رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عامٌ على اغتيال قاسم سليماني.. هل تنتقم إيران في 2021؟

قاسم سليماني
قاسم سليماني

عام مرّ على اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، خلال وجوده في العراق، فجر يوم 3 يناير 2020، بغارة جوية شنها سلاح الجو في الجيش الأمريكي، عبر طائرة دون طيار.

في الساعات الأولى لليلة 3 يناير الماضي، اندلعت انفجارات شديدة في المناطق المحيطة بمطار بغداد الدولي، تبعها تحليق مكثف للطيران، وبدأ معها الحديث عن مقتل مسئولين من حزب الحشد الشعبي العراقي، وعدد من «الضيوف».

مرت ساعات قليلة، تأرجحت خلالها المعلومات الواردة لوسائل الإعلام عن هوية الضيوف الذين طالتهم الصواريخ، ليستيقظ العالم، حوالي الساعة الرابعة وأربعين دقيقة فجر اليوم الثالث لعام 2020، على تأكيد إيران نبأ اغتيال سليماني في غارة أمريكية، الذي كان ضيفًا على بغداد.

وبعد خمس ليالٍ، تحديدًا منتصف ليل 8 يناير 2020، شن الحرس الثوري الإيراني هجومًا صاروخيًا «10 صواريخ أرض أرض» ضد قواعد أمريكية موجودة داخل العراق، منها قاعدة في مدينة أربيل، وقاعدة أخرى في الأنبار، كرد أولي على اغتيال سليماني.

وتعد إسرائيل، منذ تلك الفترة، هي الجهة الأكثر قلقًا من الرد الإيراني على عملية اغتيال سليماني، خاصة أنها شاركت استخباراتيا، بمشاركة معلومات عن تنقلات قاسم في ظل تعاونها الوثيق مع أمريكا.

وأعلنت تل أبيب، فور عملية اغتيال سليماني، استنفارًا أمنيًا ورفع حالة التأهب للقصوى بين صفوف الجيش الإسرائيلي، كما منعت الإسرائيليين من الوصول إلى منطقة «جبل الشيخ» الموجودة على الحدود مع سوريا ولبنان، وأصدرت تحذيراتها لبعثاتها في الخارج، خشية أن تنفذ إيران هجوما ضدهما في أي مستوى منهم.

ولعل ما جعل المواجهة مفتوحة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، هي تلك التأكيدات الرسمية من إيران، عبر مسئوليها، بأن عملية الرد على اغتيال سليماني لم تنتهِ بعد، وأن طهران سترد بشكل كامل في الوقت الذي تراه هي مناسبًا، بالإضافة إلى اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، داخل طهران، أواخر شهر نوفمبر الماضي.

إيران تتهم دولتين في اغتيال سليماني
في 30 ديسمبر الماضي، كشف حسين أمير عبداللهيان، مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشئون الدولية، عن أن التحقيقات مستمرة حول ملابسات اغتيال سليماني في العراق، وأن هناك دولتين متورطتين بشكل رئيسي في تلك العملية.

وأوضح عبداللهيان أن تلك التحقيقات تمكنت من التوصل إلى البلد الذي كان داخله غرفة العمليات العسكرية لتنفيذ عملية الاغتيال، وأن بلد بعينه هي من منح واشنطن المعلومات عن وصول سليماني إلى بغداد.

ورفض مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشئون الدولية الكشف عن هوية الدولتين اللتين توصلت إليهما التحقيقات، قائلا إن القضاء في طهران سيعلن عنهما بعد الانتهاء من جميع الإجراءات اللازمة، ومن ثم إعلان نتائج التحقيقات.

تهديدات إيرانية بالانتقام لاغتيال سليماني
ومثّل توقيت إعلان مساعد رئيس البرلمان الإيراني عن الوصول إلى الدولتين المتورطتين في اغتيال سليماني عاملا هاما في التهديدات الأمنية التي تشكلها إيران ضد إسرائيل وأمريكا، فلا يمكن للأخيرتين إغفال أن تصريحات عبداللهيان جاءت قبل ثلاثة أيام فقط من الذكرى الأولى للحادث.

ولم يمر سوى يومين على ما قاله مساعد رئيس البرلمان الإيراني، ليحذر إسماعيل قآني، القائد الحالي لفيلق القدس الإيراني، الجمعة الماضي، من أن الرد على اغتيال سليماني من الممكن أن ينطلق من داخل الولايات المتحدة نفسها.

وقال قآني، خلال مراسم الذكرى الأولى لاغتيال سليماني، إنه يجب على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحذر من الرد الإيراني على اغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، مؤكدًا أن عملية الرد قد تكون على الأراضي الأمريكية.

إسرائيل تتأهب لهجوم انتقامي إيراني
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحتمال أن تشن إيران هجوما ضد تل أبيب عبر دول «الدائرة الثانية»، وتحديدا اليمن والعراق، وهما الدولتان الأقرب جغرافيا لإسرائيل ولكن ليس لهما حدود مباشرة مثل سوريا ولبنان.

وتقول تقديرات الجيش الإسرائيلي إن إيران تعمل على استغلال ميليشياتها في بغداد وصنعاء لشن هجوم ضد إسرائيل ردا على عملية اغتيال قاسم سليماني، في نفس التوقيت خلال العام الماضي، حسبما نشرت هيئة البث الإسرائيلية «كان».

وشهد الأسبوع الماضي عدة مباحثات واجتماعات أمنية إسرائيلية لمناقشة كيفية التصدي لأي هجوم إيراني محتمل، خاصةً أن السيناريوهات تشير إلى أن طهران وميليشياتها ستستخدم طائرات دون طيار، وصواريخ، وغيرها من الأسلحة التي يمكنها الوصول لتل أبيب.

ولم يستبعد المسئولون الإسرائيليون أن تشن إيران هجوما ضد مدينة «إيلات» عبر البحر الأحمر، وأن يكون ذلك خلال الساعات القليلة المقبلة، أو غدًا الأحد، رغم أن ذلك قد يعرضهم لخطأ بإلحاق ضرر بالأردن، لكنهم، في الوقت ذاته، أكدوا أن منظومات الدفاع الجوي والصاروخي لدى الجيش الإسرائيلي متأهبة لإحباط مثل تلك الهجمات.

أمريكا تحذر من الانتقام لاغتيال سليماني
فيما كشفت التقارير الاستخباراتية الأمريكية عن أن إيران تخطط لتنفيذ عملية انتقامية ضد الولايات المتحدة ردا على عملية اغتيال سليماني، موضحةً أن طهران تعمل على شن هجمات ضد الجيش الأمريكي، وكذلك المصالح الأمريكية في دول منطقة الخليج العربي.

وأكد مسئول عسكري أمريكي كبير أن هناك معلومات تم الحصول عليها من إيران بأن الأخيرة تخطط لشن هجمات دقيقة ضد مصالح أمريكية، وتم إرسال تحذيرات إليها من تنفيذ مثل تلك الهجمات، قائلا: "هناك تخطيط على الأرض يتم لتوجيه ضربات حادة للمصالح الأمريكية داخل العراق، وأن إيران هي من تساعد في تنفيذها".

ولم يستبعد ذلك المسئول العسكري الأمريكي أن تشن إيران هجماتها الانتقامية ضد مواطنين أمريكيين داخل دول الشرق الأوسط، أو توجيه ضربات قوية إلى السفارة الأمريكية في بغداد، مشيرًا إلى أن طهران قد تعتمد على أسلحة مثل الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، أو الصواريخ المجنحة والـ«كروز»، بجانب استخدام الطائرات دون طيار.