رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي عراقي يكشف لـ«أمان» كواليس اعتقال حلفاء وموالين لإيران (تفاصيل)

جريدة الدستور

بعد أقل من 48 ساعة على اعتقال حامد الجزائري، النائب السابق لأمين عام ميليشيا سرايا الخرساني- المتهمة بعمليات قمع واعتداء على نشطاء مدنيين- اعتقل العشرات من الموالين والتابعين لها.

ويواصل الحشد الشعبي العراقي اعتقال الشخصيات البارزة في الميليشيا المسلحة التي كانت مرتبطة وتابعة للحشد قبل حملة الاعتقلات الأخيرة، بعدما طالتهم اتهامات مؤكدة باستخدامهم وسائل عنف وقمع واعتداء على مدنيين.

ما دفع الحشد الشعبي لإجراء حملة أمنية لمداهمة عناصر ميليشيا سرايا الخرساني، وسط تكتم شديد من قبل رجال الدفاع والأمن بقرار وتكليف من رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، الذي أمر بإعفاء حامد الجزائري من مهام آمر اللواء الـ18، ووعد القدو من مهام آمر اللواء الـ30 في الحشد، وكلف الفياض زين العابدين جميل خضر بدلا من القدو، وأحمد محسن مهدي الياسري بدلا من الجزائري.

اتهامات بالعنف

أتت تلك الإجراءات الأمنية الأخيرة بعد تعالي أصوات الاتهامات التي خرجت من عشائر عربية سنية في العراق، وتحديدا في مدينة نينوى، بأن ميليشيا سرايا الخرساني يقومون بارتكاب أعمال عنف وترهيب تجاه أبناء عشائرهم السنية، وارتفاع احداث الانتهاكات بحقهم بسجنهم في سجون سرية وتعذيبهم وصولا إلى اغتيال بعضهم أو موت آخرين من شدة التعذيب، بمشاركة سرايا الخرساني ولواء الشبك، وهي جماعة مسلحة تأسست في عام 2014، وتضم ما يقرب من 1500 مسلح ومقاتل يقومون بالسيطرة على محافظة نينوى التي قاموا باستعادتها من تنظيم داعش وسيطروا عليها، كما أنهم قاموا بارتكاب انتهاكات إنسانية، حسب تقارير حكومية عراقية صدرت بعد اعتدائهم على قوات الأمن والجيش العراقي في سبتمبر الماضي.

وتشير التقارير إلى أن مسلحى لواء الشبك وميليشيا سرايا الخراساني قاموا بممارسة اعتداءات وابتزاز وفرض إتاوات على المواطنين في نينوى، بل واختطفوا وعذبوا كثيرا منهم، ما جعل الحشد الشعبي يقوم بشطبها من قائمة الموالين لهم.

فمن هو حامد الجزائري الذي كان تربطه علاقة جيدة وقوية مع قائد «فيلق القدس» الإيراني السابق قاسم سليماني؟

حامد الجزائري هو نائب قائد ميليشيا سرايا الخرسانية الشيعية، وآمر اللواء 18 في الحشد الشعبي، عرف واتهم بقيادة فريق القناصين لتصفية متظاهري احتجاجات أكتوبر في العراق ضمن غرفة العمليات التي شكلها علي الياسري، زعيم السرايا، بأمر من قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، الذي اغتالته الطائرات الامريكية هو ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، بعد استهدافهم بالقرب من مطار بغداد الدولي في يناير الماضي، وأشارت الاتهامات الموجهة لحامد الجزائري إلى أنه هو من كان يقود مجموعة قناصين قاموا باستهداف متظاهرين مدنيين رافضين التدخل والتواجد الإيراني في العراق.

وارتفعت تلك الاتهامات بعد ظهور فيديو انتشر في أول أيام المظاهرات االتي اندلعت في العراق، حيث كان يصرخ عدة متظاهرين بأنهم تلقوا تهديدات من سرايا الخرساني إن لم يفضوا التظاهرات سيتم قتلهم، وكان- حسب الفيديو- يتواجد عدد من القناصين أعلى البنايات بالقرب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين، وتم اغتيال وقنص عدة متظاهرين في محاولة لترهيبهم للتوقف عن التنديد بالتواجد الإيراني في العراق وفي الحكومة العراقية. 

ويقول السياسي والصحفي سعد المطالبي إن الاعتقالات الأخيرة يتم طلبها منذ بداية اندلاع التظاهرات العراقية بعد تجاوز ميليشيا سرايا الخرساني وانتهاكات كثيرة في حق العراقيين المدنيين، خاصة بعدما أعطتهم إيران الضوء الأخضر تحديدًا من سليماني في إطلاق الرصاص وقتل المتظاهرين الذين يريدون إسقاط دولة الحسين، حسب قول الأخير.