رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التجلى الأعظم فوق أرض السلام

أسابيع، شهور، أو قبل نهاية العام الجارى على الأكثر، سيفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المرحلة الأولى من مشروع «التجلى الأعظم فوق أرض السلام»، الذى وضعت وزارة الإسكان مخططًا متكاملًا له، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، ويتولى تنفيذه الجهاز المركزى للتعمير، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تحت إشراف ومتابعة لجنة وطنية عليا تضم وزارات البيئة والسياحة والآثار، وكل الجهات المعنية.

مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، فى محيط جبلىّ موسى وسانت كاترين، يحافظ على الطابع البيئى والبصرى للطبيعة البكر، ويضم ٥٨٠ وحدة سكنية وسياحية، ومسجدًا، وكنيسة، ومدرسة، وسوقًا تجارية و... و... وأكثر من ١٤ مشروعًا تربط المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب، ومن المتوقع، أو المنتظر، أن تجعلها مقصدًا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم. 

من حين لآخر، يتابع الرئيس الموقف التنفيذى للمشروع، ويوجه الاهتمام بجميع تفاصيله، اتساقًا مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر التى شرفها الله بالتجلى فيها، ولتقديمها للإنسانية والشعوب فى أنحاء العالم على النحو الأمثل، الذى يليق بها، تقديرًا لقيمتها الروحية الفريدة، ولتعظيم الاستفادة من مقوماتها السياحية.

فى جولة موسعة، أوائل ديسمبر الماضى، تفقد وزير الإسكان الأعمال الجارى تنفيذها. ومنتصف يناير، قام بعرض المستجدات على الرئيس، فى اجتماع حضره اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، والدكتور ماهر استينو، استشارى مشروع، وتكرر الشىء نفسه، فى فبراير، ومارس، وأمس الأول، الثلاثاء، فى اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووجّه الرئيس خلاله، بمواصلة العمل فى مختلف مشروعات وزارة الإسكان، والانتهاء منها وفق الجداول الزمنية المحددة، مع تطوير برامج التسويق وحزم التمويل الخاصة بالوحدات السكنية، بهدف إتاحة المزيد منها لجميع الشرائح من المواطنين.

مجددّا، اطلع الرئيس، خلال هذا الاجتماع، على مستجدات العمل فى مشروع «التجلى الأعظم»، وأشار إلى ضرورة توفير جميع الخدمات لزوار هذا المكان المتفرد على مستوى العالم مع الحفاظ على الطابع البيئى والبصرى للمكان، ومراعاة اعتبارات التنمية المستدامة، من خلال دراسة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، إلى جانب الاهتمام بالزراعات والمسطحات الخضراء والتنسيق الحضارى.

تأسيسًا على ذلك، ومع إنشاء «تيلفريك» للوصول إلى جبل موسى: جبل التجلى، الذى كلم الله فيه نبيّه، والجبال الشهيرة بالمنطقة، سيتم توفير سيارات كهربائية صغيرة، لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى دير سانت كاترين، إلى جانب وجود طريق للمشاة، وآخر للجمال، كوسيلة انتقال أساسية، وتنسيق مسار المشاة الرئيسى بوادى الأربعين، من مركز الزوار حتى مركز المدينة، وشبكات طرق للحركة الآلية وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والمرافق، وأعمال الوقاية من السيول. كما تشمل الأعمال معالجة مخرات السيول التى تم مراعاة مساراتها فى تصميم المخطط العام للمدينة، بحيث تصبح عنصرًا إيجابيًا ضمن شبكة المسارات، وتطوير منطقة البيوت البدوية، وإنشاء منطقة سكنية جديدة، لاستيعاب الكثافة السكنية المتوقعة بعد التنمية.

مشروعات التطوير تشمل، أيضًا، إنشاء النزل البيئى الجديد «امتداد» بمنطقة وادى الراحة، وفندق جبلى متكامل، وحديقة صحراوية بمحازاة سفح الجبل، تربط بين الاثنين: بين النُزل البيئى الجديد والفندق الجبلى، إضافة إلى ممشى «درب موسى»، الذى يحاكى المسار التاريخى للنبى موسى، عليه السلام، عبر وادى الراحة وصولًا لجبل التجلى، وتطوير منطقة «استراحة السادات»، وإنشاء ساحة السلام: ساحة للاحتفالات الخارجية، مبنى عرض متحفى متنوع، مسرح، قاعة مؤتمرات، غرف اجتماعات، ومبنى اجتماعى خاص بمركز الشباب، وتطوير مركز البلدة التراثية: تطوير المسجد القائم، تطوير المحال القائمة، وإضافة محال جديدة، وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية تراثية للمشاة فقط تناسب طابع المدينة.

..وتبقى الإشارة إلى أن مشروع التجلى الأعظم، وكل أعمال التطوير المتعلقة أو غير المتعلقة به، لم تقترب من حرم دير سانت كاترين، المسجل على قائمة التراث العالمى، كما لم تقترب أيضًا من حديقة الدير، وأشجارها النادرة وآبارها وعيونها التاريخية. فقط، جرى ترميم الجزء الغربى من مكتبة الدير، ثانى أهم مكتبة فى العالم، بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث قيمة مخطوطاتها.