رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بوابتنا الغربية


الحدود الغربية تسكنها مجموعة قبائل أولاد على، وهى قبيلة عريقة تمتد فى التاريخ، تتكون من أولاد على الأبيض والأحمر، وكل قبيلة من تلك القبائل تفرعت إلى عدة قبائل أخرى.

تمثل الحدود دوراً كبيراً من الأهمية، فى تحقيق الضبط الاجتماعى والأمنى، من خلال حماية المجتمع من عمليات التهريب، وضبط مثيرى الفتن، والقلاقل من عابرى الحدود، إلى جانب ما يقوم به نظام الحجر الصحى من منع انتشار الأوبئة، والأمراض المعدية من الانتشار إلى داخل الدولة.

حدود مصر الغربية، أو بوابتنا الغربية، هى المسافة الممتدة ما بين مصر وليبيا، وهى عبارة عن خط حدود يمتد لمسافة 1049 كم، ويمتد باستقامه كاملة جنوبا حتى نقطة الحدود الثلاثية لمسافة 804 كم ويبدو متعرجا من واحة سيوة إلى الشمال لمسافة 290 كم، وهذا الحد يجمع بين الحد الهندسى والحد الفلكى.

الحدود الغربية تسكنها مجموعة قبائل أولاد على، وهى قبيلة عريقة تمتد فى التاريخ، تتكون من أولاد على الأبيض والأحمر، وكل قبيلة من تلك القبائل تفرعت إلى عدة قبائل أخرى.

وتعتبر قبيلة أولاد على من كبرى القبائل وأقدمها، وتنتشر فى الصحراء الغربية لمصر، وهى من أكثر القبائل عدداً، وأوسعها انتشاراً، إلى جانب شهرتها فى مصر. وكان القذافى قد حاول أيام مجده، وفى نوبة هيامه بفكرة الوحدة العربية، فى منتصف السبعينيات، أعلن القذافى عن مسيرة ستتجه من القبائل الليبية، لفرض الوحدة الشاملة على مصر، وقامت قواته المسلحة بتحطيم بوابة الحدة الليبية، وأسرعت فى التقدم ناحية الحدود المصرية ، غير أن السادات، الذى كان يعتبرالقذافى مجنونا، حذره من اللعب بالحدود. وفى التسعينيات، حاول أن يشرك أبناء القبائل المصرية غرب مصر، فى الاحتفالات السنوية بعيد الفاتح من سبتمبر، من كل عام، فكان يرسل مئات الأتوبيسات لتنقلهم إلى هناك. والغريب أن حدودنا الغربية كانت مصدر قلق لنا من نواحى كثيرة. ومع ذلك فإنها كانت ولا تزال مدخلاً لمعظم المصريين الباحثين عن عمل فى ليبيا الشقيقة.

والحقيقة أن كثيرًا من المصريين يفضلون العمل فى ليبيا، بعيدًا عن القوانين الجائرة التى تشنها دول الخليج، ومنها الكفيل والتأشيرة والفيزا وتذاكر الطيران، وما يتطلبه العمل هناك من مهارات.

أما فى ليبيا، فكان كل شاب باحث عن عمل يجد عملا هناك يتناسب مع قدراته، وكان نظام العقيد القذافى لا يشترط تأشيرة مسبقة، فالديمقراطية الخاصة بالعقيد القذافى كانت لا تفرق بين العرب، واستطاعت أن تحصر المجتمع القبلى فى نطاق الفلكلور الشعبى، المحصور فى الزى والعادات والتقاليد. وعندما قامت ثورة الربيع العربى فى ليبيا انفجر الشعور القبلى، وتولت القبائل مهمة تسليح أنفسها لأجل القتال ضد القذافى، وساعدتها فرنسا وأمريكا ومنظمة حلف شمال الأطلنطى بضخ كميات من الأسلحة التقليدية بنوعيها، من أسلحة القتل وأسلحة التدمير، فضلا عن كميات هائلة من الذخائر والعيارات المتنوعة، وكل تلك الأسلحة تسللت عبر بوابتنا الغربية، وهى الآن تقتل أبناءنا فى سيناء، ثم امتدت إلى أبناء الوادى فى حرب إرهابية، سوف تنتهى بأقل الخسائر من المصريين، وأصبح السلاح فى إيدى الجميع فى مصر، وقد رصدت بعض أجهزة المخابرات معسكرات لتدريب بعض المجموعات الإرهابية فى مناطق الحدود.

■ خبير أمنى