مثقفون وكتاب ينعون "مجيد طوبيا": واحد من الذين أسعدوا الناس وعلموهم
أصيب الوسط الثقافي المصري بفجيعة نبأ رحيل السيناريست الروائي الكبير مجيد طوبيا، والذي فارق عالمنا أمس الخميس. ونعي الكتاب والمثقفين فقيد الأدب المصري مجيد طوبيا، عبر تدوينات بحساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الكاتب والقاص الشاب بيتر ماهر الصغيران: وداعا الكاتب الكبير مجيد طوبيا. أذكر من حوالي أربع سنوات تقريبا تواصل معي أستاذ فتحي سليمان حيث أن الأستاذ مجيد قرر التبرع بكتبه إلى مكتبة نادي الواي بالمنيا كم كان حريصا على نقل ثقافته إلى الأجيال الجديدة وداعا يا أستاذنا الفاضل.
ــ أبناء الصمت الرواية الأهم للكاتب مجيد طوبيا
وكتب عن روايته "أبناء الصمت" التي قدمت فيلما سينمائيا بنفس العنوان: أدب الحرب بشكل عام يناقش قضايا تتعلق بحقبة زمنية تكون الحرب هى الإطار العام الخارجي للرواية تناقش الجوانب الاجتماعية و النفسية و حتى الاقتصادية .
في القرن العشرين و مع حدوث حربين عالميتين كثر أدب الحرب و خصوصا ما بعد الخمسينيات من القرن العشرين كان كل كاتب يكتب من وجهة نظره الخاصة لكن الجميع أتفق على رفض الحرب و آثارها المدمرة على الشعوب التي تخوضها .
رواية أبناء الصمت هى الأهم في رأيي و الأهم في تقديم الحالة النفسية للجنود ما قبل أكتوبر و الجوانب الإنسانية أيضا .فهى رواية الأستاذ مجيد طوبيا التي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم، ومن إخراج محمد راضي بطولة نخبة من الممثلين و على رأسهم محمود مرسي و نور الشريف و أحمد زكي و ميرفت أمين و حمدي أحمد و محمد صبحي و سيد زيان.
الرواية انقسمت إلى جزئين جزء تحدث عن حالة اللا سلم و اللا حرب التي سيطرت لفترة جعلت الجنود في حالة يأس و انتظار الحرب و بين مشاعر الفرح و الحزن و الحب و مشاعر الخوف من الموت و على النقيض الجزء الآخر الجبهة الداخلية التي لم تكن على قدر مسؤولية فكرة الحرب أو استرداد الأرض.
لكن في النهاية قامت الحرب و كان أبناء الصمت أو أبناء الظل هم أبطال الحرب الحقيقين الذين كانوا بعيدا عن أروقة السياسة .
كما نعي المركز الثقافي بأرض الجولف، رحيل الكاتب مجيد طوبيا، بعد حياة حافلة بالإبداعات الأدبية.
وقد حصل مجيد طوبيا على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1979، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في نفس العام. بالإضافة لجائزة الدولة التقديرية للآداب عام 2014.
قدم طوبيا عشرات الإبداعات في السينما وعالم الرواية والأدب، ومن أبرز إبداعاته التي خرجت للنور على شاشة السينما، فيلم أبناء الصمت، إخراج محمد راضى، فيلم حكاية من بلدنا، إخراج حلمي حليم، وفيلم قفص الحريم، إخراج حسين كمال، كما قدم العديد من الروايات الناجحة طوال عدة عقود.
رحم الله الفقيد الكريم وتغمده بواسع رحمته وألهم أهله وذويه وجميع محبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ــ مجيد طوبيا واحد من الذين أسعدوا الناس
ومن جانبه قال الروائي وحيد الطويلة: وداعاً مجيد طوبيا، وداعا يليق بما برعت فيه وتعلمنا منه لن أنسى ما حييت رواية “ريم تصبغ شعرها”، والتي تغير عنوانها بفعل فاعل، لن أنسى كبف تعلمت واستمتعت بالسرد. أجمل رحمة لك أنت واحد من الذين أسعدوا الناس وعلموهم.
وبدوره قال القاص شريف صالح : يستحق الصديق الحبيب فتحي سليمان الشكر على الجدعنة والشهامة والنبل ووقوفه لسنوات بجوار الكاتب الكبير مجيد طوبيا في رحلة مرضه الطويلة، فكان له نعم الصديق والأخ والابن والسند، في شهامة قلما نجد لها مثيلا.
وأضاف “صالح”: أعرف كاتبا (كبيرا) نال كل شيء المناصب والفلوس والشهرة، وحرمه الله من شيء واحد: موهبة الكتابة. وأعرف كاتبًا كبيرا اسمه مجيد طوبيا حرمته الحياة تباعا من كل شيء الإ نعمة الموهبة. والآن رقد على رجاء القيامة أو رجاء العدالة.
