رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوضع فى غاية الخطورة».. معلمون أفغان لـ«أمان»: طالبان تجتاح المدن وتهدد طلاب المدارس (خاص)

طالبان
طالبان

بقلق شديد وكلمات ممتعضة عبّرت مديرة إحدى المدارس الأجنبية في أفغانستان، عبر صفحتها الشخصية على "تويتر"، عن مخاوفها بعد تلقيها تهديدات من حركة طالبان بإغلاق أبواب المدرسة ومنع الاختلاط في المدارس، ومنع توافد الفتيات للتعليم بمفردهن وارتدائهن زيا مدرسيا ملفتا ومشبوها- حسب قولها.

وتابعت خاليقار، مديرة مدرسة أفغاني شاريكاري، في عدة تغريدات، أنها تلقت رسائل تهديد مباشرة وتوجهت برسالة رسمية إلى وزارة التعليم الأفغانية التي لم تعطها إجابة واضحة وحاسمة.

وقالت إنها تسير كل يوم نحو المدرسة بتخوف شديد من أن يتم اغتيالها، بالإضافة إلى أن كثيرا من الفتيات توقفن عن الحضور لصفوفهن والحضور للمدرسة.

من ناحيته، علق الصحفي والمعلم الأفغاني روح الأمين، لـ"أمان"، حول الأمر قائلا: "إن طالبان أصبحت تسيطر على مناطق عديدة واغتالت وقتلت الكثير من قوات الأمن الأفغانية والصحفيين والمترجمين وغيرهم ممن يعملون بالمؤسسات التابعة للإدارة الرسمية في كابول".

وتابع روح الأمين: "إذا عادت طالبان وفرضت حكمها المظلم بوقف التعليم ومنع الفتيات من الدراسة ومنع الفن والإعلام وكل شيء لا يسير حسب أهوائهم ستحدث أزمة كبيرة جدا في أفغانستان".

وأكد روح الأمين أن كثيرا من زملائه يسعون الآن للهجرة إلى طاجكيستان أو باكستان أو الصين أو كازخستان وإيران، موضحا أنه شاهد منذ 3 أيام أحد جيرانه يهرب هو وأسرته بأمتعتهم، وقال له جاره إنه سيذهب إلى طاجيكستان.

وأكمل: "الوضع بأفغانستان غاية في الخطورة، الجميع ينتظر نهايته في أي لحظة.. جميع المؤسسات والتنظيمات والمهن في حالة ترقب وخوف"، لافتا إلى أن وجود الحكم في أيدي طالبان سيكون نهاية لسلام وأمان وآمال وأحلام آلاف الفتيات والموهوبين والأحرار.

وتابع أن طالبان قالت إنها لن تقوم بإيذاء أحد، ولكن حتى الآن وصلت للجميع تهديدات بالتوقف أو الإغلاق أو الهرب من القصاص.

وأوضح أن جميع الجهات الأجنبية في أفغانستان الآن تسعى للرحيل، وستكون بلادنا دولة غير متصلة بالعالم، الأمر يبدو كما فعلت داعش في سوريا والعراق بل أشد أسفا بسبب انضمام الكثيرين لطالبان تحت مسمى الجهاد والمقاومة ضد القوات الأجنبية.

وشرح أن الناس في القرى والمحافظات يعتبرون طالبان حركة مقاومة شعبية ضد الاحتلال، وأنها سبب في رحيل الاحتلال السوفيتي وأيضا الأمريكي والناتو، لذا يلتفون حولها، ومن جهة أخرى من يعون الحقيقة غير قادرين على المواجهة مع قوات الجيش الأفغاني، فهم ليسوا بنفس القدر من الجهل للنزول للحرب وقتل مواطنين حملوا السلاح وعقولهم لا تدرك الواقع البائس القادم على أفغانستان.

وختم قائلا إنه يسعى الآن للذهاب إلى باكستان أو المملكة العربية السعودية بحثا عن عمل كمعلم لتعليم الأطفال اللغة العربية والأردو والباتشو والإنجليزية، وإن أسرته رحلت إلى باكستان منذ شهر بالفعل وقاموا ببيع منزلهم في ولاية ميمنه.

يذكر أنه مع اقتراب القوات الأمريكية من الانسحاب وسيطرة طالبان على ثلثي المدن في أفغانستان يشعر آلاف المواطنين بالهلع والخوف بسبب توجهات الحركة الجهادية واتباعها- حسب التقارير العالمية ومنظمات حقوق الإنسان- أساليب غير آدمية ومتطرفة تقتص من حقوق الآخرين وحريتهم.