في اليوم العالمي.. قصة أول مسرح مسرحي بمصر
تحل اليوم ذكرى اليوم العالمي للمسرح الذي يحتفل به المصريين، في 27 مارس من كل عام، حيثُ يُعد احتفالا راسميًا لإعادة إحياء ذكرى المسرح القومي بالقاهرة، والذي يُعد من أقدم المسارح المصرية التي افتتحها الخديوي اسماعيل.
ويعود اليوم العالمي للمسرح لسنة 1961 ميلادي، حين اقترح المؤتمر العالمي للمعهد الدولي للمسرح في فيينا، بتحديد 27 مارس ليكون احتفالاً باليوم العالمي للمسرح، بعد تقديمه العديد من الأعمال المسرحية.
ويُعتبر المسرح القومي هو أول المسارح التي بُنيت بالقاهرة، وأمر بتأسيسه الخديوي إسماعيل عام 1869، بمنطقة الأزبكية، وأصبح من أهم العلامات الثقافية المصرية منذُ افتتاحه في الخمسينات.
يرجع تاريخ منطقة الأزبكية إلى القرن الخامس عشر، لذا تُعتبر من المناطق الأثرية المملوكية التي كانت مقرًا لقصور الأغنياء والحكماء، حيث استمرّ المسرح القومي في عروضه الثقافية، حتى مجيء الحملة الفرنسية في القرن الثامن عشر، وقام زعيمها نابليون بونابرت بإنشاء مسرح للترفيه عن جنوده، حين شاهد لاعبي خيال الظل يقدمون فنونهم حول البحيرة.
ظلَّ المسرح القومي يقدم عروضه المسرحية، بعد رحيل نابليون وجنوده من مصر، وجاء زعيم مصر محمد علي باشا، وقام بتحويل الحديقة التي كان يشرف عليها المسرح، إلى حديقة عامة، ساهمت في توقف عروض المسرح.
ثُمَّ بعد ذلك قام الخديوي إسماعيل بإنشاء مبنى في الطرف الجنوبي لحديقة الأزبكية، أطلق عليها اسم المسرح الكوميدي الفرنسي "الكوميدي فرانسيز"، ضمن تجهيزات افتتاح قناة السويس عام 1869، وعاد للمسرح هيبته من جديد.
قدم المسرح القومي خلال تلك السنوات العديد من العروض المسرحية، وفي عام 1885 تغير شكله واسمه، فأصبح "تياترو الأزبكية"، ويُعتبر أول مسرح مصري افتتحه أبو خليل القباني بعروضه الخاصة عام 1891، وقدم بعده فرقة اسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي، في ذات العام.
وفى عام 1905 حين تصاعدت المطالبات بخروج الاحتلال الانجليزي من مصر، قام سلامة حجازي وفرقته بافتتاح الموسم على "المسرح الوطني" التي تزايدت الدعوة لإنشائه، في ذلك الوقت، وقد كان في عام 1921، حيث أصبح المسرح القومي (تياترو الأزبكية) يقدم أربع مسرحيات يومية.
وفي عام 1935، أُنشت "الفرقة القومية المصرية" وتولي ادارتها الشاعر خليل مطران، وتوالت بتقديم العروض المسرحية، إلى أن انحلّت في عام 1942، لمناهضتها الاحتلال الانجليزي.
وبقيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تحول اسمه إلى المسرح القومي المصري، وشهد عروض لأهم فرقتين عزما على تقديم الجمال على خشباته، وهما الفرقة القومية المصرية وفرقة المسرح المصري الحديث.
يعود من جديد
وعاد المسرح القومي مرةً أخرى بانتفاضة ذهبية، وقدّم عليه مبدعو الفن في تلك المرحلة وهم: " يوسف إدريس، سعد أردش، نبيل الألفي، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، ألفريد فرج، لطفي الخولى، عبد الرحيم الزرقاني، كرم مطاوع، سميحة أيوب، عبد الله غيث، حمدى غيث، شفيق نور الدين، حمدي أحمد"، وغيرهم.
ويظلّ المسرح القومي مستمرًا في تقديم عروضه المسرحية المُميَّزة، التي لا تنطفأ أضوائه منذُ أن أصبح ركيزةً أساسية في عالم المسارح المصرية، والتي شهدت خشباته العديد من المشاهد الكوميدية وسينمائية المسرحية.