رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لهذه الأسباب وضعت أمريكا السودان بقائمة الإرهاب ثم رفعته (تفاصيل)

السودان
السودان

بعدما استمر وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب قرابة 27 عاما، أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، أمس، أن البيت الأبيض رفع رسميًا اسم السودان من هذه القائمة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تغييرًا إيجابيًا وأساسيًا في العلاقات بين البلدين للتعاون بشكل أكبر فيما بينهما في المستقبل.

وأكد "مايك" أن هذا القرار جاء بعد جهود الحكومة الانتقالية الحالية للسودان، التي يترأسها مدنيون وعسكريون، لرسم مسار جديد وجريء بعيدًا عن إرث نظام البشير.

وأعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في 19 أكتوبر سحب السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات المفروضة عليه التي تعيق استثماراتها الدولية، لكنه لم يبلغ الكونجرس الأمريكي بهذا القرار (في 26 أكتوبر) إلا بعد أن وافقت السلطات السودانية على اتفاقية سلام مع إسرائيل ودفع 335 مليون دولار كتعويض لأهالي ضحايا تفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998، الذي تبناه تنظيم القاعدة، حيث إن أسامة بن لادن (زعيم القاعدة) كان يقيم في الخرطوم في ذلك الوقت.

البشير "كلمة السر" في وضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993م
تم وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب من قبل الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة "بيل كلينتون"، في نوفمبر 1993م، بسبب الرئيس السوداني المعزول "عمر البشير".

كارلوس
وذلك لاستضافته وإيوائه العديد من القيادات الإرهابية البارزة، بدءًا من "كارلوس" أخطر إرهابي في العالم، والذي نفذ العديد من عمليات القتل والتخريب في فرنسا وبعض الدول الأوروبية، ثم قامت السلطات الفرنسية باعتقاله من مكان إقامته في قلب الخرطوم عام 1994.

الإخوان الإرهابيون
كما أنه كان الداعم الرئيسي لحركة الإخوان الإرهابية، إذ إنه كان أحد أعضائها، بل ومكّن الحركة الإسلامية من السيطرة على مقاليد الحكم على مدار فترة حكمه.
واستضاف قيادات الجماعة الإخوانية الإرهابية والجماعات الإسلامية المتطرفة بعد ثورة يونيو التي شهدتها مصر عام 2013م، ومكنهم من الحصول على أراضٍ زراعية للاستثمار فيها.. وبعد عزل "محمد مرسي"- أحد عناصر الإخوان- من مقاليد الحكم المصرية استقبلت الجماعات الإسلامية في السودان العديد من قياداتها الهاربين من مصر.

وتم تكليف حسن عبدالعال "أمير الجماعة الإرهابية السابق بمحافظة أسيوط" بإدارة كافة الأعمال اللوجستية التي في السودان والإشراف على المشاريع الزراعية الاستثمارية الخاصة بالعناصر الإخوانية في السودان، من أجل الإنفاق على حزب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإخوانية الإرهابية في مصر).

بن لادن
ليس هذا فقط، بل استضاف "البشير" أسامة بن لادن (زعيم القاعدة) ونائبه (أيمن الظواهري) من 1990م إلى 1996م، ودرّب مقاتليه عسكريًا في مزارعه التي منحها له السودان كحصة استثمارية.
واعتبر "بن لادن" السودان موطنه الثاني، حيث أنشأ به العديد من المشروعات والمزارع والطرق، ومنها طريق التحدي وشركة بن لادن العالمية وشركة وادي العقيق، بهدف تدريب ورعاية الإرهابيين وعناصره من تنظيم القاعدة وجماعة الجهاد المصرية.
ثم توافد عناصر القاعدة إلى السودان بعد ذلك برعاية من عمر البشير وحسن الترابي "زعيم الجبهة الإسلامية"، وأخذوا من مزارع "بن لادن" سكنًا ومكانًا لتدريب القتال لهم.

جماعة الجهاد الإسلامية
كما فتح "البشير" أبواب السودان لعناصر جماعة الجهاد الإسلامية المصرية، التي تنفذت العديد من العمليات الإرهابية في مصر في فترة التسعينيات، ومن بينها محاولة اغتيال اللواء حسن الألفي "وزير الداخلية المصري الأسبق"، وعاطف صدقي "رئيس الوزراء المصري الأسبق".
وقد تورط "البشير" في محاولة اغتيال محمد حسني مبارك "رئيس الدولة المصرية الأسبق" عام 1995م في إثيوبيا، بتخطيط من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وبرعاية "البشير" والأجهزة الأمنية السودانية.
واستفحل "البشير" بعد ذلك في دعمه المتطرفين والإرهابيين عن طريق دعمهم بشكل مباشر في العديد من الهجمات الإرهابية، مثل تفجيرات السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998م، وتدمير المدمرة كول بالقرب من ميناء عدن باليمن عام 2000.

داعش
إلى جانب المنظمات الإرهابية السابقة، لم يقصر نظام "البشير" الإخواني أيضًا في حق الدواعش، فقد سمح لعناصر من داعش بإقامة معسكرات لهم في المدن السودانية والتدرب بها. ثم اعترف تنظيم داعش فيما بعد بأنه خطط لاختراق الجامعات السودانية، وبدأ في استقطاب عدد من الطلبة بجامعة "مأمون حميدة" ونجح في تجنيد 11 شابا وفتاة بها.
وقد وفّر البشير ونظامه للدواعش إمكانية إرسال المقاتلين إلى تنظيم داعش في سيناء واستقبال الداعشيين الأجانب القادمين من منطقة المثلث الحدودي مع السودان.
فاعتبر تنظيم داعش الإرهابي السودان في عهد "البشير" محطة رئيسية لتسهيل انتقالهم في إفريقيا.

حسم
ساعد "البشير" الكيان الإخواني المسلح "حسم"، الذي نفذ عدة عمليات إرهابية في مصر منذ عام 2013م.

ما هي العقوبات التي تكبدها السودان نظير أفعال البشير؟
نظير ما ارتكبه "البشير" من جرائم بحق العالم لصالح الجماعات والعناصر الإرهابية والمتطرفة التي كان يؤويها فقد تعرضت السودان على مدى السنوات السابقة للعديد من العقوبات التي أثرت بشكل سلبي على اقتصادها، مثل:
1- عام 1996م: إيقاف عمل السفارة الأمريكية في الخرطوم.
2- في عام 1997م: فرض عقوبات مالية وتجارية على السودان، مثل منع تصدير التكنولوجيا الأمريكية للسودان، وتجميد الأصول المالية السودانية، وعدم الاستثمار أو التعاون اقتصاديًا مع السودان.
3- عام 1998م: شن البيت الأبيض هجوما صاروخيا على مصنع الشفاء للأدوية في السودان نظرًا لإنشائه لصناعة المواد الكيميائية التي تدخل في تصنيع الأسلحة الكيميائية.
4- في عام 2006م: أصدر الكونجرس الأمريكي قانون "سلام السودان" الذي ربط العقوبات الأمريكية على الخرطوم بالتقدم في المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.
هذا بالإضافة إلى منع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من تمويل السودان أو تخفيف الديون عنه.

ماذا يعني شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
يعني شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تحقيق استقرار وانتعاش اقتصادي للسودان، فضلًا عن إمكانية عودة السودان للانضمام لشبكات التمويل العالمية وازدهار الاستثمار والتجارة به.
يمكن لأمريكا مساعدة السودان في تسوية متأخرات ديونه، ودعم خطط لإعفائه من الدين، بل ومساعدة السودان في الحصول على ما يزيد عن مليار دولار سنويًا من مقرضين دوليين.