«ويُطعِمُون الطعام».. متطوعون فى «حياة كريمة» يوزعون وجبات إفطار للفقراء: سعادتنا لا توصف
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا».. آية كريمة سار على نهجها متطوعو المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الذين قرروا إعداد وجبات إفطار لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والمستحقين، خلال شهر رمضان المبارك.
وبادر هؤلاء المتطوعون بشراء الخضروات واللحوم وكل ما يلزم لإعداد هذه الوجبات، ثم بدأوا فى إعدادها مع أذان الفجر، بما يتضمنه ذلك من طهى وتسوية وتعبئة وتغليف فى أطباق مجهزة، وصولًا إلى توزيعها، قبل أذان المغرب، على الفقراء والمحتاجين داخل معظم أحياء محافظة الجيزة.
وتأتى هذه الجهود التطوعية بالتزامن مع مبادرة «وصل الخير»، التى أطلقتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لدعم القرى المستحقة بمليون كرتونة معبأة بالسلع والمواد الغذائية الرمضانية، لكن أعضاء المبادرة قرروا ألا يكتفوا بذلك، وبدأوا فى تنفيذ مبادرتهم الخاصة بتوزيع الوجبات.
«الدستور» التقت عددًا من أعضاء المبادرة الرئاسية، القائمين على توزيع الوجبات الرمضانية على المستحقين، للوقوف على سبب تنفيذهم تلك المبادرة، وكيف قضوا أول أيام رمضان فى توزيع الوجبات.
محمد السيد: استهدفنا الأرزقية.. والتجار «عملولنا خصم»
قال محمد السيد، متطوع فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بمحافظة الجيزة، إنه قرر هو وزملاؤه إعداد وجبات غذائية سريعة لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، لافتًا إلى أن الأمر كان شاقًا للغاية فى البداية، خاصة ما يتعلق بشراء الطعام، وتجهيزه.
وأضاف «السيد»: «نزلنا الأسواق المجاورة لنا، واشترينا اللحم الطازج والخضروات والأرز، وغيرها من المواد الغذائية التى نحتاجها لتجهيز الوجبات، وكان التجار يقدمونها لنا بخصومات، حتى يشاركونا الثواب فى إطعام الفقراء والمحتاجين».
وواصل: «بعد ذلك توجهنا إلى منزل أحد جيراننا، ونظفنا الخضروات وجهزناها للطهى، ثم بدأنا عملية الطهى، لمدة ساعتين متواصلتين، تلاها تجهيز الأطباق المصنوعة من (الفويل)، التى وضعنا فيها الوجبة ثم غلفناها بطريقة تحفظ الطعام». وأكمل: «بعد ذلك بدأنا فى إعداد العصير، وووضعناه فى زجاجات بلاستيكية، وقبل ساعتين من أذان المغرب توجهنا لتوزيع الوجبات على الفقراء والمساكين فى الشوارع، بسياراتنا الخاصة».
وشدد على أنه شعر بسعادة بالغة بعد توزيع الطعام على المستحقين، وكان لديه شعور مختلط بين الشفقة على هؤلاء المواطنين، والسعادة لتمكنه من إطعامهم»، متابعًا: «سعادتى كانت لا توصف وأنا وسط الأرزقية والمشردين والفقراء، أمد إليهم يد العون، فيقابلونى بدعاء جميل يدخل السعادة إلى نفسى». واختتم بأنه ممتن جدًا لعمله ضمن فريق المتطوعين فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى علمته العطاء، وساعدته على تغيير كل عاداته السيئة، وجعلت منه شخصًا إيجابيًا فى كل شىء.
شيماء أحمد:المبادرة علمتنى الشعور بالمحتاجين
أكدت شيماء أحمد، ٢٠ عامًا، الطالبة بجامعة حلوان، أن عملها التطوعى، خلال الفترة الماضية، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، جعلها تتعلم العطاء، وتبحث عن الطريقة المثلى لمساعدة المحتاجين.
