رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهاية إرهابي.. من هو محمد ميلود القيادي الداعشي الذي اعتقله الجيش الليبي؟

جانب من العملية
جانب من العملية

أعلن الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، القبض على القيادي بتنظيم داعش الإرهابي المدعو محمد ميلود محمد، والمعروف باسم "أبوعمر"، عبر عملية أمنية عسكرية في مدينة أوباري جنوبي البلاد لملاحقة فلول التنظيم.

يعتبر محمد ميلود المعروف بـ"أبوعمر" من أبرز قيادات تنظيم داعش الإرهابي في سرت وقت سيطرته على المدينة عام 2015 والخاضعة الآن لسيطرة الجيش بعد طرد التنظيم منها، وهي تمثل مركزا استراتيجيا اقتصاديا نظرا لوجود موانئ وحقول نفط بها، وهو ما استغله ميلود في اتخاذها نقطة لشن عمليات على منطقة الهلال النفطي الليبي والتي تنتج أكثر من 70% من إنتاج ليبيا من النفط.

وخلال إحدى عملياته للهجوم على الهلال النفطي أصيب محمد ميلود ونقل للعلاج إلى مدينة الجفرة، لكنه عاد مجددا إلى سرت واستمر في الصعود بقيادة داعش حتى أصبح من أشد المقربين لأمير التنظيم في ليبيا "أبومعاذ العراقي" الذي قتل على يد الجيش في مدينة سبها في سبتمبر 2020، كما قتل معه قادة من داعش بعدما أصبح أبومعاذ ليس والي تنظيم داعش على ليبيا فقط وإنما واليا على عموم منطقة شمال إفريقيا وكان مرشحا لشغل هذا المكان.

ومع اندحار داعش في سرت توجه ميلود نحو جنوبي البلاد مستغلا حالة الفوضى الأمنية ليتخذ من مدينة أوباري نقطة جديدة له، ونجح في تشكيل خلايا إرهابية وعقد عدة لقاءات مع أبومعاذ العراقي قبل مقتله، والتنسيق مع باقي قيادات التنظيم، أمثال مهدي دنقو أبوالبركات وأبوالوليد الصحراوي، آمر داعش في مالي والنيجر، لخلق شبكة علاقات إقليمة أقوى مع فروع التنظيم بدول الجوار الليبي للحصول على دعم منها بعد تقطع سبل الدعم بهم من الناحية الشرقية، حيث قضت مصر على التنظيمات والخلايا بهذه المنطقة، والذي كان يتخذ من مدينة درنة منطلقا له، كما فشل "أبوعمر" في الوصول إلى الشمال والوسط الليبي ليستقر في الجنوب حتى ألقي القبض عليه.

مثلت منطقة أوباري نقطة قوية لمحمد ميلود، لأنها تمتد على سلسلة جبال وعرة، وهو ما تعتمد عليه التنظيمات الإرهابية لصعوبة دخول القوات إليها أو إخضاعها للمراقبة، كما تتيح مثل هذه التضاريس للعناصر الإرهابية في حال تعرضهم لهجوم مفاجئى، الدفاع والهروب.

وخلافا للخصائص الجغرافية الملائمة لتمركز خلية داعش بقياد أبوعمر في أوباري، تحفظ هذه المدينة السيطرة على خط مواصلات مع دول المغرب العربي، وكذلك دول الجوار الإفريقي لحصول على السلاح والمقاتلين بشكل أساسي، حيث ينتشر داعش في مالي والنيجر ونيجيريا معقل جماعة "بوكو حرام" أحد أكبر فروع داعش بالقارة السمراء.