رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثورة الياسمين وبرجماتية «النهضة».. هكذا سقط الإخوان فى تونس

جريدة الدستور

سعى المشروع الإخواني في تونس تحت مظلة حركة النهضة كثيرا للتبرؤ كونه جزءا أصيلا من جماعة الإخوان الارهابية، غير أن ممارساته على مدار العقود الماضية كشفت عدم انفصاله عن التنظيم.

ورغم منح الشعب التونسي للحركة فرصة طويلة لإثبات أنها تلعب دورًا مغايرًا، جاءت الأزمات الاقتصادية لتفجر محطات طويلة من الفساد والدمار الذي قام بها الإخوان هناك تحت مظلة التيار الديني المتوسط – كما يدعوا-.


◄ برجماتية الإخوان

وانكشفت برجماتية النهضة واستغلالها لثورة الياسمين في عام 2011، بعدما سارعوا في البحث عن مكاسبهم.

وتجاهل حزب النهضة إدانة سقوط مئات القتلى الذين في الثورة التونسية، حيث سقط حوالي 400 قتيل وأكثر من 2100 مصاب، طبقًا لوكالة فرانس برس، وعندما فازت الحركة بـ 89 مقعدًا في الانتخابات، التي أجريت في مارس 2011، سارعت بتشكيل حكومة ترأسها حمادي الجبالي، الرجل الثاني في الحركة.


◄ التورط في اغتيال "بلعيد"

ومن أبرز السقطات التي وقعت بها حركة النهضة الإخوانية، وتسببت في نفاذ صبر الشعب التونسي، عدم تبرئها من اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في تونس العاصمة، في السادس من فبراير 2013.

وجاء ذلك رغم تحالف الحركة مع القيادي اليساري منصف المرزوقي وتوليه رئاسة البلاد، وكذلك الحال مع المعارض القومي اليساري، والنائب في البرلمان محمد البراهمي من القرب من العاصمة في 25 يوليو 2013، رغم تبني جماعات إرهابية تابعة لها تبنيها لهذين الاغتيالين.


◄ النهضة وداعش

وكان من بين الأخطاء القاتلة، التي كشف عنها النقاب هو المشروع الإخواني الكبير في تولي الحكم في جميع البلدان العربية والإسلامية، حيث غضت الحركة الطرف عن سفر آلاف من التونسيين للقتال في سوريا والانضمام لتنظيم "داعش" الإرهابي، بل ساعدتهم وعملت على تيسير حركتهم.

وعندما اعتمد البرلمان ثاني دستور للجمهورية التونسية في 26 يناير 2014، وتم تشكيل حكومة تكنوقراط، انسحبت الحركة من تشكيل الحكومة ورفضت مشاركة باقي مكونات الشعب التونسي.

كما غضت حركة النهضة الطرف عن اعتداءات نسبت إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في 2015، حيث قتل في 18 مارس من نفس العام، 21 سائحًا أجنبيًا وشرطيًا تونسيًا في اعتداء على متحف "باردو" في العاصمة، ثم قتل 38 قتيلا في 26 يونيو في اعتداء على فندق قرب مدينة "سوسة" وفي 24 نوفمبر، استهدف هجوم إرهابي الحرس الرئاسي ما أسفر عن 12 قتيلا.

وتوالت اعتداءات الحركات المسلحة التابعة لحركة النهضة، حيث هاجم عشرات التكفيريين منشآت أمنية في بنقردان في مارس 2016؛ مما أدى إلى مقتل 13 عنصرًا من قوات الأمن وسبعة مدنيين والقضاء على عشرات المسلحين المتطرفين.

وفي ظل سيطرة حركة النهضة على الحكم، زادت قسوة الأزمات الاقتصادية والأمنية ولم يجد الشعب التونسي بادرة أمل في تحسن الأوضاع، فبدأت الاحتجاجات تتوالى.

كما أثار دفاع حركة النهضة عن 3 وزراء، اتهمهم الرئيس قيس سعيد بالفساد، ورفض المصادقة عليهم، العديد من التساؤلات حول موقف الحركة من مكافحة الفساد.