رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ينشر عنهم للمرة الأولى.. "أمان" يحاور "صائدى داعش" الباحثين عن أخطر الإرهابيين لتصفيتهم

صائدوا الدواعش -
صائدوا الدواعش - صورة من المصدر

«شعارهم مميز يرتديه مسلحون مدججون بالسلاح، أجسادهم ذات مظهر عسكرى رياضى تعرفهم بفضل علامتهم المميزه على أكتافهم من دائرة سوداء بداخلها رسمة لجمجمة يقسمها من المنتصف خط أحمر يشير إلى سرعة طلقات الرصاص المتوجه نحو الهدف والتى تقسم الرأس إلى نصفين».

لم يكن ذلك مشهدًا لفيلم سينمائى، ولكنهم مجموعة مسلحة ظهرت مجموعاتها مؤخرًا بهدف انتشال والقضاء على كافة عناصر داعش المختبئين بداخل سوريا بعد سقوط التنظيم الإرهابى مؤخرًا ومقتل قائده أبوبكر البغدادى، ما دفع البعض لإنشاء شركة تحت مسمى «الصياد الأمنية» التى تختار مجنديها وعناصرها بتفاصيل لياقة وذكاء محددتين يتم اختبارهم فيها ليصبحوا قادرين على أن ينضموا لصيادى داعش كمحاربين أقوياء قادرين على مواجهة فلول الإهارب.


«أمان» تواصل معهم وسأل عن كل شىء يخصهم، لمن يتبعون؟ ما تسليحهم؟ ما هو مقابل ما يفعلونه من صيد الدواعش؟ وكيف يتدربون؟ وأهم المواقف الخاصة بهم فى هذا السياق.

فى البداية، تحدث سامى داود عليم، أحد سكان حماة فى سوريا وهو أحد أفراد صيادى الدواعش هناك الذى وصلنا له عبر أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعى، وقال إن الرجال السوريين يتطوعون للعمل لدى صيادى داعش بوتيرة سريعة بهدف محاربة الخلاية المتطرفة فى سوريا والقضاء عليها.

داود أضاف لـ«أمان» أن الشركة لا تعمل فى الميدان فقط بل هى شركة أمنية فى المرتبة الأولى ووظيفتها هى حماية آبار النفط والأماكن الحيوية الهامة لصد أى محاولات إرهابية للسيطرة على هذه المناطق مرة أخرى كما حدث سابقًا من قبل تنظيم داعش.

وأوضح داود أن المتقدمين المختارين يتم تدريبهم مباشرة من قبل موظفى إحدى المجموعات الأجنبية ويتم تعليمهم فنون القتال والمواجهة والدفاع بهدف حماية خيرات سوريا من أى دخيل أو متطرف، مشيرًا إلى أن «الصياد» توسع عملياتها فى معظم مناطق سيطرة النظام فى سوريا حيث قامت مؤخرًا بعمليات تجنيد فى محافظة السويداء جنوب غرب البلاد، موضحًا أنه تم فى السويداء تجنيد مئات السوريين للقتال وحماية الوطن.

وتابع داود أنه يتم نقل المجندين الجدد إلى قاعدة حميميم فى مدينة اللاذقية، حيث شاركوا فى دورة تدريبية عسكرية قصيرة لبضعة أيام فقط وبعدها يتم توجيههم إلى الخطوط الأمامية.

وحسب أحد عناصر شركة الصياد طلب عدم ذكر اسمه قال لـ«أمان» إنه تطوع فى الشركة لمحاربة داعش بعدما قاموا باختطاف ابنته وشقيقته من منزله فى حمص، وأوضح أنه تطوع بشكل رسمى فى شركة أمن وليس كمسلح مرتزق لمحاولة استئصال كافة السموم التى تم زرعها فى سوريا وتسببت فى الصراع بين السوريين، وأكد أن الشركة مصرح بها بشكل قانوين بمرسوم من الرئيس السورى بشار الأسد بقانون تشريعى برقم 55 لعام 2013

وأوضح لـ«أمان» أن شركة «الصياد لخدمات الحراسة والحماية» التى تدير صائدى داعش وتنتشر فى مناطق متفرقة من البادية الشرقية السورية (البادية) ودير الزور وحماة وريف دمشق تنتشر فى المناطق التى قد يتواجد بها مخابئ للإرهابيين ووظيفتهم البحث عن هؤلاء لإزالة أى محاولات لهم للعودة مرة أخرى وإعادة هيكلة تنظيمهم، لذا تمت تسميتهم بصيادى داعش.

وتابع أن «الصياد الأمنية» تسعى فى المقام الأول لحماية الاستثمارات والمناطق السورية المهمة الخاصة بصناعة النفط والغاز والفوسفات ولحراسة الطرق المؤدية إلى هذه المنشآت.

وقال الناشط الإعلامى فى دير الزور جميل العبدى لـ«أمان» إن «صيادى داعش ظهروا لأول مرة فى معركة الغوطة بريف دمشق ومنطقة عقيربات وريف دير الزور وبعدها مرة أخرى فى صحراء تدمر، بالإضافة إلى أن صيادى داعش ظهروا مؤخرًا فى ريف حماة وحمص، مشيرًا إلى أن التنظيم نما حجمًا حيث تم نشر ما لا يقل عن 5000 عنصر فى مناطق نائية نسبيًا، حيث توجد مناجم الفوسفات وحقول الغاز والنفط، لحمايتها من محاولات سيطرة الجماعات الإرهابية عليها مرة أخرى.

وقال إن شركة الصياد المعروفة باسم «صيادو داعش» قد تأسست فى البداية وتم دعمها وتمويلها وتدريبها عبر الأجانب بمحافظة اللاذقية لمحاربة تنظيم داعش فى الصحراء السورية، وتم ترخيصها كشركة أمنية خاصة فى مارس عام 2017، لتنقل تدريبها لاحقًا وتتوسع بعد انضمامها لمجموعة فاجنر التى تتولى مصاريفها وتدريباتها وتسليحها.

وأشار أن مقر شركة الصياد يقع فى مدينة حماة فى السقيلبية، ويديرها فواز ميخائيل جرجس الذى تم تكريمها من قبل الرئيس فلاديمير بوتين كرم بميدالية فى عام 2018 تقديرًا لخدماته وتضحياته من أجل وطنه الأم.