رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دجاج طائفى


عندما كنت أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعى لفت انتباهى فيديو مصور لقناة العربية من العراق وتحديداً من مدينة الناصرية مع الصحفى العراقى شاكر عواد خلال جولته فى مزرعة لتسويق الدجاج، جالسا مع الدجاج معلنا أن الدجاج مقسوم إلى نصفين نصف سنى ونصف شيعى وهذه التقسيمة الطائفية حتى الذبح فى الدواجن.

دجاج يتبع انتماؤه المذهبية والطائفية حيث تتنافس الشركات التى تعاقدت مع الوقف الشيعى وديوان الوقف السنى لتسويق دجاج يتلاءم اسمه مع المنطقة التى يسوق بها الدجاج والاسم على الكيس يحمل علامة مختلفة، إذا فإن الدجاج المسوق إلى محافظة الأنبار السنية يختلف اسمه وشكل الغلاف عن الدجاج المسوق إلى محافظة كربلاء الشيعية وإذا كان الدجاج مسوقا إلى مناطق أخرى شيعية فيختلف اسمه حسب نفوذ الأحزاب المسيطرة على السوق الشيعى فى تلك المحافظات الموجهة للشيعة، لكن الجميع غافلون على أن الدجاج وإن اختلفت أسماؤه من مصدر واحد.

وعندما قام المراسل الصحفى بعمل لقاءات مع المواطنين اعتقد البعض أن الدجاج تشرف عليه الحوزة العلمية الشيعية واعتقد البعض أن الدجاج السنى يقوم بالإشراف عليه الوقف السنى وكانت بعض ردود المواطنين مضحكة لدرجة أن شخصا قال «هم حيضحكوا علينا نفس الدجاج مصدره واحد برجلين اثنين وبتكاكى زى كل الدجاج الموجود بالعالم».

بعبارة أخرى فإن ائتلاف دولة القانون ومعظم الائتلافات الشيعية يأكلون دجاجاً يختلف عن الذى يأكله نواب كتلة الأحرار الصدرية إحدى مكونات الأئتلاف نفسه الذى يشجع دجاجا آخر، تنفرد مدينة الكاظمية فى تسويقه أما القائمة العراقية والتوافق ووحدة العراق فيأكلون دجاجا يختلف فى الاسم ولون الكيس عن الذى تأكله الائتلافات الشيعية الأخرى.وبحسب مصادر برلمانية فإن التحالف الكردستانى فى البرلمان سيقرر طرح موضوع الدجاج فى جلساته البرلمانية الكردستانية ليقر بنوع الدجاج الذى يستحوذ على ثقة الكتلة الكردستانية فى البرلمان، فالكتلتان الكرديتان مختلفتان على أى نوع دجاج يحوز ثقتهم.هؤلاء هم من يحكمون العراق ويقررون مصيره الداخلى والخارجى، هؤلاء من أتى بهم الاحتلال ليطبقوا الديمقراطية الأمريكية، هؤلاء من بأيديهم مسئولية ومقدرات الشعب العراقى ونترك التعليق للقارئ

■ كاتب عراقى