وزير الأوقاف: رسالة الأنبياء جميعًا قامت على الأمانة
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في الحلقة الرابعة من برنامج "رؤية"، أن الإيمان يجب أن يُتَرجم في حياتنا إلى سلوك، وأن الصيام يجب أن يُقَّوِّمَ سلوكنا، فعندما طاف سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) بالبيت فقال له أحد الناس ما أسرع ما طفت يا ابن عمر، فقال: أنتم أكثر منّا طوافًا وصيامًا، ونحن خير منكم بصدق الحديث وأداء الأمانة، وإنجاز الوعد، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اضمَنوا لي سِتًّا من أنفسِكم أضمن لكم الجنَّةَ: اصدُقوا إذا حدَّثتم، وأوْفوا إذا وعدتم ، وأدُّوا إذا ائتُمِنتم، واحفَظو.
وأوضح وزير الأوقاف، أن الإيمان والأمن والأمانة من أصل واحد وهو الأمن، فلا أمن بلا إيمان، ولا إيمان بلا أمانة، وإذا ذهبت الأمانة حدث اضطرابٌ مجتمعيٌ كبيرٌ، وقلق أمّا الأمانة فتحقق الطمأنينة للجميع، حتى إن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنَكَ - ولو كان عدوًّا؟ ، ولو كان عدوَّا - أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنَكَ ولا تَخُنْ مَن خانَكَ".
وأشار إلى أن الأمانة جزء من إيماننا، ومن عقيدتنا، نؤديها للصديق، وللصاحب، وللعدو، حتى من خانك وجب عليك أن لا تقابل خيانته بخيانة ويقول سبحانه: "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ"، أَعلِمهُم بحل العهد الذي بينك وبينهم، لا يجوز للإنسان أن يخون الأمانة تحت أي شكل من الأشكال، أو ظرف من الظروف، أو موقف من المواقف، ورسالة الأنبياء جميعًا قامت على الأمانة، الأمانة سواء في رد الأمانات، الأمانة في الكلمة.
وأوضح وزير الأوقاف أن الأمانة إذا ذهبت ذهب الأمن المجتمعي وشك الناس بعضهم في بعض وارتاب بعضهم في بعض وحدثت القلاقل، نريد الأمانة، الأمانة في الأقوال، الأمانة في الأفعال، الأمانة في البيع، الأمانة في الشراء، الأمانة في الصَّنْعَة، الأمانة في العمل، فالصائم الذي يراقب الله (عز وجل) لا يمكن أن يكون خائنًا ولا يمكن أن يكون كذابًا، لأن عدم الأمانة من صفات المنافقين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ".