافته وزمنه الذي يستغرقه. القرب هذا القرب يبلغ كم وكيف .. نقول إن هذا القرب من العلة والعلاقة به ليست بالمسافات. العلاقة مع الله لا تعرف المسافات. والمقصود بقريب هنا أي الوقت الذي تحتاج فيه إلى الله تعالى ستجده عندما ترفع أكف الضراعة لله ستجده ( يقصد قريب يعني وقت ما تحتاج يعني أول ما ترفع يدك يعني أول ما عينك ما يظهر فيها أو يبدوا عليها أو فيها إشارة أو يدق قلبك ونفسك تسأل تظهر فيها إشارة يعني أول ما قلبك يدق يعني أول ما نفسك تسأل يعني أول ما تحتاج إليه ستجده قريب. ولذلك عندما سأل رجل أعرابي قال: (يا رسول الله! أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟) نزلت الآية الكريمة . ومن ثم تنادي برفع الصوت أو تناجي بخفض الصوت بالاثنين جائز، بل من الممكن للإنسان أن يدعو الله في سره ودعائه مسموع. تقول الملائكة لم تسمع دعائي ولم تكتبه . وأنا أقول لك ألا يكفيك أن يسمعه رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى.

وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: ولذلك يقال الدعاء سر بين العبد وبين الله عز وجل وفيه ناس كثر يقولوا لك "أنا سأجعل دعائي سرا بيني وبين ربنا سبحانه وتعالى حتى الملائكة لن أجعلهم يسمعوه أو يكتبوه لأني لم أنطق به سأجعله سرا وداخل النوايا والله فقط هو من سيكون مطلع عليه، ثم يقول الله تعالى للملائكة يا ملائكة اكتبوا كذا فإن عبدي سألني من داخله وأنتم لا تعلمون أنا أعلم بعبدي منكم انتم تعلمون ما يبدو منه وما خفي لا تعلمونه إنما يعلمه أنا..".

واستطرد: "ولهذا جاءت جاءت الآية "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ "، وكلمة " إِذَا دَعَانِ ۖ" قالوا ممكن تكون "إِذَا" ظرف يعني وقت ما يدعيني أول لما يدعي على طول ربنا يستجيب ولهذا : قال لك (إذا وافق الدعاء الصيام والعبادة) فقد ضمن لك الإجابة.

وقال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: يا من تقول أنا أدعوا الله ولم يستجب لدعائي.. هل أنت تعلم الغيب وماذا فعل الله بدعائك . اعلم أن الله تعالى يستجيب لك بثلاث خطوات أو ثلاث حاجات متبادلة: إما أن يعجل لك الدعاء بمعنى يستجيب لك فورا ، وإما أن يؤخره في الوقت الذي يريده، وإما أن يعطيه لك في الآخرة مقابله ثواب أو يرفع عنك به من البلاء والشده بقدر الدعاء.

وتابع الدكتور مجدي عاشور: "بمعنى أنك كنت ستتعرض لبلاء شديد مثلا والعياذ بالله، ثم تدعوا ويقول لك الله ومن أجل دعائك أنا لم أحقق ما دعوتني من أجله ولكن سأرفع عنك ما كان مقدرا من بلاء لك عندي بمعنى أن الله تعالى يرفع القضاء بالدعاء. وعليه فلا تتعجلوا في رؤية آثار الدعاء لأنكم لم تعلموا كيف يسير الله الأمور، ولذلك قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مازال القضاء والدعاء يعتركان في السماء الدنيا فأيهما غلب ينزل.. الدعاء يرفع القضاء نقول إن الدعاء له آداب وشروط سنتحدث عنها في الحلقة القادمة إن شاء الله".