رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر الرقم 5

واضح لمتابعي التليفزيون في رمضان هذا العام أن أهم وأفضل أركان الإسلام الخمسة إعلاميًا هو ركن الزكاة.
فتتنوع الإعلانات يمينًا ويسارًا ولا هدف لها إلا سرقة الجنيه المصري من جيوب المؤمنين بأي ثمن.. فنراه يحث المتفرج على التبرع للجمعيات والمستشفيات وحتى لنادي الزمالك!
ووصل الإسفاف بالإعلام منتهاه حتى إننا ولأول مرة نشاهد إعلانًا لحانوتي دفن الموتى يربت على أكتافنا ويطمئننا بأنه سيريحنا جميعًا ولا داعي للقلق.

واستكمالًا لسعار الإعلانات، وتأكيدًا لأهمية ركن الزكاة، نرى إعلانًا ضخمًا على سور نادي الزمالك يحثنا على إعانة المرأة المعيلة ويذكرنا بهذا الركن الهام من أركان ديننا الخمسة، والتزامًا بالرقم 5، وللصدفة البحتة، نجد أن تكلفة الإعلانات هذا العام وصلت إلى 2 مليار جنيه، بينما تكلفة مسلسلات رمضان وصلت إلى 3 مليارات جنيه.. أي المجموع خمسة مليارات بالتمام والكمال.

وإذا كان الجميع مشكورين يساهمون في الإعلان للتبرع لأعمال الخير، فلماذا لا تساعد الدولة أغنى وزارات مصر «وزارة الأوقاف» على المساهمة أيضًا في بناء مستشفيات السرطان ومساعدة الفقراء في هذا الشهر الكريم بدلًا من إهدار مليارات الجنيهات في الإعلانات؟ علمًا بأن وزارة الأوقاف تمتلك معظم أراضي وعقارات مصر ولا تستطيع التصرف بحرية فيها نظرًا لوجود قانون سيئ السمعة تنفرد به مصرنا دونا عن كل بلاد العالم يسمى قانون الإيجار القديم.

يكفي أن السيد وزير الأوقاف صرّح شاكيًا، أمام مجلس النواب، بأن هناك فيللا تمتلكها الوزارة على مساحة فدانين تقدر قيمتها بـ80 مليون جنيه، ومؤجرة إيجارا قديما بمبلغ 8 جنيهات شهريًا.
ناهيك عن الـ200 مليار جنيه التي ستصب حتمًا في خزينة الدولة لو تم إلغاء هذا القانون المخالف للشرع وللأديان والأعراف، والتي سيتم تحصيلها تحت مسمى «الضرائب العقارية».
السيد رئيس الوزراء وعد بإلغاء هذا القانون الجائر خلال شهر، وحتى الآن تعقد لجان وتفض وتتم استطلاعات رأي وحوار جمعي، ولا زال هذا القانون القديم يخرج لسانه للجميع متربعًا على عرش الفساد والمصالح الشخصية.

الدولة تسعى جاهدة لاسترداد أراضيها المعتدى عليها والمنهوبة، ومن الواجب عليها أيضًا أن تسعى لاسترداد مُلاك العقارات القديمة أملاكهم المغتصبة.

مفتي الديار أفتى بعدم شرعية هذا القانون، وسيادة الرئيس وعد بالحل وأعطى توجيهاته بذلك، والسيد رئيس الوزراء وعد بإنهاء المشكلة في خلال شهر، ومجلس النواب أصدر مسودة لحذف القانون القديم لكنها تاهت وجارٍ البحث عنها، والمُلاك تشم رائحة مصالح للبعض منهم تزكم الأنوف.. ورمضان كريم.