وكتب الروائي إبراهيم فرغلي ناعيا الكاتب مجيد طوبيا: رحم الله الكاتب الكبير مجيد طوبيا، الذي قادتني أعماله مبكرا للتعرف على كتابة جيل الستينات كله. كان اسما لافتا وتعرفت في أعماله مثل عذراء الغروب وتغريبة بني حتحوت أسلوبا مختلفا وجديدا، ولكن لم يحظ بالاهتمام اللائق بأعماله. رحمة الله عليه.
وقال الشاعر أحمد الجعفري: مجيد طوبيا في ذمة الله، زُرته منذ أيام وضاحكته، كان منتبهًا باسمًا، رحمه الله.. شكرًا لأخي وصديقي فتحي سليمان لجهده وتفانيه منفردًا في خدمة الراحل الكبير طوال سنوات.
وقال القاص عصام الدين حسين: النهاردة يرحل عن عالمنا مجيد طوبيا. واحد من أعظم أدباء مصر و الأدب الناطق بالعربية.
مجيد أديب إنساني النزعة بشكل جذري . و ضد أي تسلط من أي نوع . منحاز لكل الضعفاء شديد الإحكام و الاتقان في السرد . جمع بين السرد المتدفق و المكثف و المدعوم بثقافة تاريخية و اجتماعية موسوعية و انحياز مطلق للإنسان بوصفه انسان . بدون قيد أو شرط.
في فيلمه العمدة ( أبناء الصمت ) عن حرب الاستنزاف، وهو تم تصويره بعد حرب أكتوبر و عرض في ٧٤، وصف الحرب على حقيقتها . كعمل مؤلم و قسري جدا و مضاد للحياه و أنه كان من الأفضل ألا تحدث لو أن يتم تجنب أسبابها . و أتى بكل جندي في حياته الاجتماعية الخاصة كإنسان و كيف يعاني الجميع اقتصاديا ثم يعانون في الجبهة إلى أن استشهد أغلبيتهم . بيتما يستفيد و يصعد دوما الصحفي الآفاق . و نقد مبكرا جدا تغييب للوعي الشعبي بالخرافات بشكل متعمد من خلال الإعلام الرسمي.
وأضاف “عصام الدين”: في الرواية البديعة ذات الأربع أجزاء (تغريبة بني حتحوت) . ينقلنا دراميا إلى ريف المنيا بلده الأصلي وقت محمد علي باشا . راصدا هروب أخوين من عنف و بطش زبانية الباشا بالفلاحين . ليعطي لنا رؤية بانورامية لكل مكان هربوا له . في بحيرات مصر الشمالية ( المنزلة ) و السودان حيث يحضروا غزو محمد علي للسودان و بطشه الرهيب بالأهالي هناك، تجارة العبيد عن طريق العرب و الترك ( و هو أمر مهمش في روايات القوميين و الإسلاميين ) . معاناة الفلاحين و الصيادين في كل مكان من البطش الحكومي و الجهل و الأوبئة.
مجيد لم ينل حقه حيا للأسف كالكثيرين من أدباء و فناني مصر العزوفين عن الإعلام و طلب الاهتمام و الشهرة.
و أنا أدعوكم لقراءة أدبه . فهو بدون اي مبالغة . واحد من أعظم أدباء مصر في العصر الحديث.
وبكلمات مقتضبة قال الناقد دكتور رضا عطية: وداعًا مجيد طوبيا الكاتب العظيم... ليرتاح جسدك من أتعاب المرض ويبقى ما قدمته للقصة والرواية والسينما خير دليل عليك.
ومن جهته قال الناقد السينمائي وليد زهيري: مجيد طوبيا أحد المخلصين لقلمهم والبعيدين عن دائرة الضوء، وكما كان يحيا في هدوء غادر في هدوء.
ومن جانبه قال الناقد الأدبي محمود عبد الشكور: وداعا الروائي والقاص الكبير مجيد طوبيا.
وخالص العزاء للصديق فتحي سليمان رفيق الكاتب الكبير في مواجهة محن المرض والوحدة وغياب الذاكرة.
رحم الله مجيد صاحب " خمس جرائد لم تقرأ" و" تغريبة بني حتحوت" ، والذي قدمت السينما أعماله في أفلام " أبناء الصمت" و" قفص الحريم" و"حكاية من بلدنا"، وما زال الفيلم الأول هو الأفضل من بين الأفلام التي أنتجت بعد حرب أكتوبر .
ومن جتها قالت القاصة أماني خليل: وداعاً مجيد طوبيا أول روائي اقرأ له رواية وأنا تقريبا في الثانية عشرة، وكانت رواية "ريم تصبغ شعرها" فاكرة أزاي الرواية بتتكلم عن تعقيدات علاقة بنت بأبوها ونظرته الدونية للمراة ثم تمردها عليه، وأزاي أثرت فيّ وانطبعت في وجداني. رحل صاحب تغريبة بني حتحوت انهارده، بعد إنتاج أدبي كبير كثير منه اتقدم للسينما وسهرات تلفزيونية. الله يرحمه.
