رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مُبشر الجماعة الإرهابية».. أبرز محطات «الندوي» مع الإخوان

أبو الحسن الندوي
أبو الحسن الندوي

«علي أبو الحسن بن عبد الحي بن فخر الدين الحسني»، داعية هندي يلقب أيضا بـ«أبو الحسن الندوي» ولد في 5 ديسمبر عام 1913 لأبوين متدينين وتوفي في 31 ديسمبر عام 1999 بعد 86 عاما من التأييد والدعم للإخوان.

يتقارب فكر «الندوي» كثيرًا مع فكر سيد قطب وهو صاحب مصطلح «الأدب الإسلامي» الذي استخدمه سيد قطب فيما بعد بجريدة الإخوان المسلمين تحت عنوان منهج الأدب عام 1952.

ولتقديم فكرته على نطاق أوسع عقد العناصر الإخوانية عدة مؤتمرات حول الأدب الإسلامي في كلية دار العلوم عام 1981 والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1982 وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1985م للتأكيد على تبن هذه الفكرة بشكل كامل.

لم يكل ولا يمل المفكر الإسلامي الهندي عن إظهار دعمه للإخوان المسلمين في بأكثر من طريقة، فقد أرسل لهم «الندوي» رسالة مواسية وداعمة لهم تحمل الكثير من الاستبشار العظيم لهذه الجماعة إبان القرار المصري بحلها.

وقال عنه محمد الغزالي (تلميذ حسن البنا): «ونحن إذ نشكر الله سبحانه على ما أتاح لنا من خير عندما ساق لنا الأستاذ أبا الحسن، فإنا نعاهده علنًا بأن نظل ما حيينا أبناء برره للقرآن الكريم وجنودا مهرة في تنفيذ أوامره وبلوغ أهدافه».

كما ألف له يوسف القرضاوي كتابًا باسم (أبو الحسن الندوي كما عرفته).

الإعجاب الشديد بحسن البنا ثم الاستنكار الشديد لشخصيته

ذهب «الندوي» إلى الحجاز أكثر من مرة لإنشاء علاقات مع بعض مشايخ الدين هناك الذي لمس عندهم نزعة إسلامية إخوانية. وسمع منهم عن حسن البنا الذي اعتبروه منقذهم من الإلحاد واليأس من مستقبل الدين الإسلامي.

شعر «الندوي» بعد سماع هذا الكلام بالرغبة الملحة للتعرف على حسن البنا وتاريخ دعوته، لذلك عندما التقى بالجماعة الإرهابية في مصر من بينهم يوسف القرضاوي لأول مرة أوائل عام 1951م حرص على معرفة كافة المعلومات التي يعرفها الجماعة الإرهابية عن حسن البنا.

وقال بعد ذلك عن حسن البنا: «لقد فاتني أن أسعد بلقائه في مصر وفي غير مصر، فقد كان العام الأول الذي كتب الله لي فيه الحج والزيارة، وخرجت من الهند لأول مرة، هو عام 1947، وهو العام الذي تغيّب فيه (البنا) عن الحجاز ولم يغادر مصر... بيد أني قابلت بعض تلاميذه ودعاته، فلمست فيهم آثار القائد العظيم والمربي الجليل، فلمّا قدِّر لي أن أزور مصر سنة 1951، كانت رحمة الله قد استأثرت به».

كما اعتبره الرجل المنشود والقائد المنتظر للعالم الإسلامي، قائلًا: «لقد هيأ الله له من الأسباب- منذ نعومة أظفاره- ما يرشحه للمهمة المطلوبة.. أب صالح مشغول بالعلم وبالعمل معًا، فهو من المشتغلين بعلم الحديث، وله فيه إسهام يقدره العلماء، يذكر فيشكر، وهو ممن يكسبون عيشهم بالعمل في إصلاح الساعات، أو تجليد الكتب، ولذا اشتهر بالشيخ الساعاتي».

والغريب أنه في عام 1954م أقر مسعود الندوي (الصديق المقرب لأبو الحسن الندوي) أن أبو الحسن قال عن الجماعة الإخوانية بعدما التقى بهم وقرأ بعض كتبهم أنها حركة قائمة على العواطف والأحاسيس ولا يوجد لها أي أساس فكري. كما أن دعوتهم تفتقر إلى الفكر والعلم.

كما أنه عندما قرأ كتاب حسن البنا "مذكرات الدعوة والداعية" استعجب كثيرًا من شخصية البنا قائلًا أنه شخصية غريبة وعجيبة، فهو ليس عالمًا كبيرًا أو أديبًا أو مفكرًا.
منظمات دينية تحت رعايته

أسس «الندوي» حركة رسالة الإنسانية في الهند عام 1951م، كما أنه أسس المجمع الإسلامي العلمي عام 1969م، وشارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية (U.P.) عام 1960م، والمجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند عام 1964م، وهيئة الأحول الشخصية الإسلامية لعموم الهند عام 1972م.