رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفكر مصطفى محمود في وصف الأصولية: «نحن في عصر التآمر الكبير»

مصطفى محمود
مصطفى محمود

انشغل المفكر مصطفى محمود بتحليل عدد من الظواهر الدينية التي تفشت وأخذت سبيلا عقائديا متزمتا، مثل ما يوصف بـ"الأصولية"، والتي اعتبرها من المصطلحات صاحبة اليد في الفتن التى يفضي إليها التشدد.

الأصولية فتنة كبرى تأكل أبناءها
في مقال له بعنوان "الأصولية"، يقول مصطفى محمود: "كل طائفة تتصور أنها وحدها التي تحكم بما أنزل الله، وأن معها التفويض بالخلافة والحكم وإقامة شرع الله في الأرض، وأنها وحدها الأصولية، وهي كما فهمنا أصولية سياسية لا علاقة لها بالدين".

ويضيف: "ربما كان الأصولي هو اللامنتمي الوحيد الذي خرج يسعى على خبز أولاده فقتلته رصاصة فمات قتيل هؤلاء المفتونين.. وما كان يحمل راية وما كان يدعي لنفسه شيئا.. وما كان يطلب لنفسه علوًا في الأرض ولا سيادة".

ويتساءل مصطفى محمود: "هل تتحول أصولية هذا الزمان إلى فتنة كبرى تأكل أولادها وتدفع بالمسلم في مواجهة المسلم في تصارع وتقاتل وتناحر لا يبقي ولا يذر.. إننا نسير بالفعل إلى هذا المنحدر".

«الأصولية» مصطلح مليء بالاستعلاء واتهام الآخرين بالانحراف
يقول مصطفى محمود إن كلمة «أصولية» تحمل في اسمها استعلاء أصحابها وتكبرهم، وأنهم وحدهم المتحدثون باسم الحق، وأنهم خلفاء الله ووكلائه في الأرض.. "كما أنها تحمل في معناها اتهام الآخرين، كل الآخرين، بالانحراف والمروق والكفر.. وبين هذا وذاك خلافات ثانوية بين حجاب ونقاب وبين جلباب وجلباب وبين شارب ولحية وبين رأي في التماثيل ورأي في الصور والمصورين ورأي في الفن والموسيقى.. إلخ، وهي خلافات ثانوية انتهى زمانها ولا تساوي أن يذبح المسلمون بعضهم بعضا ويكفّر المسلمون بعضهم بعضا".

ويضيف مصطفى محمود: "هذه الأصولية أفرزتها الأزمات الاقتصادية والبطالة والفقر والحرمان والهزائم المتواصلة، وكانت نتيجة مباشرة لانهيار التعليم وسطحية الثقافة والفراغ الديني وضعف المؤسسة الدينية، وهي في دعوتها إلى تحطيم كل أشكال النظم الموجودة تحت ذريعة أنها جاهلية وكفر".

الأصولية وعصر التآمر الكبير
وصف مصطفى محمود العصر الذي تفشت فيه الأصولية الإسلامية بأنه عصر "التآمر الكبير"، ولا يملك المثقف إلا أن "يقف من تلك الأحداث وقفة المرابطين وحراس الثغور، يرصد الظواهر كما يرصد الفلكي جنبات السماء ليعلم متى يظهر القمر الوليد ومتى تكسف الشمس ومتى تنفجر النجوم".

الصحوة الإسلامية كبوة ردية
يصف مصطفى محمود ما يسمى «الصحوة الإسلامية» بالكبوة التي تسببت في ردة المسلمين إلى الماضي دون المستقبل والاجتهاد، يقول: "ما تلك الأصولية التي تدفع بالمسلم ضد المسلم إلا فتنة رسمها الأعداء بعناية، وأنفقوا عليها في سخاء، وجندوا لها الفئات الحاقدة، واستأجروا لها الأيدي العاطلة، وصنعوا لها الأحلام الغوغائية، وألبسوها اللبسة الدينية، وزيفوها علينا وروجوها بيننا على أنها صحوة إسلامية، وهي في حقيقتها كبوة ردية، فهي شق للصف، وهي دعوة إلى الفرقة، وهي تحريض للمسلم ليقتل المسلم، وهي استدراج خبيث لشبابنا ليبدد قواه في معارك داخلية وليضيع بلده في حرب أهلية".