وأوضحت أنها قضت أول أيام الشهر الكريم فى تجهيز الطعام للفقراء والمساكين، لما له من ثواب كبير عند الله، مناشدة كل المواطنين بأن يسهموا فى حملات الإطعام فى رمضان، ومساعدة المحتاجين.
وأعربت عن فخرها بكونها جزءًا من فريق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى علمتها العطاء والشعور بالفقراء والمحتاجين، موجهه الشكر للرئيس السيسى على تدشين تلك المبادرة المهمة، داعية الله عز وجل أن يثيبه عليها حسن الثواب. وتابعت: «دورى فى المبادرة كان تجهيز الخضروات وتنظيفها، وتقطيع اللحم، لخبرتى البسيطة فى الطهى».
مستفيدون:ساعدونا فى تخطى المحنة.. ودعمونا دون انتظار «شكر»
كشف عماد عبدالعال، العامل باليومية، عن أن إصابته بشرخ فى القدم اليسرى خلال عمله فى هدم جدار أحد المنازل أجلسته فى منزله لمدة تزيد على ٣ أشهر، حتى أنفق كل مدخراته، ومن ثم عجز عن توفير احتياجات أبنائه الأربعة.
وقال: «قبل رمضان واجهت هم توفير احتياجات أبنائى وأمهم فى الشهر الفضيل، وظللت أدعو الله أن يرزقنا من يساعدنا ويخرجنا من هذه المحنة، وقد كنت حسن الظن بالله موقنا أنه سيحقق رجائى، وفى أول أيام الشهر، فوجئت بمجموعة من الشباب التابعين للمبادرة الرئاسية يدقون على باب منزلى، وهم يحملون فى أيديهم كراتين بها الكثير من الطعام، وأعطوها لأبنائى ورحلوا سريعًا قبل أن أتمكن من شكرهم، وساعتها سجدت لله شكرا على فضله وكرمه».
وأكد أنه قرر التبرع لـ«حياة كريمة» فور عودته للعمل من جديد بجزء من دخله كما سيجعل أبناءه يتطوعون للعمل ضمن فرق المبادرة، مضيفًا: «لهم فى رقبتى دين ولازم أدفعه».
وتوجه بالشكر للشباب والقائمين على المبادرة، من الذين وفروا الطعام لأبنائه، لعملهم الدائم على دعم المستحقين، كما توجه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على تدشين هذه المبادرة العظيمة، التى دعمت الفقراء والمحتاجين بشكل كبير فى كل مكان بمصر.
من جهته، قال فرج عبدالحميد، عامل باليومية، إنه مع أذان المغرب فى أول أيام الشهر الكريم، شاهد سيارة تتوقف أمامه هو ومجموعة من رفاقه العمال، ونزل منها عدد من الشباب، وبدأوا فى توزيع علب معبأة بالطعام الساخن عليهم، ثم شاركوهم تناول الطعام.
وأضاف «عبدالحميد» أن الطعام كان مُعدًا فى المنزل وشهى جدًا، لافتًا إلى أنهم كانوا سعداء لأن هؤلاء الشباب شاركوهم تناول الطعام الذى وزعوه عليهم.
وأشار إلى أن هؤلاء الشباب منحوهم مشاعر أخوية، قائلًا: «لم نر فى عيونهم نظرة شفقة أو أى شىء من هذا القبيل»، موجهًا الشكر والتحية للرئيس عبدالفتاح السيسى على مجهوداته العظيمة والمحمودة فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». وتمنى إيجاد فرصة عمل تتناسب مع مهاراته، بحيث يؤمن لأولاده مستقبلًا يليق بهم، والحصول على كل سبل الدعم المتاحة المخصصة للفئات التى تعانى فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا. كما تمنى أن تتاح له الظروف لعلاج فتاته الصغيرة التى تعانى من مرض السكرى بالدم، وأن يقدم لها خدمة تعليمية تجعلها تتطور وتتقدم فى الدراسة.